حين نفّذت واشنطن عملية «البرق الأزرق» التي استهدفت قائد «فيلق القدس»، قاسم سليماني، فإنها لم تُعلم عادل عبد المهدي بنيتها تنفيذ تلك العملية التي فاجأت الجميع. غير أنه عندما نفّذت واشنطن قصف معسكر «اللواء 45»، التابع لـ«كتائب حزب الله» في غرب العراق، أعلن عبد المهدي نفسه أن الأميركان أبلغوه بذلك، لكن قبل وقت قصير. وأيضاً حين نفّذت إيران ردها على الولايات المتحدة، وقصفت قاعدة «عين الأسد» في محافظة الأنبار -في غرب العراق كذلك- بنحو 15 صاروخاً، قال عبد المهدي إن إيران أبلغته ببدء تنفيذ العملية.
الإبلاغان الأخيران كانا، عملياً، لغرض أخذ العلم، وليس لأخذ الموافقة من عدمها. والناطق العسكري باسم رئيس الوزراء أعلن، في بيان له، أن الجانب العراقي «تلقى رسالة شفوية رسمية من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران بأن الرد الإيراني على اغتيال قاسم سليماني قد بدأ، أو سيبدأ بعد قليل، وأن الضربة ستقتصر على أماكن وجود الجيش الأميركي في العراق، دون أن تحدد مواقعها».
وأضاف البيان أنه «في الوقت نفسه بالضبط، اتصل بنا الجانب الأميركي، وكانت الصواريخ تتساقط على الجناح الخاص بالقوات الأميركية في قاعدتي (عين الأسد) في الأنبار و(حرير) في أربيل، وفي مواقع أخرى»، مشيراً إلى «إننا أنذرنا فور تلقينا خبر الهجوم القيادات العسكرية العراقية لاتخاذ الاحتياطات اللازمة».
ثم أوضح البيان أنه بينما «العراق يرفض أي انتهاك لسيادته والاعتداء على أراضيه، فإن الحكومة مستمرة بمحاولاتها الجاهدة لمنع التصعيد، واحترام الجميع لسيادة العراق، وعدم التجاوز بحقها، وعدم تعريض أبنائه للخطر». ودعا «الجميع لضبط النفس، وتغليب لغة العقل، والتقيّد بالمواثيق الدولية، واحترام الدولة العراقية وقرارات حكومتها، ومساعدتها على احتواء وتجاوز هذه الأزمة الخطيرة التي تهدّدها، والمنطقة والعالم، بحرب مدمرة شاملة».
وفي هذا السياق، يقول عبد الله الخربيط، عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار -حيث تقع قاعدة «عين الأسد»- في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «إيران ارتكبت في هذه العملية حماقة كبرى، بضرب قاعدة (عين الأسد)، لأن من زلزل الأرض تحت أقدام إيران والموالين لها في العراق لم يأتِ من الأنبار ولا من عين الأسد، بل جاء من قبل أبناء شيعة الوسط والجنوب الذين انتفضوا على كل السياسات الخاطئة، دون أن يكون لأحد من خارجهم فضل عليهم».
وأضاف الخربيط أن «السنة، سواءً كانوا قادة أو جماهير، لم يكن لهم دور في الانتفاضة الشعبية المستمرة حالياً، التي رفضت أي وجود أجنبي في البلاد، أيّاً كان، ومن ضمنه الوجود الإيراني. وهو الأمر الذي أدى إلى كل ردود الفعل ضد المتظاهرين من قبل الأطراف المؤيدة لإيران في العراق».
واختتم بالقول إن «إيران ضربت الأنبار وأربيل بعدما لعقت جراحها نتيجة ما حصل لها عبر المتظاهرين الذين وقفوا ضد مشروعها في العراق».
ومن جهته، خلال لقاء مع «الشرق الأوسط»، أكد الدكتور خالد عبد الإله، عميد كلية العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية ببغداد، أن «القصف الإيراني لقاعدتي (عين الأسد) في الأنبار و(حرير) في أربيل حمل رسائل كثيرة للداخل والخارج معاً». وأورد أن «من بين الرسائل رسائل للسنة والكرد الذين تحتضن أراضيهم القواعد الأميركية، هدفها أن تقول لهم إن أراضيكم لم تعد آمنة».
وأضاف عبد الإله أن «إيران أرسلت عبر هذه الصواريخ رسائل للأميركيين بشأن قدرتها على الرد في الوقت المناسب، وبطريقة ترى فيها أنها ذات تأثير على واشنطن، فضلاً عن رسالة إلى المجتمع الدولي، لا سيما أن وزير خارجيتها جواد ظريف أعلن أن كل شيء انتهى... هذا يعني أن إيران مستعدة للجلوس على مائدة المفاوضات، خاصة أنها أعلنت قبل القصف ببضع ساعات أنها مستعدة للعودة إلى كل التزاماتها بشأن الملف النووي، في حال رُفعت العقوبات عنها».
15:2 دقيقه
عادل عبد المهدي... ودور «ساعي البريد»
https://aawsat.com/home/article/2076591/%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%84-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%AF%D9%8A-%D9%88%D8%AF%D9%88%D8%B1-%C2%AB%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%AF%C2%BB
عادل عبد المهدي... ودور «ساعي البريد»
عادل عبد المهدي... ودور «ساعي البريد»
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة