جاويش أوغلو يأمل قبل توجهه إلى موسكو «هدنة دائمة» في شمال غربي سوريا

مبعوث أميركي بحث مع مسؤولين أتراك في العملية السياسية

سيارة محترقة جراء قصف على ريف إدلب (إ.ب.أ)
سيارة محترقة جراء قصف على ريف إدلب (إ.ب.أ)
TT

جاويش أوغلو يأمل قبل توجهه إلى موسكو «هدنة دائمة» في شمال غربي سوريا

سيارة محترقة جراء قصف على ريف إدلب (إ.ب.أ)
سيارة محترقة جراء قصف على ريف إدلب (إ.ب.أ)

عبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن أمله في أن يتحول وقف إطلاق النار الذي يسري في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد في محافظة إدلب شمال غربي سوريا إلى وقف إطلاق نار دائم.
وقال جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الشؤون الخارجية والتكامل الإقليمية في غانا، شيرلي أيوركور بوتشوي، في إسطنبول أمس (السبت) إن الاتصالات مستمرة مع الجانب الروسي في هذا الشأن.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان ليل الجمعة - السبت، أن الجانبين التركي والروسي اتفقا على وقف إطلاق نار بمنطقة خفض التصعيد في إدلب اعتباراً من الساعة 00:01 اليوم الأحد وفق التوقيت المحلي.
وذكر البيان أن وقف إطلاق النار يشمل الهجمات الجوية والبرية، بهدف منع وقوع المزيد من الضحايا المدنيين، ولتجنب حدوث موجات نزوح جديدة وإعادة الحياة لطبيعتها في إدلب.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، الخميس، أن وقف إطلاق نار بدأ الساعة 14:00 (بالتوقيت المحلي) في إدلب. لكن قوات النظام واصلت هجماتها البرية عبر إطلاق القذائف الصاروخية والهاون على مناطق مأهولة في قرى وبلدات في جنوب إدلب. واتهمت وزارة الدفاع الروسية فصائل المعارضة السورية المسلحة بانتهاك وقف إطلاق النار.
ونشرت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أمس ما قالت إنه صور من الجو للحظات سقوط قنابل على مدينة معرة النعمان السورية في محافظة إدلب، والتي تتعرض لقصف مكثف من جانب قوات النظام وحلفائه.
واتهمت الوكالة التركية النظام بمواصلة هجماته على التجمعات السكنية في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب، ولا سيما معرة النعمان، مشيرة إلى أنها التقطت صوراً عبر طائرة مسيرة، توثق القصف على البلدة، حيث تنهمر القذائف على منازل المدنيين.
وتظهر اللقطات حجم الدمار الذي طال المدينة، وكيف أن الهجمات تتم بشكل عشوائي. ونزح عشرات الآلاف من المدنيين من معرة النعمان ومحيطها جراء القصف.
وأعلنت الأمم المتحدة عن مقتل 1460 مدنياً، من بينهم 417 طفلاً و289 امرأة بسبب الأعمال العسكرية شمال غربي سوريا خلال الفترة من 29 أبريل (نيسان) 2019 إلى 5 يناير (كانون الثاني) الجاري.
وقال نائب الرئيس التركي فؤاد أوكطاي إنه مع تزايد موجة النازحين السوريين إلى تركيا وسط الاضطرابات في المنطقة، فإن إنشاء منطقة آمنة بات أمراً أساسيا، مشيراً إلى أنه من أجل منع حدوث موجة هجرة جديدة من المهم وجود منطقة آمنة في سوريا.
وأضاف أوكطاي، في تصريحات أمس: «نحن نرغب دائماً في الحصول على أراضٍ يمكن للسوريين المقيمين في تركيا العودة إليها ويمكن للذين نزحوا في سوريا أن يتوجهوا إليها أيضاً».
وشدد نائب الرئيس التركي على ضرورة المضي قدماً في خطوات الحل السلمي للأزمة السورية، قائلاً إن تركيا كدولة جوار تعمل من أجل إيجاد حل للمشاكل في سوريا من خلال عمل اللجنة الدستورية.
وأضاف: «لندع الأطراف، بما في ذلك النظام السوري، تتجمع وتجلس إلى طاولة المفاوضات. يجب أن يتوافقوا على لجنة دستورية جديدة، وستحكم البلاد ذاتياً وستحمي حدودها من خلال الدستور». ونفى أن يكون لتركيا أطماع في أراضي أو ثروات أحد لكنها لن تسمح بوجود تهديد على طول حدودها.
في سياق متصل، بحث المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، في إسطنبول السبت، الملف السوري والتطورات في المنطقة.
وتناولت المباحثات التطورات في سوريا والأزمة الأميركية - الإيرانية والتأكيد من الجانب التركي على ضرورة استكمال تأسيس المنطقة الآمنة في إطار الاتفاق المبرم بين البلدين في سوتشي في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019. لضمان عودة السوريين إلى منازلهم بطريقة آمنة وطوعية وكريمة.
وأشار الجانبان إلى ضرورة زيادة المبادرات الدبلوماسية من أجل الحيلولة دون حدوث أزمة إنسانية وموجة نزوح نتيجة تصاعد الاشتباكات في إدلب، واتفقا على ضرورة أن يقدم المجتمع الدولي مزيداً من الدعم لأعمال اللجنة الدستورية وإجراء انتخابات حرة وعادلة وشفافة لضمان نجاح العملية السياسية في سوريا.
وقالت مصادر الرئاسة التركية إن الجانب التركي «شدد خلال اللقاء على حزمه في مكافحة جميع العناصر الإرهابية، وعبر عن هواجس تركيا إزاء احتمال زيادة الصراعات الجديدة والتطرف بسبب مناخ التوتر المتصاعد بالمنطقة».
كان جيفري التقى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ونائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، في أنقرة أول من أمس.
على صعيد آخر، أعلنت ولاية شأنلي أورفا التركية بدء الدراسة في المدارس الواقعة في منطقة «نبع السلام» في مدينتي تل أبيض ورأس العين شمال شرقي سوريا، بعد تأمين احتياجاتها بإشراف من مركز تنسيق الدعم لسوريا، التابع للولاية.
وقالت الولاية، في بيان أمس، إن 15 ألفاً و200 طالب عادوا إلى مقاعد الدراسة في 160 مدرسة بمدينة تل أبيض يعمل بها 790 مدرساً، أما في مدينة رأس العين، فقد عاد 4 آلاف و720 طالباً للدراسة في 20 مدرسة يعمل بها 172 معلماً.
وأوضح البيان أن مديرية الشباب والخدمات الرياضية في ولاية شانلي أورفا تقدم مساعداتها وخبراتها من أجل تأمين الخدمات الرياضية والاجتماعية للطلاب في مدينتي رأس العين وتل أبيض.
وأشارت الولاية في بيان آخر، إلى أن الفرق الفنية التابعة لها تواصل تقديم الخدمات العامة في بلدة سولوك التابعة لمدينة تل أبيض وتقديم الدعم للمطاعم، والصيدليات، ومحال البقالة، وباقي الدوائر لتقديم الخدمات للسكان.
وقال سليمان حسين أحمد رئيس المجلس البلدي لبلدة سولوك، إن البلدية قامت بتوظيف 15 شخصاً، وتسلمت 3 شاحنات للقيام بعمليات تنظيف البلدة عقب انسحاب عناصر الوحدات الكردية منها.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.