بعد 3 أيام على تحطم الطائرة الأوكرانية، اعترفت إيران أمس بإسقاطها طائرة «بوينغ 737» الأوكرانية بالخطأ، بعد أن أطلق جندي صاروخاً عليها. وقالت طهران إن الجندي كان يظن أن الطائرة الأوكرانية المدنية طائرة عسكرية معادية. وتشهد المنطقة توتراً متصاعداً بين الأميركيين والإيرانيين منذ اغتيال الولايات المتحدة في الثالث من الشهر الحالي قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بضربة في بغداد. وردت طهران على ذلك بضربات صاروخية على قاعدتين تؤويان عسكريين أميركيين في العراق يوم الأربعاء الماضي، وهو نفس يوم سقوط الطائرة الأوكرانية.
وفي هذا الصدد، قال كثير من الخبراء إن شركات الطيران المدنية يجب أن تتفادى التحليق فوق مناطق النزاعات المسلحة، خصوصاً في أوقات التوتر، حيث تكثر إصابة الطائرات المدنية عن طريق الخطأ، إما لحالة التوتر التي تسود العسكريين أو لتداخل مسارات الطائرات المدنية مع العسكرية، بل مع الصواريخ أحياناً. ويتضح هذا الأمر فيما يلي من أشهر حوادث الطائرات المدنية التي أُسقطت خلال العقود الماضية:
17 يوليو (تموز) 2014
سقوط طائرة «بوينغ 777» التابعة للخطوط الماليزية في رحلة بين أمستردام وكوالالمبور، وعلى متنها 298 شخصاً بينهم 196 هولندياً، قرب منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا الذي يشهد نزاعاً مسلحاً، ويسيطر عليه الانفصاليون الموالون لروسيا، من دون أن ينجو أحد من التحطم. وتوصل المحققون الدوليون في 2018 إلى أن الطائرة أسقطت بصاروخ بوك السوفياتي انطلق من اللواء 53 الروسي للدفاع الجوي في كورسك، في جنوب غربي روسيا.
23 مارس (آذار) 2007
سقوط طائرة من نوع إليوشين تابعة للخطوط البيلاروسية بصاروخ بعد إقلاعها فوق العاصمة الصومالية مقديشو التي كانت تشهد حرباً أهلية، ما أسفر عن مقتل 11 شخصاً. وكانت الطائرة تقل فريق مهندسين وتقنيين بيلاروسيين توجهوا إلى الصومال لإصلاح طائرة ضربت بصاروخ قبل أسبوعين.
4 أكتوبر (تشرين الأول) 2004
انفجار طائرة «توبوليف تو 154» تابعة لشركة سيبير الروسية التي تربط بين تل أبيب ونوفوسبيرسك في سيبيريا الغربية، أثناء طيرانها فوق البحر الأسود، على بعد 300 كلم عن سواحل شبه جزيرة القرم، وقتل 78 شخصاً، معظمهم من الإسرائيليين. وبعد أسبوع، أعلنت كييف أن الكارثة وقعت جراء إطلاق صاروخ أوكراني عن طريق الخطأ.
3 يوليو (تموز) 1988
تحطم طائرة إيرباص إيه - 300 تابعة للخطوط الجوية الإيرانية، متوجهة من بندر عباس إلى دبي، بعيد إقلاعها، إثر إصابتها بصاروخين أطلقا من فرقاطة أميركية في مضيق هرمز، وقتل 290 شخصاً في الكارثة. وأكد فريق الفرقاطة «يو إس إس فينسين»، أنه اعتقد أن الطائرة كانت مقاتلة إيرانية تحلق لأهداف عدائية، وتلقت إيران من الولايات تعويضاً بقيمة نحو 101 مليون دولار.
1 سبتمبر (أيلول) 1983
مقاتلة سوفياتية تسقط طائرة «بوينغ 747» كورية جنوبية تابعة للخطوط الجوية الكورية فوق جزيرة سخالين، بعدما انحرفت عن مسارها، وقتل 269 شخصاً. ولم تعترف موسكو بمسؤوليتها عن تحطم الطائرة إلا بعد 5 أيام، وتحت ضغط دولي وإدانة من مجلس الأمن.
20 أبريل (نيسان) 1978
فتحت مقاتلة «سوخوي - 15» سوفياتية نيرانها على طائرة مدنية من طراز «بوينغ 707» تتبع الخطوط الجوية الكورية عجزت عن التواصل مع المقاتلة المعترضة، بعدما انتهكت المجال الجوي السوفياتي بالقرب من مورمانسك. توفي اثنان من ركاب الرحلة في الحادثة، فيما نجا 107 ركاب مع الطاقم بأعجوبة، بعدما هبطت الطائرة اضطرارياً على سطح بحيرة متجمدة.
21 فبراير (شباط) 1973
أقلعت طائرة للخطوط الجوية العربية الليبية، من طراز «بوينغ 727»، من مطار طرابلس في طريقها إلى مطار القاهرة. وبعد دخولها الأجواء المصرية تعرضت لعاصفة رملية أجبرت الطاقم على الاعتماد كلياً على الطيار الآلي. دخلت الطائرة عن طريق الخطأ في المجال الجوي لشبه جزيرة سيناء الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي آنذاك، فقامت طائرتان إسرائيليتان من طراز «إف - 4» بإسقاطها، ونتج عن الحادثة مقتل 108 ممن كانوا على متنها، ونجا 5 أشخاص فقط من بينهم مساعد الطيار.
30 يونيو (حزيران) 1962
تحطمت طائرة من طراز «تي يو - 104» تابعة لشركة «إيروفلوت» السوفياتية أثناء رحلة داخلية بين مدينتي خاباروفسك وموسكو. وأظهرت الصور الملتقطة وجود أضرار سببتها النيران على جانب مقصورة الطائرة، وهي علامات تتوافق مع تلك التي قد تنتج عن الإصابة بصاروخ مضاد للطائرات. لاحقاً صدر تأكيد غير رسمي بأن صاروخاً مضاداً للطائرات ضل سبيله خلال إحدى مناورات الدفاع الجوي في المنطقة. وقد نتج عن الحادثة مقتل جميع من كان على متن الطائرة وعددهم 84 شخصاً.