يمنيون: الحوثيون تفوقوا على «داعش» في انتهاك الحريات الإعلامية

اتهامات للجماعة بارتكاب جرائم ضد الصحافيين تنوعت بين القتل والإصابة والخطف

يمنيون يسيرون بدراجاتهم في صنعاء (إ.ب.أ)
يمنيون يسيرون بدراجاتهم في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

يمنيون: الحوثيون تفوقوا على «داعش» في انتهاك الحريات الإعلامية

يمنيون يسيرون بدراجاتهم في صنعاء (إ.ب.أ)
يمنيون يسيرون بدراجاتهم في صنعاء (إ.ب.أ)

صعَّدت الميليشيات الانقلابية المدعومة من إيران، العام الماضي، من انتهاكاتها وجرائمها بحق الإعلاميين والصحافيين ووسائل الإعلام المختلفة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء وبقية المدن القابعة تحت سيطرتها، حتى بات كثير من اليمنيين يقول إن الجماعة تفوقت على تنظيم «داعش» الإرهابي في انتهاك الحريات الإعلامية.
وتحدثت تقارير محلية عن جملة من الجرائم والانتهاكات، مارستها جماعة الانقلاب خلال العام الماضي (2019) ضد إعلاميين وصحافيين وناشطين، وكذا وسائل إعلام محلية.
وتنوعت الانتهاكات ما بين القتل والإصابة، والاعتقال، والاعتداء، والإخفاء القسري، والمنع من مزاولة العمل والتصوير، والتهديد بالأذى والعنف والتعذيب، وإحالة للمحاكمات ومصادرة الممتلكات.
وأفاد التقرير السنوي لعام 2019، الذي أعده «مرصد الحريات الإعلامية»، بأنه سجل 143 انتهاكاً ضد الحريات الإعلامية في اليمن خلال العام الماضي، منها حالتا قتل، كما تعددت بقية الانتهاكات بين الإصابة والاختطاف والاعتداء واستهداف المؤسسات الإعلامية وغيرها.
وأوضح «المرصد»، أنه رصد في تقريره خلال الفترة نفسها، 9 حالات إصابة، و6 حالات اختطاف، و15 حالة اعتقال، و30 حالة اعتداء، و20 حالة تهديد، وحالة واحدة للإيقاف عن العمل، و11 انتهاكاً ضد مؤسسات إعلامية، بالإضافة إلى 49 حالة أدرجها التقرير تحت مسمى «حالات أخرى».
وذكر التقرير، أن عدداً من الصحافيين تمت إحالتهم بشكل تعسفي إلى النيابة. وتطرق إلى صدور توجيهات بعدم التصرف بممتلكات أكثر من 25 صحافياً ووسيلة إعلامية يمنية تمهيداً لمصادرتها.
وأشار «المرصد» إلى أن الصحافيين اليمنيين لا يزالون يعملون في بيئة معادية، نتيجة تزايد الممارسات القمعية والتعسفية الممنهجة ضدهم.
وبحسب تقرير الانتهاكات للحريات الإعلامية في اليمن، فقد تصدرت جماعة الحوثي الانقلابية قائمة مرتكبي الانتهاكات ضد الصحافيين في اليمن بواقع 75 انتهاكاً من إجمالي الحالات المسجلة خلال العام الماضي. كما لفت إلى تعرض 11 مؤسسة إعلامية خلال العام الماضي لانتهاكات مختلفة.
ورصد التقرير خلال الفترة نفسها 72 حالة انتهاك بالعاصمة صنعاء، وبين أن حالة الصمت الدولي وإفلات مرتكبي تلك الجرائم والانتهاكات من العقاب شجع من وحشية تعاملها واستهدافها للصحافيين، بما فيها جرائم القتل العمد والتعذيب وتهديد السلامة الشخصية للصحافيين.
وعلى صعيد متصل، أعلنت نقابة الصحافيين اليمنيين، في تقريرها السنوي، عن رصدها 134 حالة انتهاك للحريات الإعلامية، خلال عام 2019.
وقالت النقابة، إن تلك الانتهاكات تأتي في ظل ظروف وبيئة خطرة وعدائية تعيشها حرية الرأي والتعبير في اليمن، تُنتهج من خلالها سياسة العنف والقمع الممنهجين تجاه الصحافة والصحافيين.
ووثق التقرير المئات من حالات الانتهاك التي ارتكبت بحق صحافيين. وقال إن مرتكبي تلك الانتهاكات أظهروا خصومة شديدة تجاه الحريات الصحافية، وانتهجوا سياسة تنكيل وتخوين تجاه كل صاحب رأي ومناوئ لها.
وشمل تقرير النقابة حالتي قتل من قبل ميليشيات الحوثي، وطالت الصحافيين زياد الشرعبي في مدينة المخا الساحلية، وغالب بلحش في محافظة الضالع (جنوب) ليرتفع عدد الصحافيين الذين قتلوا منذ بداية الحرب وحتى اليوم في اليمن، بحسبها إلى 35 صحافياً ومصوراً وعاملاً في المجال الإعلامي.
واستنكرت النقابة إفلات مرتكبي هذه الانتهاكات من العقاب. الأمر الذي جعلها تؤكد في تقريرها، أن تلك الجرائم لن تسقط بالتقادم، وأنه لا بد للجناة أن ينالوا جزاءهم الرادع.
وتحدثت عن أن ميليشيات الحوثي الانقلابية تصدرت معدل الانتهاكات بحق الصحافيين والإعلاميين بـ62 حالة من إجمالي الانتهاكات بنسبة 46.3 في المائة، في حين قيّدت 13 حالة من الانتهاكات ضد جهات مجهولة وبنسبة 9.7 في المائة.
ووفقاً للتقرير، فقد تنوعت بعض الانتهاكات بين الاختطافات بـ31 حالة بنسبة 23.1 في المائة من إجمالي الانتهاكات، ثم الاعتداءات بـ24 حالة بنسبة 17.9 في المائة، والمحاكمات والتحقيقات بـ23 حالة بنسبة 17.2 في المائة، والتعذيب بعدد 15 حالة بنسبة 11.2 في المائة، ثم المنع من التغطية الصحافية ومنح حقوق الصحافيين بـ13 حالة بنسبة 9.7 في المائة، ثم التهديد والتحريض على الصحافيين بعدد 11 حالة بنسبة 8.2 في المائة، يلي ذلك حجب المواقع الإلكترونية بـ10 حالات بنسبة 7.5 في المائة، ومصادرة الصحف وممتلكات الصحافيين بـ5 حالات بنسبة 3.7 في المائة، وأخيرا حالتي قتل بنسبة 1.5 في المائة.
ورصدت النقابة في تقريرها، تورط الميليشيات الحوثية في ارتكاب 5 جرائم اختطاف واحتجاز وإيقاف وملاحقة العشرات من الصحافيين والمصورين.
كما رصد التقرير 24 حالة اعتداء طاولت صحافيين ومصورين ومنازلهم ومقرات إعلامية، منها 10 حالات شروع بالقتل بنسبة 42 في المائة من إجمالي الانتهاكات، و8 حالات اعتداء بالضرب بنسبة 33 في المائة، و6 حالات اعتداء على مقرات إعلامية ومنازل صحافيين بنسبة 25 في المائة من إجمالي الاعتداءات.
وفيما يتعلق بحالات المنع، فقد أورد التقرير 13 حالة منع، توزعت بعضها ما بين 4 حالات منع من التغطية الصحافية، 3 حالات منع من مزاولة العمل، وحالة منع قيادة نقابة الصحافيين من زيارة المختطفين في سجن الأمن السياسي في صنعاء.
وفيما يخص التهديدات وحملات التحريض، رصدت النقابة 11 حالة منها 4 حالات بالضرب والأذى، و4 حالات تحريض، و3 حالات تهديد بالتصفية الجسدية.
وبخصوص حالات حجب المواقع، فقد سجل التقرير 10 حالات حجب لمواقع إلكترونية من الميليشيات الحوثية، ليرتفع عدد التي حجبتها الجماعة الحوثية منذ بداية الحرب إلى 200 موقع إلكتروني محلي وعربي ودولي. وسجل تقرير النقابة 5 حالات مصادرة للصحف وممتلكات الصحافيين من كاميرات وهواتف ومستلزمات خاصة بالعمل الصحافي.
وكشف التقرير عن أن 16 صحافياً لا يزالون مختطفين لدى جماعة الانقلاب الحوثية، وأغلبهم منذ عام 2015، في حين يواصل تنظيم «القاعدة» في حضرموت اختطاف الصحافي محمد المقري منذ عام 2015.
وأشار إلى أن الصحافيين المختطفين لا يزالون يتعرضون للضرب والتعذيب الجسدي والمعنوي، ويحرمون من حق التطبيب والتغذية الجيدة ويعانون حالة صحية صعبة بسبب ظروف الاعتقال القاسية.
وفي حين وثق التقرير 22 حالة محاكمة واستدعاء للصحافيين قامت بها الميليشيات الانقلابية بمناطق سيطرتها. سجل في الوقت ذاته 15 حالة تعذيب طالت صحافيين مختطفين لديها والمحتجزين حالياً في سجون جهاز الأمن السياسي (المخابرات) في صنعاء.
وجدد تقرير النقابة مطالبتها العاجلة بإطلاق سراح الصحافيين المختطفين كافة، وإيقاف مسلسل التنكيل بهم، وجرجرتهم في محاكمات وصفها بـ«الهزلية»، وقال إنها تتنافى مع مبادئ العدالة وقيم الحرية.
ويؤكد ناشطون وإعلاميون يمنيون، أن مناطق سيطرة الميليشيات تشهد أسوأ مرحلة في تاريخ الصحافة اليمنية، نتيجة الانقلاب الحوثي الذي شهدته البلاد في سبتمبر (أيلول) 2014.
وطبقاً للإعلاميين والناشطين، فقد واجه المئات من الصحافيين والإعلاميين اليمنيين مع تلك المرحلة الحرجة، أشد الجرائم الانتهاكات والتعسفات التي شملت بعضها القتل والاعتقال والتهديد والإقصاء والملاحقة والاختطاف والتعذيب وغيرها.
وأوضحوا أن هامش الحريات الإعلامية يضيق يوماً بعد آخر، خصوصاً بمناطق سيطرة الحوثيين، والتي تتصاعد فيها بشكل متواصل حدة الانتهاكات المتعددة بحق الصحافيين.
ولا تزال جماعة الانقلاب - وفق ناشطين يمنيين - وكما هي بنهاية كل عام، تتصدر المراتب الأولى في قوائم مرتكبي الانتهاكات ضد حرية الصحافة والإعلام على المستوى الداخلي، بناءً على التقارير الصادرة سنوياً عن منظمات وشبكات ومراكز محلية معنية بحرية الإعلام والصحافة.
ويقول مختصون يمنيون معنيون بالحريات الإعلامية، إن الميليشيات الحوثية تأتي ثاني جماعة في العالم تُهدد حياة الصحافيين بعد تنظيم «داعش» الإرهابي، حيث يعيش الصحافيون بمناطق سيطرتها حالة من التكميم والكبت المصحوبة بأوضاع معيشية صعبة ومأساوية.
وفي تقرير سابق لمنظمة «صدى للإعلاميين اليمنيين»، أكدت، نجاة 30 صحافياً يمنياً من القتل خلال السنوات الثلاث الماضية، معظمهم أصيبوا بالرصاص، والقنص المباشر من قبل ميليشيات الحوثي.
ووفق التقرير، «فإن نسبة من أصيبوا بالرصاص والقنص المباشر 60 في المائة»، كما ذكر التقرير أن ميليشيات الحوثي حاولت خلال الأعوام «2015، 2016، 2017» قتل أكثر من 21 صحافياً وعاملاً في حقل الإعلام.
وبخلاف محاولات قتل الصحافيين، فقد تعرض 54 صحافياً وعاملاً في حقل الإعلام لاعتداءات جسدية تنوعت بين الاعتداء بالضرب، والضرب والتوقيف، والضرب وإطلاق النار.
وقال التقرير، إن حوادث الاعتداءات الجسدية تركزت في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية؛ إذ بلغ عدد الصحافيين الذين تعرضوا فيها للاعتداء 40 صحافياً، ومثلت نسبة 74في المائة من إجمالي الاعتداءات الجسدية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».