واتفورد ينتفض وبورنموث يتهاوى في لعبة انقلاب الأدوار بالدوري الإنجليزي

بيرسون يجني ثمار تفوقه التكتيكي وشخصيته القوية... وإيدي هاو يعاني من تراجع مستوى أفضل لاعبيه

بيرسون يحتفل مع لاعبي واتفورد بالفوز على بورنموث الذي أخرج الفريق من دائرة الخطر (رويترز)  -  إيدي هاو مدرب بورنموث يعاني بعد تراجع الفريق لمنطقة الخطر (رويترز)
بيرسون يحتفل مع لاعبي واتفورد بالفوز على بورنموث الذي أخرج الفريق من دائرة الخطر (رويترز) - إيدي هاو مدرب بورنموث يعاني بعد تراجع الفريق لمنطقة الخطر (رويترز)
TT

واتفورد ينتفض وبورنموث يتهاوى في لعبة انقلاب الأدوار بالدوري الإنجليزي

بيرسون يحتفل مع لاعبي واتفورد بالفوز على بورنموث الذي أخرج الفريق من دائرة الخطر (رويترز)  -  إيدي هاو مدرب بورنموث يعاني بعد تراجع الفريق لمنطقة الخطر (رويترز)
بيرسون يحتفل مع لاعبي واتفورد بالفوز على بورنموث الذي أخرج الفريق من دائرة الخطر (رويترز) - إيدي هاو مدرب بورنموث يعاني بعد تراجع الفريق لمنطقة الخطر (رويترز)

في وقت مبكر من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كان نادي بورنموث يحتل المركز السابع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز ويحقق نتائج جيدة للغاية، وكان الفريق قد فاز للتو على مانشستر يونايتد بهدف دون رد من توقيع جوش كينغ، وخرج الفريق بشباك نظيفة في ثالث مباراة على التوالي، وكان قد خاض 11 مباراة مثيرة للإعجاب فيما كان يبدو أنه سيكون موسماً آخر من المواسم التي حقق فيها الفريق إنجازات جيدة للغاية.
وقال المدير الفني لبورنموث إيدي هاو بعد نهاية تلك المباراة: «كنا نشعر بأننا بحاجة إلى هذا الفوز. من أجل تحسين ثقتنا في أنفسنا والحافز الذي لدينا هذا الموسم، أعتقد أن هذه المباراة كانت مهمة للغاية بالنسبة لنا».
وكان خط دفاع الفريق على وجه التحديد يقدم مستويات جيدة ويمثل مصدر ارتياح كبيراً لهاو، الذي قال: «نحن سعداء للغاية بأدائنا الدفاعي في آخر ثلاث مباريات، ويتعين علينا أن نفعل ذلك بشكل ثابت ومستمر. تقديم أداء جيد لثلاث مباريات فقط ليس كافياً، فنحن بحاجة للاستمرار على هذا الأداء في 20 أو 25 مباراة هذا الموسم، وأن نظهر تحسناً كبيراً عن العام الماضي حتى يمكننا القول إننا قد حققنا إنجازاً. وبالتالي، فإن ما حققناه هو مجرد خطوات مبكرة، لكن الإشارات تبدو جيدة».
والآن، وبعدما لعب بورنموث 22 مباراة هذا الموسم، لم تعد الأمور جيدة، إذ إن المباريات العشر التي خاضها الفريق منذ ذلك الحين لم يكن من بينها سوى مباراة واحدة خرج فيها الفريق بشباك نظيفة، ولم يحقق سوى فوز وحيد وتلقى ثماني هزائم. ومنذ المباراة التي حقق فيها بورنموث الفوز على مانشستر يونايتد، لم يحصل إلا على أربع نقاط فقط، ليصبح بذلك أقل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز حصولاً على النقاط خلال تلك الفترة. وبعد الخسارة برباعية نظيفة أمام وستهام يونايتد في فترة أعياد الميلاد، هبط الفريق للمراكز الثلاثة الأخيرة في جدول الترتيب للمرة الأولى هذا الموسم.
وفي الجولة 22 مساء أول من أمس، خسر بورنموث بثلاثية نظيفة أمام واتفورد، الذي مر بتجربة مختلفة تماماً، حيث كان واتفورد يتذيل جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) برصيد خمس نقاط من 11 مباراة، لكنه منذ ذلك الحين يعتبر سابع أفضل نادٍ في المسابقة من حيث عدد النقاط التي جمعها خلال تلك الفترة. وقد بدأ أداء ونتائج واتفورد في التحسن فور تولي نايغل بيرسون قيادة الفريق في أوائل ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ليصبح المدير الفني الثالث للفريق خلال هذا الموسم - وقد حصل واتفورد على أكثر من 50 في المائة من إجمالي عدد النقاط التي حصل عليها هذا الموسم من المباريات الأربع الأخيرة، وقد حافظ الفريق على قوة الدفع الكبيرة التي حصل عليها خلال فترة أعياد الميلاد بعد الفوز الذي حققه على مانشستر يونايتد على ملعبه.
وفي صباح الثاني والعشرين من ديسمبر (كانون الأول)، كان الفارق بين الفريقين عشر نقاط؛ وبعد فوز واتفورد على بورنموث على ملعب «فيتاليتي» بعد ذلك التاريخ بثلاثة أسابيع فإن الفارق قد تقلص إلى نقطتين فقط.
وقد عانى بورنموث من غياب الكثير من لاعبيه بداعي الإصابة، مثل ديفيد بروكس الذي لم يشارك في أي مباراة خلال الموسم الجاري، وتشارلي دانييلز الذي يغيب عن الملاعب منذ أغسطس (آب)، وناثان أكي الذي يعاني من إصابة في أوتار الركبة، بالإضافة إلى كينغ الذي أصيب مؤخراً.
لكن لم تكن الإصابات هي السبب الوحيد وراء تراجع نتائج وأداء الفريق، لكنْ هناك أسباب أخرى مثل التراجع الواضح في مستوى ريان فريزر وكالوم ويلسون، اللذين أحرزا معاً الموسم الماضي 21 هدفاً وصنعا 24 هدفاً، حيث صنع كل منهما 12 هدفاً للآخر. فلم ينجح أي منهما في تسجيل أي هدف منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، وكانت المباراة الوحيدة التي شهدت صناعة أحدهما هدفاً للآخر خلال الموسم الجاري هي المباراة التي خسرها بورنموث أمام ليستر سيتي بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد في أغسطس (آب) الماضي، حيث أحرز ويلسون هدفاً من صناعة فريزر. وكانت رسالة بيرسون قبل مباراة فريقه أمام بورنموث واضحة حيث قال: «نحن نستعد للعب أمام فريق يحتاج لتحقيق الفوز ويلعب على ملعبه. إنهم يعرفون أننا نمتلك لاعبين قادرين على إحداث مشاكل كبيرة لهم، ونفس الأمر ينطبق عليهم فلديهم لاعبون قادرون على أن يسببوا لنا مشاكل».
وأضاف: «في فترة مثل هذه النتائج مهمة جداً بالنسبة للفريقين. أنا لا أقلل من قدر أي شخص ولا أبالغ في تقديري لأي شخص، وكل ما يتعين علينا القيام به هو أن نحاول ونبذل قصارى جهدنا ونقدم المستويات التي تعبر عن أنفسنا في المقام الأول، لأنه إذا لم نفعل ذلك، فلا يهم من نواجهه في الدوري الإنجليزي الممتاز، سنواجه أياماً رائعة وأخرى أكثر صعوبة».
وأوضح: «سيكون هناك بعض اللاعبين الذين انتابهم الشك في قدراتهم، أو لم تتح لهم الفرص الكافية للتعبير عن أنفسهم. ويتيعن على بعض لاعبينا أن يساعدوا أنفسهم على العودة لتقديم مستويات جيدة. لكن من الممكن أن يكون لديك بعض اللاعبين الذين قد لا يكونون في مستواهم المعتاد في أحد الأيام - لكن إذا واصلوا تقديم ما يحتاجه الفريق من حيث الشكل الخططي والتكتيكي والاستحواذ على الكرة والقيام بالواجبات الدفاعية في حال فقدان الكرة، فهذا يعني أنهم يقدمون المطلوب منهم وسوف يعودون لتقديم مستواهم المعروف بمرور الوقت. ورغم أن ذلك قد لا يكون هو الحد الأقصى المطلوب من اللاعبين، فستكون هناك فرصة لتحقيق نتائج جيدة، لمجرد أن الإطار العام للفريق موجود وكل لاعب يقدم ما هو مطلوب منه».
وقال مهاجم وقائد واتفورد، تروي ديني، الذي سجل هدفاً من ثلاثية الفريق في الانتصار على بورنموث: «منذ وصول بيرسون، ولأول مرة منذ ثماني سنوات، تتم معاملتي كرجل»، في حين قال الحارس بن فوستر: «كنا نعرف أن لدينا مجموعة جيدة من اللاعبين، وكنا بحاجة فقط إلى شخص ما قادر على منحنا الثقة والدافع، وهذا هو ما تحقق بالفعل». لكن بيرسون جلب إلى هذا الفريق ما هو أكثر من الدوافع والحوافز، حيث غير طريقة اللعب من 3 - 5 - 2 التي كان يعتمد عليها كيكي سانشيز فلوريس، والتي كانت تجعل الفريق يبدو عقيماً من الناحية الهجومية، إذ لم يكن الفريق يعتمد إلا على ديني في الخط الأمامي كمحطة لنقل اللعب إلى نصف ملعب الفريق المنافس، وعلى سرعة ومهارة جيرارد ديلوفيو، وعلى تحركات نجم خط وسط الفريق إسماعيلا سار على أطراف الملعب أو في العمق. وكان المدير الفني السابق لنادي ليستر سيتي، والبالغ من العمر 56 عاماً، محظوظاً لأنه تولى قيادة الفريق في الفترة التي شهدت استعادة ديني لياقته البدنية والذهنية بعد عودته من الإصابة، كما واصل سار اللعب لعدد متواصل من المباريات من دون أن يغيب للإصابة، وهما اللاعبان اللذان لعبا دوراً كبيراً في طريقة اللعب 4 - 2 - 1 - 3 التي طبقها بيرسون فور توليه قيادة الفريق.
إن البحث عن أرقام وإحصاءات للنتائج المتقلبة لفريقي واتفورد وبورنموث تقدم دليلاً إضافياً على أن البحث عن الاستحواذ على الكرة - في بطولة تضم العديد من الفرق التي تبني خططها على الهجمات المرتدة السريعة - قد لا يكون مفيداً في كثير من الأحيان. إذ تشير الإحصاءات إلى أنه خلال الفترة التي تراجعت فيها نتائج بورنموث فإن نسبة استحواذ الفريق على الكرة قد ارتفعت، كما ارتفعت نسبة التمريرات الدقيقة أيضاً، ونفس الأمر ينطبق أيضاً على عدد التمريرات (من 385 تمريرة في المباراة في أول 11 مباراة إلى 449 تمريرة في المباراة بعد ذلك)، وعدد التمريرات الناجحة (من 289 في المباراة إلى 357 في المباراة). ومع ذلك، انخفض معدل تسجيل الأهداف في المباراة الواحدة من 1.3 هدف إلى 0.6 هدف. وفي الفترة التي تحسنت فيها نتائج واتفورد، انخفضت نسبة استحواذ الفريق على الكرة، كما انخفضت دقة التمريرات، ونفس الأمر ينطبق أيضاً على عدد التمريرات (من 403 تمريرات إلى 354 تمريرة)، والتمريرات الناجحة من 311 تمريرة إلى 251 تمريرة. ومع ذلك، ارتفع معدل تسجيل الأهداف في المباراة الواحدة من 0.6 هدف إلى 1.1 هدف. وفي المباريات الأربع التي حقق فيها واتفورد أكبر نسبة استحواذ على الكرة، خسر الفريق برصيد إجمالي وصل إلى تسعة أهداف مقابل هدف وحيد؛ في حين حصل بورنموث على نقطتين فقط من المباريات الست التي كان فيها الأكثر استحواذاً على الكرة.
لكن تراجع بورنموث قد لا يكون نهائياً، وقد لا يستمر تحسن واتفورد. يقول بيرسون عن ذلك: «عندما تسير الأمور بشكل جيد، فإنني أبحث دائماً عن الخطوة التالية. ومن المهم جداً أن نتحلى بالواقعية فيما يتعلق بوضعنا الحالي. ما زال هناك طريق طويل يتعين علينا أن نقطعه، وما زال يتعين علينا أن نعمل بجد ونبذل قصارى جهدنا».


مقالات ذات صلة

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد تعاقده مع سيتي معلنا التحدي بإعادة الفريق للقمة سريعا (رويترز)

غوارديولا أكد قدرته على التحدي بقرار تمديد عقده مع مانشستر سيتي

يُظهر توقيع جوسيب غوارديولا على عقد جديد لمدة عام واحد مع مانشستر سيتي أن المدير الفني الإسباني لديه رغبة كبيرة في التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه فريقه

جيمي جاكسون (لندن)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».