وكالة الطاقة ليست قلقة على إمدادات النفط... والهند «أمل العقد»

الأسواق تستقر مع انحسار المخاوف

وكالة الطاقة ليست قلقة على إمدادات النفط... والهند «أمل العقد»
TT

وكالة الطاقة ليست قلقة على إمدادات النفط... والهند «أمل العقد»

وكالة الطاقة ليست قلقة على إمدادات النفط... والهند «أمل العقد»

قال مدير وكالة الطاقة الدولية لـ«رويترز»، الجمعة، إنه من المتوقع أن تتلقى سوق النفط العالمية إمدادات جيدة في 2020، وإن نمو الطلب قد يظل ضعيفاً، مما سيكبح الأسعار.
وقال فاتح بيرول، المدير التنفيذي للوكالة: «نتوقع نمو الطلب أقل قليلاً من مليون برميل يومياً»، مضيفاً أن النمو قد يظل ضعيفاً، مقارنة مع مستوياته التاريخية. وأوضح أن هناك فائضاً مفترضاً بمليون برميل يومياً من النفط، مما سيكفل تلقي السوق العالمية إمدادات جيدة.
وقال بيرول إن «الإنتاج خارج (أوبك) قوي جداً. ما زلنا نتوقع أن يأتي الإنتاج، ليس من الولايات المتحدة فحسب، بل ومن النرويج وكندا وجيانا، ودول أخرى»، مشيراً إلى منتجي النفط خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). وتابع: «بالتالي، يمكنني أن أقول إن الأسواق، في رأيي، مزودة جيدة جداً بالنفط. ونتيجة لذلك، نتوقع أن تبقى الأسعار عند 65 دولاراً للبرميل».
وكانت العقود الآجلة لخام برنت قد تجاوزت 70 دولاراً للبرميل، بعد أن قتلت ضربة جوية أميركية قائداً عسكرياً إيرانياً كبيراً في العراق الجمعة الماضية، مما صعد التوترات في الشرق الأوسط. لكن الأسعار سرعان ما هدأت بعد انحسار خطر اندلاع حرب في الخليج.
ومن جهة أخرى، قالت وكالة الطاقة الدولية إن نمو طلب الهند على النفط سيتجاوز الصين بحلول منتصف العقد، مما يرشح البلد لمزيد من استثمارات المصافي، لكن يجعله أكثر انكشافاً على مخاطر تعطل إمدادات الشرق الأوسط.
وقالت الوكالة إنه من المتوقع أن يبلغ الطلب الهندي على النفط 6 ملايين برميل يومياً بحلول 2024، من 4.4 مليون برميل يومياً في 2017. لكن من المتوقع أيضاً أن يزيد الإنتاج المحلي زيادة طفيفة فحسب، مما سيزيد الاعتماد على واردات الخام.
وقال فاتح بيرول لـ«رويترز»: «نرى الهند محركاً رئيسياً بلا ريب لنمو الطلب على النفط»، لكنه أضاف أن نمو طلب نيودلهي قد يتباطأ قليلاً، تمشياً مع تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
ومن المرجح أن يتراجع نمو الطلب الصيني قليلاً عن الهند بحلول منتصف العقد، وفقاً لتقديرات وكالة الطاقة المعلنة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لكن الفجوة ستزداد تدريجياً بعد ذلك.
وقالت وكالة الطاقة، في تقرير عن سياسات الطاقة الهندية: «الاقتصاد الهندي منكشف، وسيزداد انكشافاً على مخاطر تعطيلات المعروض والضبابية الجيوسياسية وتقلبات أسعار النفط».
وتجاوزت أسعار خام برنت 70 دولاراً للبرميل هذا الأسبوع، بفعل تنامي التوترات الجيوسياسية بالشرق الأوسط، مما ضغط على الأسواق الناشئة، مثل الهند. ونيودلهي شديدة الاعتماد على إمدادات نفط الشرق الأوسط، شأنها شأن نظرائها الآسيويين، والعراق أكبر مورد للخام لها.
وتستورد الهند، ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الصين والولايات المتحدة، 80 في المائة من احتياجاتها النفطية، منها 65 في المائة من الشرق الأوسط، عبر مضيق هرمز، حسبما ذكرته وكالة الطاقة.
وتدرس شركات نفط عالمية كبرى، مثل «أرامكو» السعودية وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) و«توتال»، الاستثمار بقطاع النفط في الهند، تجذبها فرص ارتفاع الطلب على الوقود هناك.
وفي غضون ذلك، استقرت أسعار النفط، الجمعة، مع انحسار خطر اندلاع حرب في الشرق الأوسط، وتحول انتباه المستثمرين إلى ارتفاع مخزونات الخام والمنتجات بالولايات المتحدة.


مقالات ذات صلة

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

الاقتصاد امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

من المتوقع أن يشهد النمو العالمي تباطؤاً في عام 2025، في حين سيتجه المستثمرون الأجانب إلى تقليص حجم الأموال التي يوجهونها إلى الأسواق الناشئة.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد برج المقر الرئيس لبنك التسويات الدولية في بازل (رويترز)

بنك التسويات الدولية يحذر من تهديد الديون الحكومية للأسواق المالية

حذّر بنك التسويات الدولية من أن تهديد الزيادة المستمرة في إمدادات الديون الحكومية قد يؤدي إلى اضطرابات بالأسواق المالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداولون في كوريا الجنوبية يعملون أمام شاشات الكومبيوتر في بنك هانا في سيول (وكالة حماية البيئة)

الأسواق الآسيوية تنخفض في ظل قلق سياسي عالمي

انخفضت الأسهم في آسيا في الغالب يوم الاثنين، مع انخفاض المؤشر الرئيسي في كوريا الجنوبية بنسبة 2.3 في المائة.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ )
الاقتصاد لافتة إلكترونية وملصق يعرضان الدين القومي الأميركي الحالي للفرد بالدولار في واشنطن (رويترز)

غوتيريش يعيّن مجموعة من الخبراء لوضع حلول لأزمة الديون

عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجموعة من الخبراء البارزين لإيجاد حلول لأزمة الديون المتفاقمة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الاجتماع السنوي الرابع والخمسون للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (رويترز)

المنتدى الاقتصادي العالمي: قادة الأعمال يخشون من الركود وارتفاع التضخم

أظهر استطلاع للرأي أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي يوم الخميس أن قادة الأعمال على مستوى العالم يشعرون بالقلق من مخاطر الركود ونقص العمالة وارتفاع التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
TT

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)

أكد رئيس «الهيئة العامة للطيران المدني السعودي»، عبد العزيز الدعيلج، أن السعودية حريصة على التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه القطاع، مشيراً إلى أن المنظومة حققت نسبة امتثال بلغت 94.4 في المائة في تطبيق معايير الأمن، وذلك ضمن تقرير «التدقيق الشامل لأمن الطيران» الذي أصدرته «منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)»؛ مما يضع البلاد في مصافّ الدول الرائدة عالميّاً بهذا المجال.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد تزامناً مع «أسبوع الأمن لمنظمة الطيران المدني الدولي 2024»، الذي تستضيفه حالياً عُمان خلال الفترة من 9 إلى 12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بالتعاون مع منظمة «إيكاو»، وبمشاركة قادة ورؤساء منظمات وهيئات الطيران المدني بالعالم.

وأفاد الدعيلج بأن «التحديات الأمنية المتصاعدة التي تواجه القطاع حالياً تتسم بالتعقيد والتنوع، كالهجمات السيبرانية واستخدام الطائرات من دون طيار في أعمال تهدد الأمن، بالإضافة إلى التهديدات الناشئة عن التقنيات الحديثة، مثل الهجمات الإلكترونية على الأنظمة الرقمية للطيران»، مشيراً إلى أن «هذه التهديدات أصبحت تُشكّل خطراً جديداً يحتاج إلى استراتيجيات مبتكرة للتصدي لها».

وأوضح الدعيلج أن «جهود السعودية في مجال أمن الطيران المدني، تتمحور حول مجموعة من المحاور الأساسية التي تهدف إلى تعزيز الجاهزية الأمنية وضمان سلامة القطاع على جميع الأصعدة».

ووفق الدعيلج، فإن بلاده «عملت على تحديث وتطوير الأنظمة الأمنية بما يتماشى مع أحدث المعايير الدولية، عبر تعزيز أنظمة الكشف والمراقبة في المطارات باستخدام تقنيات متقدمة، إضافة إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لتحليل المخاطر وتقديم استجابات سريعة وفعالة للتهديدات المحتملة».

وأضاف الدعيلج أن السعودية «أولت اهتماماً كبيراً بالأمن السيبراني في ظل التحديات التكنولوجية الراهنة؛ إذ طورت برامج مختصة لحماية الأنظمة الرقمية ومنصات الحجز والعمليات التشغيلية للطيران، مما يعزز قدرة القطاع على التصدي للهجمات الإلكترونية».

وأشار الدعيلج إلى أن السعودية تسعى إلى بناء قدرات بشرية متميزة في هذا المجال، «عبر إطلاق برامج تدريبية متطورة بالتعاون مع المنظمات الدولية، بهدف تأهيل الكوادر الوطنية وتعزيز جاهزيتها للتعامل مع مختلف السيناريوهات الأمنية».

وقال الدعيلج إن السعودية «ساهمت بشكلٍ كبير في دعم المبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز الأمان في هذا القطاع الحيوي، وأسهمت بشكل فعال في تطوير استراتيجيات أمنية مشتركة مع دول مجلس التعاون الخليجي؛ بهدف تعزيز التنسيق الأمني بين الدول، وهو ما يضمن استجابة سريعة وفعالة للتحديات الأمنية».

وواصل أن بلاده «شريك رئيسي في المبادرات الدولية التي تقودها (منظمة الطيران المدني الدولي - إيكاو)، وأسهمت في صياغة سياسات أمن الطيران وتنفيذ برامج تهدف إلى تحسين مستوى الأمن في جميع أنحاء العالم، من ذلك استضافة المملكة المقر الدائم لـ(البرنامج التعاوني لأمن الطيران المدني في منطقة الشرق الأوسط CASP - MID) التابع لـ(إيكاو)، ودعم (منظمة الطيران المدني الدولي) من خلال مبادرة (عدم ترك أي بلد خلف الركب)».