مسؤولون أكراد: المساعدات العسكرية الدولية للبيشمركة ليست على المستوى المطلوب

قال مسؤولون أكراد، إن المساعدات العسكرية الدولية المقدمة لإقليم كردستان ليست على المستوى المطلوب كما ونوعا، وطالبوا بأسلحة ثقيلة، مؤكدين أن قوات البيشمركة بحاجة إلى الدبابات والعجلات المدرعة لمواجهة «داعش».
وقال محمد الحاج محمود، سكرتير الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني، وقائد قوات البيشمركة في محور كركوك، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المساعدات العسكرية الدولية التي وصلت إلى قوات البيشمركة، قليلة وليست على المستوى المطلوب كما ونوعا، وهي بالأحرى تتكون من عدة أقسام، منها حديثة ومتطورة، وتجري حاليا قوات البيشمركة تدريبات على استخدامها من قبل الدول التي قدمتها إلى قوات البيشمركة، كأميركا، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وكندا، قسم منها وصلت بالفعل إلى جبهات القتال بعد أن أتمت قوات البيشمركة تدريباتها على استخدام هذه الأسلحة، وهي بصورة عامة أسلحة متوسطة، مثل سلاح (ميلان) الألماني والـ(دوشكا 16 و20)، والقناصات الحديثة، هذه الأسلحة عددها محدد، ووزارة البيشمركة وزعت هذه الأسلحة على جبهات القتال، ودربت عددا من أفراد البيشمركة على استخدامها».
وتابع حاج محمود: «القسم الآخر من هذه المساعدات يمثل الأسلحة الخفيفة، التي تمتلكها قوات البيشمركة أصلا، وهذه الأسلحة ضرورية لبناء قوات نظامية في الإقليم، بعد توحيد قوات البيشمركة وتنظيمها أكثر، وخصوصا وحدتي 70 و80 من قوات البيشمركة التابعة للحزبين الرئيسين». وأكد الحاج محمود أن «الأسلحة التي وردت إلى الإقليم قليلة، لكن الإعلام ضخم قصصها عندما تداول موضوع وصولها بشكل غير متوقع»، مشيرا إلى أن «كميات الأسلحة المقدمة للإقليم محدودة وقليلة، إلى جانب أن عددا من هذه الدول لم تقدم السلاح، بل قدمت فقط التجهيزات العسكرية من واقيات رصاص وخوذ، وبالنسبة لمساحة الجبهة بيننا وبين (داعش)، فطول هذه الجبهة تصل إلى ألف و50 كم (من خانقين إلى الحدود السورية)، وهذه الجبهة الواسعة بحاجة إلى عدد كبير من البيشمركة والسلاح والعتاد، نحن بحاجة إلى سلاح يكون على مستوى الأسلحة التي يمتلكها تنظيم داعش، وأقوى من أسلحة (داعش)، فهذا التنظيم استحوذ على أسلحة الجيش العراقي الأميركية المتطورة، حكومة الإقليم طالبت دول العالم بأسلحة ثقيلة ومتطورة».
من جانبه قال العميد هلكورد حكمت، الناطق الرسمي لوزارة البيشمركة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأسلحة التي وصلت إلى إقليم كردستان قليلة، وليست بالمطلوب، نحن طالبنا كميات كبيرة من السلاح، ففي آخر اجتماع بين وزارة البيشمركة والتحالف الدولي الذي عقد الأسبوع الماضي في أربيل، طلبنا من التحالف الدول إرسال أسلحة وأعتدة كثيرة إلى إقليم كردستان، لأن هناك ضغطا كبيرا علينا، تسلمنا خلال المدة الماضية كميات من الأسلحة الحديثة: الألمانية، والأميركية، والإيطالية، وهناك كميات من الأسلحة الروسية أيضا ضمن هذه المساعدات التي قدمت من قبل التشيك وألبانيا، نحن بحاجة إلى أسلحة ثقيلة وحديثة».
بدوره قال النائب في برلمان الإقليم، فرست صوفي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «برلمان الإقليم سيستضيف وزير البيشمركة خلال الأيام القادمة، ليقدم لنا شرحا عن الأسلحة التي وردت إلى إقليم كردستان من ناحية العدد والنوعية، ومدى تلبية الأسلحة الواردة لاحتياجات البيشمركة»، مستطردا: «لكن بحسب المعلومات التي حصلنا عليها من وزير البيشمركة والقائد العام لقوات البيشمركة مسعود بارزاني، اتضح لنا أن الأسلحة التي وصلت إلى الإقليم ليست هي الأسلحة التي تلبي حاجة قواتنا التي تقاتل في مواجهة (داعش) وفي الحرب ضد الإرهاب، ولا تزال قوات البيشمركة تنتظر الأسلحة الثقيلة التي كان من المقرر أن تصل إليها، والأسلحة الموجودة لديها (البيشمركة) ليست بكفاءة وتطور الأسلحة الموجودة بيد مسلحي تنظيم داعش، الذين يمتلكون أسلحة متطورة وثقيلة. نحن ننتظر من التحالف الدولي تزويد قواتنا بأسلحة ثقيلة وكثيرة، وأن تكثف غاراتها الجوية على مواقع التنظيم؛ لذا نؤكد أن السلاح الذي وصل إلى كردستان لحد الآن ليس على المستوى المطلوب».
وأشار صوفي إلى أن «قوات البيشمركة استطاعت بالأسلحة التي لديها الآن أن توقف تقدم (داعش)، لكنها تحتاج الآن إلى أسلحة ثقيلة ومتطورة، لاستعادة كافة المناطق التي سيطر عليها التنظيم في أغسطس (آب) الماضي كمناطق سنجار وزمار وجلولاء، والقضاء عليه بشكل جذري في المنطقة، ولهذا نحتاج إلى المدافع الثقيلة والمدرعات والدبابات».
ويرى الخبير العسكري صلاح الفيلي، أن «الأسلحة التي وصلت إلى إقليم كردستان قليلة وهي لا تكفي قوات البيشمركة، وقال فيلي لـ«الشرق الأوسط»: «الأسلحة التي وصلت إقليم كردستان من ناحية النوعية أسلحة جيدة لحد ما، لكن عددها قليل، البيشمركة تحتاج إلى أسلحة ثقيلة، كان من المقرر أن تصل، لكنها لم تصل لحد الآن، كالدبابات، والمدرعات، والعجلات المدرعة، وطائرات الهليكوبتر، هذه الأسلحة ضرورية جدا في المعارك التي تخوضها قوات البيشمركة ضد تنظيم داعش، لأن هذه المعركة كبيرة وطويلة الأمد وتحتاج إلى تلك الأسلحة، ودول التحالف الدولي وعدت إقليم كردستان بتقديم هذه الأسلحة، لكن موعد تسليم هذه الأسلحة غير معروف».