موجز أخبار

أعمال قتل في الكونغو ربما ترقى  لجرائم ضد الإنسانية
أعمال قتل في الكونغو ربما ترقى لجرائم ضد الإنسانية
TT

موجز أخبار

أعمال قتل في الكونغو ربما ترقى  لجرائم ضد الإنسانية
أعمال قتل في الكونغو ربما ترقى لجرائم ضد الإنسانية

- تركيا لن تنشئ مدارس في ألمانيا إلا بخضوعها للقانون الألماني
برلين - «الشرق الأوسط»: ذكر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن تركيا لن يكون بإمكانها إنشاء ثلاث مدارس في ألمانيا، كما هو مخطط، إلا بخضوع تلك المدارس للقانون الألماني. وقال ماس في تصريحات لمحطة «آر تي إل - إن تي في» الألمانية، أمس (الجمعة)، إنه يتعين على المدارس الالتزام بقوانين التعليم التي تسنها الولايات وأن تخضع للرقابة المدرسية، وأضاف: «لن يكون هناك مطلقاً أي مساحة لتدريس أشياء تتعارض مع قيمنا»، موضحاً أن الحوار مع تركيا في هذا الشأن سيصبح بنّاء عند الاتفاق على تطبيق الرقابة على المدارس التركية المزمع إنشاؤها. وذكر ماس أن السبب الحقيقي وراء إنشاء مدارس تركية في ألمانيا هو أن «هناك مدارس ألمانية في تركيا، وتركيا تطالب بالمعاملة بالمثل في ألمانيا». وتجري الحكومة التركية مفاوضات مع نظيرتها الألمانية لإبرام اتفاقية تسمح بإنشاء مدارس تركية في ألمانيا.
تجدر الإشارة إلى أن القانون في ألمانيا لا يسمح بأن تتولى دولة أجنبية إنشاء مدارس على الأراضي الألمانية، حيث يتعين أن يتولى هذا الدور اتحادات، لأن الولايات الألمانية هي التي تتولى مسؤولية وضع سياسات التعليم في البلاد. وتحتاج المدارس إلى تصريح من الدولة لإنشائها، وتخضع لقوانين الولاية المقامة فيها.

- أعمال قتل في الكونغو ربما ترقى لجرائم ضد الإنسانية
جنيف - «الشرق الأوسط»: قالت الأمم المتحدة، أمس (الجمعة)، إن القتل والاغتصاب وغير ذلك من أعمال العنف التي ترتكبها جماعة عرقية مسلحة في شمال شرقي الكونغو الديمقراطية ضد جماعة منافسة قد ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية، وربما حتى الإبادة الجماعية. واستهدفت معظم الهجمات، التي وقعت في مقاطعة إيتوري الثرية
بالمعادن، رعاة الهيما الذين يخوضون نزاعاً منذ زمن طويل مع مزارعين من عرق الليندو حول حقوق الرعي والتمثيل السياسي. ومنذ سبتمبر (أيلول) 2018، أصبحت جماعات الليندو المسلحة أكثر تنظيماً في تنفيذ هجمات ضد الهيما وأفراد الجماعات العرقية الأخرى.
ومثل آلور، حسبما ذكر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في تقرير له عن تحقيقات أجراها. وأضاف المكتب أن قوات الجيش والشرطة فشلت في وقف العنف، داعياً السلطات في الكونغو إلى معالجة الأسباب الجذرية للصراع. وقال التقرير: «الهمجية التي تنطوي عليها هذه الهجمات، بما في ذلك قطع رؤوس النساء والأطفال بالمناجل، وتمزيق أشلاء الضحايا وانتزاع أجزاء من الجسم باعتبارها أكاليل نصر، (أشياء) تعكس رغبة المهاجمين في إحداث صدمة دائمة لجماعات الهيما، وإرغامهم على الفرار من قراهم بلا رجعة».

- المحكمة العليا الهندية تأمر بمراجعة القيود المفروضة في كشمير
نيودلهي - «الشرق الأوسط»: أصدرت المحكمة العليا في الهند أمس الجمعة قراراً يقضي بمراجعة جميع القيود التي فرضت في الشطر الهندي من إقليم كشمير، التي تشمل تعليق خدمات الإنترنت.
ووجهت المحكمة انتقاداً شديداً للحكومة، وأشارت إلى أن مثل هذه القيود ليس لها ما يبررها، وتمثل إساءة لاستغلال السلطة. وألغت الحكومة الاتحادية في الهند، برئاسة ناريندرا مودي، في الخامس من أغسطس (آب)، وضع الحكم شبه الذاتي الذي كان يتمتع به القسم الهندي من كشمير، ذو الأغلبية المسلمة، وفرضت قيوداً على التنقل والاتصالات والتجمعات، تحسباً لأي رد فعل غاضب.
وقالت المحكمة، بحسب قناة «إن دي تي في» التلفزيونية، إن «تعليق حرية التنقل والإنترنت والحريات الأساسية لا يمكن أن يكون ممارسة جزافية للسلطة»، وأكدت أن «مجرد التعبير عن المعارضة أو الاختلاف مع قرار حكومي لا يمكن أن يكون سبباً لقطع خدمات الإنترنت».

- كسر الجمود في مفاوضات تقاسم السلطة في آيرلندا الشمالية
دبلن- «الشرق الأوسط»: تستعد آيرلندا الشمالية لاستعادة مؤسساتها، بعد أن طرحت الحكومتان البريطانية والآيرلندية اقتراحات لكسر الجمود في مفاوضات تقاسم السلطة، العالقة منذ ثلاث سنوات.
وقالت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أمس (الجمعة)، إن الخطط التي تضم إعطاء المزيد من الأهمية للغة الآيرلندية في المنطقة التابعة للمملكة المتحدة تمثل الأساس لاتفاق بين القوميين الموالين لآيرلندا والوحدويين الموالين لبريطانيا، لإحياء عمل الإدارة والمجلس التنفيذيين لآيرلندا الشمالية، طبقاً لما ذكرته ارلين فوستر، زعيمة الحزب الديمقراطي الوحدوي. وأضافت فوستر: «نعتقد أن هناك أساساً يمكن أن نبني عليه مرة أخرى المجلس والإدارة التنفيذيين، بأسلوب عادل ومتوازن».
وتقاسم «الحزب الديمقراطي الوحدوي» و«الحزب الجمهوري الآيرلندي (شين فين)» السلطة على مدار معظم السنوات التي تلت اتفاق «الجمعة العظيم» عام 1998، الذي يدعم عملية السلام الهشة في آيرلندا الشمالية. وبدأ المأزق الحالي في يناير (كانون الثاني) 2017 باستقالة السياسي الراحل الذي كان ينتمي لحزب «شين فين»، مارتن ماكغينيس من منصب نائب الوزير الأول، ورفض حزبه ترشيح خليفة له.

- المكسيك تمنح برلمانيين من المعارضة الإكوادورية اللجوء السياسي
مكسيكو سيتي - «الشرق الأوسط»: غادر أربعة برلمانيين من المعارضة الإكوادورية كانوا قد لجأوا سابقاً إلى السفارة المكسيكية بلادهم، أول من أمس (الخميس)، متوجهين إلى المكسيك التي منحتهم حق اللجوء السياسي، وفقاً لما أعلنته الدولتان. وسافر الأربعة إلى المكسيك، من بينهم ثلاثة برفقة زوجاتهم. وكان السبعة قد مكثوا في السفارة لمدة ثلاثة أشهر، منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عندما اندلعت احتجاجات عنيفة ضد قرار حكومة الرئيس لينين مورينو برفع دعم الوقود المستمر منذ 40 عاماً. وقال وزير الخارجية الأكوادوري خوسيه فالينسيا إن النواب ينتمون إلى حزب حركة ثورة المواطن، الذي ينتمي إليه الرئيس السابق رفاييل كوريا (2007 - 2017)، الذي اتهمته الحكومة سابقاً بالتحريض على الاحتجاجات. وقال فالنسيا إن حكومة مورينو سمحت للإكوادوريين السبعة بالسفر إلى المكسيك. وأضاف أنه، مع ذلك، سيتم التحقيق معهم ومعاقبتهم فيما يتعلق بمسؤولياتهم عن «التآمر ضد الديمقراطية» و«أعمال عنف». وتسببت الاحتجاجات في البلاد التي استمرت لأسبوعين في إزهاق العديد من الأرواح، قبل أن تلغي الحكومة قرارها برفع الدعم على الوقود. وتستضيف المكسيك أيضاً ريكاردو باتينو وزير الخارجية السابق في حكومة كوريا، الذي غادر الإكوادور في أبريل (نيسان) الماضي.



لماذا يثير الحلف النووي الروسي - الصيني المحتمل مخاوف أميركا وحلفائها؟

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)
TT

لماذا يثير الحلف النووي الروسي - الصيني المحتمل مخاوف أميركا وحلفائها؟

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)

يمثل الصعود العسكري للصين، وبخاصة برنامج تحديث ترسانتها النووية، هاجساً قوياً لدى دوائر صناعة القرار والتحليل السياسي والاستراتيجي في الولايات المتحدة، خصوصاً في ظل التقارب المزداد بين بكين، وموسكو التي تلوح بمواجهة عسكرية مباشرة مع الغرب على خلفية الحرب التي تخوضها حالياً في أوكرانيا.

وفي تحليل نشرته مجلة «ناشونال إنتريست» الأميركية، يتناول ستيفن سيمبالا أستاذ العلوم السياسية في جامعة براندواين العامة بولاية بنسلفانيا الأميركية، ولورانس كورب ضابط البحرية السابق والباحث في شؤون الأمن القومي في كثير من مراكز الأبحاث والجامعات الأميركية، مخاطر التحالف المحتمل للصين وروسيا على الولايات المتحدة وحلفائها.

ويرى الخبراء أن تنفيذ الصين لبرنامجها الطموح لتحديث الأسلحة النووية من شأنه أن يؤدي إلى ظهور عالم يضم 3 قوى نووية عظمى بحلول منتصف ثلاثينات القرن الحالي؛ وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين. في الوقت نفسه، تعزز القوة النووية الصينية المحتملة حجج المعسكر الداعي إلى تحديث الترسانة النووية الأميركية بأكملها.

وأشار أحدث تقرير للجنة الكونغرس المعنية بتقييم الوضع الاستراتيجي للولايات المتحدة والصادر في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إلى ضرورة تغيير استراتيجية الردع الأميركية للتعامل مع بيئة التهديدات النووية خلال الفترة من 2027 إلى 2035. وبحسب اللجنة، فإن النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والقيم التي يستند إليها يواجه خطر نظام الحكم المستبد في الصين وروسيا. كما أن خطر نشوب صراع عسكري بين الولايات المتحدة وكل من الصين وروسيا يزداد، وينطوي على احتمال نشوب حرب نووية.

ولمواجهة هذه التحديات الأمنية، أوصت اللجنة الأميركية ببرنامج طموح لتحديث الترسانة النووية والتقليدية الأميركية، مع قدرات فضائية أكثر مرونة للقيام بعمليات عسكرية دفاعية وهجومية، وتوسيع قاعدة الصناعات العسكرية الأميركية وتحسين البنية التحتية النووية. علاوة على ذلك، تحتاج الولايات المتحدة إلى تأمين تفوقها التكنولوجي، وبخاصة في التقنيات العسكرية والأمنية الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية وتحليل البيانات الكبيرة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

ولم يقترح تقرير اللجنة أرقاماً دقيقة للأسلحة التي تحتاجها الولايات المتحدة ولا أنواعها، لمواجهة صعود الصين قوة نووية منافسة وتحديث الترسانة النووية الروسية. ورغم ذلك، فإن التكلفة المرتبطة بتحديث القوة النووية الأميركية وبنيتها التحتية، بما في ذلك القيادة النووية وأنظمة الاتصالات والسيطرة والدعم السيبراني والفضائي وأنظمة إطلاق الأسلحة النووية وتحسين الدفاع الجوي والصاروخي للولايات المتحدة، يمكن أن تسبب مشكلات كبيرة في الميزانية العامة للولايات المتحدة.

في الوقت نفسه، فالأمر الأكثر أهمية هو قضية الاستراتيجية الأميركية والفهم الأميركي للاستراتيجية العسكرية الصينية والروسية والعكس أيضاً، بما في ذلك الردع النووي أو احتمالات استخدامه الذي يظهر في الخلفية بصورة مثيرة للقلق.

في الوقت نفسه، يرى كل من سيمبالا صاحب كثير من الكتب والمقالات حول قضايا الأمن الدولي، وكورب الذي عمل مساعداً لوزير الدفاع في عهد الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان، أنه من المهم تحديد مدى تنسيق التخطيط العسكري الاستراتيجي الروسي والصيني فيما يتعلق بالردع النووي والبدء باستخدام الأسلحة النووية أو القيام بالضربة الأولى. وقد أظهر الرئيسان الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين، تقارباً واضحاً خلال السنوات الأخيرة، في حين تجري الدولتان تدريبات عسكرية مشتركة بصورة منتظمة. ومع ذلك فهذا لا يعني بالضرورة أن هناك شفافية كاملة بين موسكو وبكين بشأن قواتهما النووية أو خططهما الحربية. فالقيادة الروسية والصينية تتفقان على رفض ما تعدّانه هيمنة أميركية، لكن تأثير هذا الرفض المشترك على مستقبل التخطيط العسكري لهما ما زال غامضاً.

ويمكن أن يوفر الحد من التسلح منتدى لزيادة التشاور بين الصين وروسيا، بالإضافة إلى توقعاتهما بشأن الولايات المتحدة. على سبيل المثال، حتى لو زادت الصين ترسانتها النووية الاستراتيجية إلى 1500 رأس حربي موجودة على 700 أو أقل من منصات الإطلاق العابرة للقارات، سيظل الجيش الصيني ضمن حدود معاهدة «ستارت» الدولية للتسلح النووي التي تلتزم بها الولايات المتحدة وروسيا حالياً. في الوقت نفسه، يتشكك البعض في مدى استعداد الصين للمشاركة في محادثات الحد من الأسلحة الاستراتيجية، حيث كانت هذه المحادثات تجري في الماضي بين الولايات المتحدة وروسيا فقط. ولكي تنضم الصين إلى هذه المحادثات عليها القبول بدرجة معينة من الشفافية التي لم تسمح بها من قبل بشأن ترسانتها النووية.

وحاول الخبيران الاستراتيجيان سيمبالا وكورب في تحليلهما وضع معايير تشكيل نظام عالمي ذي 3 قوى عظمى نووية، من خلال وضع تصور مستقبلي لنشر القوات النووية الاستراتيجية الأميركية والروسية والصينية، مع نشر كل منها أسلحتها النووية عبر مجموعة متنوعة من منصات الإطلاق البرية والبحرية والجوية. ويظهر التباين الحتمي بين الدول الثلاث بسبب الاختلاف الشديد بين الإعدادات الجيوستراتيجية والأجندات السياسة للقوى الثلاث. كما أن خطط تحديث القوة النووية للدول الثلاث ما زالت رهن الإعداد. لكن من المؤكد أن الولايات المتحدة وروسيا ستواصلان خططهما لتحديث صواريخهما الباليستية العابرة للقارات والصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات والقاذفات الثقيلة بأجيال أحدث من منصات الإطلاق في كل فئة، في حين يظل الغموض يحيط بخطط الصين للتحديث.

ورغم أن الولايات المتحدة تمتلك ترسانة نووية تتفوق بشدة على ترسانتي روسيا والصين، فإن هذا التفوق يتآكل بشدة عند جمع الترسانتين الروسية والصينية معاً. فالولايات المتحدة تمتلك حالياً 3708 رؤوس نووية استراتيجية، في حين تمتلك روسيا 2822 رأساً، والصين 440 رأساً. علاوة على ذلك، فالدول الثلاث تقوم بتحديث ترساناتها النووية، في حين يمكن أن يصل حجم ترسانة الأسلحة النووية الاستراتيجية الصينية إلى 1000 سلاح بحلول 2030.

ولكن السؤال الأكثر إلحاحاً هو: إلى أي مدى ستفقد الولايات المتحدة تفوقها إذا واجهت هجوماً مشتركاً محتملاً من جانب روسيا والصين مقارنة بتفوقها في حال التعامل مع كل دولة منهما على حدة؟ ولا توجد إجابة فورية واضحة عن هذا السؤال، ولكنه يثير قضايا سياسية واستراتيجية مهمة.

على سبيل المثال، ما الذي يدفع الصين للانضمام إلى الضربة النووية الروسية الأولى ضد الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو)؟ ولا بد أن نتخيل سيناريو متطرفاً، حيث تتحول الأزمات المتزامنة في أوروبا وآسيا إلى أزمات حادة، فتتحول الحرب الروسية - الأوكرانية إلى مواجهة بين روسيا وحلف «الناتو»، في الوقت الذي تتحرك فيه الصين للاستيلاء على تايوان، مع تصدي الولايات المتحدة لمثل هذه المحاولة.

وحتى في هذه الحالة المتطرفة، لا شك أن الصين تفضل تسوية الأمور مع تايوان بشروطها الخاصة وباستخدام القوات التقليدية. كما أنها لن تستفيد من الاشتراك في حرب بوتين النووية مع «الناتو». بل على العكس من ذلك، أشارت الصين حتى الآن بوضوح تام إلى روسيا بأن القيادة الصينية تعارض أي استخدام نووي أولاً في أوكرانيا أو ضد حلف شمال الأطلسي. والواقع أن العلاقات الاقتصادية الصينية مع الولايات المتحدة وأوروبا واسعة النطاق.

وليس لدى الصين أي خطة لتحويل الاقتصادات الغربية إلى أنقاض. فضلاً عن ذلك، فإن الرد النووي للولايات المتحدة و«الناتو» على الضربة الروسية الأولى يمكن أن يشكل مخاطر فورية على سلامة وأمن الصين.

وإذا كان مخططو الاستراتيجية الأميركية يستبعدون اشتراك روسيا والصين في توجيه ضربة نووية أولى إلى الولايات المتحدة، فإن حجم القوة المشتركة للدولتين قد يوفر قدراً من القوة التفاوضية في مواجهة حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة.

وربما تدعم الصين وروسيا صورة كل منهما للأخرى بوصفها دولة نووية آمنة في مواجهة الضغوط الأميركية أو حلفائها لصالح تايوان أو أوكرانيا. ولكن إذا كان الأمر كذلك، فمن المرجح أن توفر «الفجوة» بين أعداد الأسلحة النووية غير الاستراتيجية أو التكتيكية التي تحتفظ بها روسيا والصين والموجودة في المسرح المباشر للعمليات العسكرية، مقارنة بتلك المتاحة للولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي، عنصر ردع ضد أي تصعيد تقليدي من جانب الولايات المتحدة ضد أي من الدولتين.

أخيراً، يضيف ظهور الصين قوة نووية عظمى تعقيداً إلى التحدي المتمثل في إدارة الاستقرار الاستراتيجي النووي. ومع ذلك، فإن هذا لا يمنع تطوير سياسات واستراتيجيات إبداعية لتحقيق استقرار الردع، والحد من الأسلحة النووية، ودعم نظام منع الانتشار، وتجنب الحرب النووية. ولا يمكن فهم الردع النووي للصين بمعزل عن تحديث قوتها التقليدية ورغبتها في التصدي للنظام الدولي القائم على القواعد التي تفضلها الولايات المتحدة وحلفاؤها في آسيا. في الوقت نفسه، فإن التحالف العسكري والأمني بين الصين وروسيا مؤقت، وليس وجودياً. فالتوافق بين الأهداف العالمية لكل من الصين وروسيا ليس كاملاً، لكن هذا التحالف يظل تهديداً خطيراً للهيمنة الأميركية والغربية على النظام العالمي.