نتنياهو يؤخر بحث الحصانة أسبوعاً لعرقلة ملف الفساد

TT

نتنياهو يؤخر بحث الحصانة أسبوعاً لعرقلة ملف الفساد

رغم نجاح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في تأخير البحث في حصانته البرلمانية أسبوعاً آخر، أصدر المستشار القضائي للكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، المحامي إيال يانون، مساء أمس (الأحد)، بياناً أكد فيه إلزام رئيس الكنيست، يولي إدلشتاين، بتشكيل لجنة برلمانية من أجل البحث في طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بالحصول على حصانة برلمانية، قبيل الانتخابات. وهذا يعني أن بالإمكان توقع فتح محاكمة نتنياهو قريباً جداً، في 3 لوائح اتهام بالفساد.
وكان نتنياهو قد تقدم بطلب إلى الكنيست للحصول على حصانة، ولكنه وحزبه الليكود، عملا كل ما في وسعهما لئلا يبحث الكنيست الطلب. فقد امتنع رئيس الكنيست إدلشتاين، وهو أيضاً من الليكود، عن الدعوة إلى جلسة، محاولاً التهرب. وتوجه الليكود ورئيس كتلة الحزب البرلمانية، ميكي زوهر، بدعوى إلى محكمة العدل العليا، أمس، يطالبها بمنع مستشار الكنيست من تقديم يانون وجهة نظره القانونية في الموضوع، زاعماً أن هناك تناقض مصالح، حيث إن زوجة يانون، المحامية عاميت مرري، كانت ضمن الطاقم الذي قرر تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقررت المحكمة عقد جلستها للبت في الدعوى يوم الأربعاء المقبل، وبهذا كسب نتنياهو أسبوعاً آخر بلا محاكمة. وطلبت المحكمة من جميع الأطراف أن يعرضوا وجهة نظرهم، لكنها رفضت تقييد المستشار القضائي للكنيست، ومنحته مطلق الحرية للتصرف في القضية وإعطاء وجهة النظر المثالية. وقال يانون معقباً، إن هناك من يحاول عرقلة مسار القانون، والدخول في صدام مع منطق القانون. رئيس الحكومة تقدم بطلب للحصول على الحصانة. فهل يعقل أن يتم منع الكنيست من بحث طلبه. وأكد في وجهة النظر القانونية الرسمية، أمس، أن «إدلشتاين لا يستطيع منع تشكيل لجنة الكنيست لبحث مسألة حصانة نتنياهو». وعقب رئيس قائمة «كحول لفان»، بيني غانتس، على هذا القرار قائلاً إن رئيس اللجنة التنظيمية للكنيست، آفي نيسنكورن (وهو من حزبه)، سيعقد جلسة للجنة التنظيمية في أقرب وقت ممكن لتقرر تشكيل لجنة النظام في الكنيست لمناقشة حصانة نتنياهو. وأضاف غانتس: «نتنياهو طلب، نتنياهو سيُعطَى!». وتوجه نيسنكورن إلى رئيس الكنيست طالباً أن يتصرف في هذه القضية من موقع المسؤولية التي يفرضها منصبه وأن يسمح بعقد اللجنة التنظيمية على الفور. وأكدت قائمة «كحول لفان»، أن المسارعة لتشكيل اللجنة وبحث طلب الحصانة خلال الكنيست الحالي، ودون الانتظار لتشكيل لجان الكنيست بعد الانتخابات المقبلة، يعني أن نتنياهو سيمثل أمام القضاء قبيل الانتخابات، وهذا أمر صحي وسليم. وهي ترى أن هناك أكثرية 65 نائباً (من مجموع 120) سيرفضون طلب نتنياهو مفضلين أن يدخل الانتخابات، وهو في قفص الاتهام.
وتستعد القوائم الانتخابية المختلفة لجلسة الكنيست، التي ستحسم أمر حصانة نتنياهو، من خلال تجنيد كامل أعضائها بلا تغيب، خوفاً من نجاح الخصم في تجنيد أكثرية. فقد طلب غانتس من رؤساء الأحزاب المعارضة ضمان عدم التغيب. وتوجه نتنياهو إلى الوزراء في حكومته، بأمر أن يمتنعوا تماماً عن السفر إلى الخارج حتى يتم إجراء تصويت. وقال إن تعليماته موجهة إلى جميع الوزراء من جميع الأحزاب في الحكومة، وليس وزراء الليكود فقط.
الجدير ذكره أن الانتخابات البرلمانية في إسرائيل ستجري في 2 مارس (آذار) المقبل. وخلال 4 أيام سيغلق باب الترشيح لها. ويسعى المتنافسان على رئاسة الحكومة، نتنياهو من جهة وغانتس من جهة ثانية، إلى توحيد الأحزاب كل على طرفه، الليكود يسعى لتوحيد أحزاب اليمين المتطرف وغانتس يسعى لتوحيد أحزاب الوسط - يسار (العمل وميرتس). والغرض من ذلك هو منع ضياع أصوات هباء.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.