لبنان يخسر صوته الدولي بسبب أقل من مليون دولار!

مسؤولوه تذرعوا للأمم المتحدة بـ«هيجان» النظام المصرفي

الجمعية العامة للأمم المتحدة - أرشيف (الموقع الرسمي للأمم المتحدة)
الجمعية العامة للأمم المتحدة - أرشيف (الموقع الرسمي للأمم المتحدة)
TT

لبنان يخسر صوته الدولي بسبب أقل من مليون دولار!

الجمعية العامة للأمم المتحدة - أرشيف (الموقع الرسمي للأمم المتحدة)
الجمعية العامة للأمم المتحدة - أرشيف (الموقع الرسمي للأمم المتحدة)

بعد ساعات من إعلان الأمم المتحدة أن لبنان خسر حقه في التصويت داخل الجمعية العامة بسبب تخلفه لعامين متتاليين عن تسديد ما يتوجب عليه من مساهمات، توقع مسؤول رفيع في الأمانة العامة لـ«الشرق الأوسط» أن «يصحح هذا الأمر»، عازياً التأخير إلى «الهيجان» الأخير في القطاع المصرفي اللبناني.
وهذه هي المرة الأولى التي يتخلف فيها لبنان في تاريخه عن تسديد ما يتوجب عليه من مستحقات للأمم المتحدة، علماً بأنه اضطلع بدور فاعل في تأسيس المنظمة الدولية عام 1945.
وكان الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أفاد في مؤتمره الصحافي اليومي الجمعة أن الأمانة العامة تشكر لكل من أرمينيا والبرتغال وأوكرانيا والهند باعتبارها الدول الأربع الأولى التي تسدد ما يتوجب عليها من مساهمات لسنة 2020. مضيفاً أن «هناك عشر دول متأخرة بموجب بنود المادة 19. وهي جمهورية أفريقيا الوسطى وجزر القمر وغامبيا ولبنان وليسوتو وساو تومي وبرينسيب والصومال وتونغا وفنزويلا واليمن». وذكر بأن الجمعية العامة المؤلفة من 193 دولة، قررت في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 أن تسمح لثلاث من هذه الدول، وهي جزر القمر وساو تومي وبريسيب والصومال، بالتصويت في الجمعية العامة حتى نهاية الدورة السنوية الـ74. في سبتمبر (أيلول) المقبل.
وفي سياق «جدول الأنصبة المقررة لقسمة نفقات الأمم المتحدة»، أفاد الأمين العام أنطونيو غوتيريش في رسالة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الأسبوع الجاري أنه «في الوقت الحاضر، هناك 11 دولة عضواً متأخرة (سورينام دفعت ما يتوجب عليها بعد هذه الرسالة) عن سداد اشتراكاتها بموجب أحكام المادة 19 من ميثاق الأمم المتحدة». وتنص هذه المادة على أنه «لا يكون لعضو الأمم المتحدة الذي يتأخر عن تسديد اشتراكاته المالية في المنظمة حق التصويت في الجمعية العامة إذا كان المتأخر علية مساوياً لقيمة الاشتراكات في السنتين الكاملتين السابقتين أو زائداً عنها. وللجمعية العامة، مع ذلك، أن تسمح لهذا العضو بالتصويت إذا اقتنعت بأن عدم الدفع ناشئ عن أسباب لا قبل للعضو بها». وكشفت الوثيقة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها أن المبالغ الدنيا التي يلزم تسديدها لخفض المبالغ المستحقة على لبنان من اشتراكاته، بحيث تظل أقل من المبلغ الإجمالي المستحق عليها في السنتين الكاملتين السابقتين، هي 459 ألفاً وثمانية دولارات عن عام 2018 مبلغ مساوٍ عن عام 2019. أي أن الإجمالي يصل إلى 918 ألفاً و16 دولاراً أميركياً. ويصل المبلغ المتأخر بالنسبة إلى جزر القمر إلى نحو 886 ألف دولار سنوياً، ومليون و452 ألفاً بالنسبة إلى الصومال، و319 ألفاً بالنسبة إلى اليمن.
كشف مسؤول رفيع في الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»، طالباً عدم نشر اسمه أن «الأمانة العامة في نيويورك على اتصال مع السلطات اللبنانية، وفهمنا هو أنهم يحاولون حل هذه المسألة في أسرع ما يمكن»، علماً بأنهم «سددوا أخيراً ما يترتب عليهم لوكالات مختلفة تابعة للأمم المتحدة»، ناقلاً عن مصادر لبنانية لم يسمها أن «التأخير سببه مسائل تقنية متصلة بالهيجان الأخير ضمن النظام المصرفي». وتوقع أن «يصحح هذا الأمر قريباً».
ويواجه لبنان أسوأ أزمة مالية واقتصادية منذ عقود دفعت المواطنين إلى الشوارع منذ 17 أكتوبر 2019 احتجاجاً على الفساد المستشري في أوساط الطبقة السياسية الحاكمة.


مقالات ذات صلة

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

المشرق العربي توافد النازحين السوريين إلى معبر المصنع لدخول لبنان (أ.ف.ب)

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

أفادت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من مليون شخص، معظمهم نساء وأطفال، نزحوا في الآونة الأخيرة في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل المسلحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

غوتيريش قلق بشأن الضربات الإسرائيلية على سوريا ويدعو للتهدئة

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه البالغ إزاء «الانتهاكات الواسعة النطاق مؤخراً لأراضي سوريا وسيادتها»، وأكد الحاجة الملحة إلى تهدئة العنف على كل الجبهات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال التصويت على مشاريع قرارات بشأن القضية الفلسطينية (إ.ب.أ)

غالبية أممية ساحقة تطالب بوقف فوري للنار في غزة

أيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأكثرية ساحقة الوقف الفوري للنار في غزة مؤكدة على دعم وكالة «الأونروا» وسط اعتراضات أميركية وإسرائيلية.

علي بردى (واشنطن)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».