سعاد ماسي لـ«الشرق الأوسط»: أخاف من كاميرات السينما والأدوار المركبة

الفنانة الجزائرية قالت إن كل أعمالها الغنائية «تحمل رسائل هادفة»

الفنانة الجزائرية سعاد ماسي
الفنانة الجزائرية سعاد ماسي
TT

سعاد ماسي لـ«الشرق الأوسط»: أخاف من كاميرات السينما والأدوار المركبة

الفنانة الجزائرية سعاد ماسي
الفنانة الجزائرية سعاد ماسي

عدت الفنانة الجزائرية، سعاد ماسي، ألبومها الغنائي الجديد «أمنية» حالة موسيقية جديدة ومتميزة، في مسيرتها الغنائية الممتدة لأكثر من 20 عاماً، وقالت في حوارها مع «الشرق الأوسط» إنها أضافت أغنيتها المصرية «سلام» للألبوم من أجل أرشفتها والحفاظ عليها، وكشفت عن استعداداتها خلال الفترة المقبلة لتسجيل أغنية جديدة باللغة العربية الفصحى، بالتعاون مع الشاعر المصري نادر عبد الله، وأشارت إلى خوفها الشديد من كاميرات السينما، بالإضافة إلى الأدوار الدرامية المركبة..... وإلى نص الحوار:
> في البداية، ما الذي يميز ألبومك الجديد «أمنية» عن ألبوماتك السابقة؟
- ألبوم «أمنية» يعد سادس ألبوماتي الغنائية، ويتضمن 10 أغنيات من بينهم 8 باللهجة الجزائرية، وهو حالة موسيقية جديدة، عُدت من خلالها إلى ما قدمته في أول ألبومين غنائيين لي في مسيرتي، وهما «الراوي» الذي طرح عام 2001. و«مسك الليل» الذي حقق نجاحاً كبيراً عام 2005، فأحببت أن أتحدث في «أمنية» عن موضوعات شتى، فكتبت وغنيت للحب والحرية والمرأة والجزائر والانفتاح الذي نعيش فيه، وفضلت أن يكون هناك اختلاف كبير في الكلمات التي أشدو بها، حتى أن صوتي كان مختلفاً بعض الشيء، لأنني ولأول مرة أقرر تسجيل أغنيات الألبوم بشكل كامل مرة واحدة، فنحن في العادة نسجل الأغنية الواحدة عدة مرات، ونختار الأفضل من بينها، ولكن في هذا الألبوم طلبت من مهندس الصوت الذي كان يعمل معي على أن أقوم بغناء الأغنية مرة واحدة، لكي أعيش في حالة الأغنية بأخطائها، كما أنني في هذا العمل فضلت استخدام «الغيتار» و«الفولين» لإعطاء الحرية للكلمات التي أشدو بها.
> ولماذا أضفت أغنيتك المصرية الوحيدة «سلام» إلى ألبومك الجديد رغم طرحك لها منذ عام تقريباً؟
- أحببت أرشفة وحفظ تلك الأغنية في ألبوماتي الغنائية، لأنها كانت بمثابة بوابة عبور إلى الجمهور المصري، الذي استقبلني وأحبني وأنا أشدو بلهجتي الجزائرية، وأتذكر أنه كان من المفترض أداء الأغنية بشكل شعبي مصري، ولكني طلبت من الشاعر والملحن أن يتركاني لتقديمها بطريقتي، والحمد الله حققت النجاح الذي كنت أحلم به.
> وهل تستعدين خلال الفترة المقبلة لإنجاز مشروع غنائي جديد باللهجة المصرية؟
- بالفعل، أحضر حالياً لأغنية مصرية جديدة مع الشاعر نادر عبد الله، فقد أرسلت له منذ فترة لحن، وطلبت منه أن يكتب له أغنية باللهجة المصرية أو بالفصحى، ومن المتوقع وضع الشكل النهائي للأغنية خلال الفترة المقبلة لكي تكون باكورة أعمالي الغنائية خلال حفلاتي الجديدة بمصر لعام 2020.
> البعض يصنفك بأنك «مطربة النخبة»... ما تعليقك؟
- لست من هواة التصنيف، لأني أغني دوماً لجميع الفئات والأعمار، ويستحيل تقديم عمل غنائي بدون هدف أو رسالة أريد إيصالها للمستمع، فأنا لدي جماهيرية كبيرة، لدي فئة الشباب في الجزائر والوطن العربي، وأرى أنه من الضروري تقديم عمل راقٍ ومحترم، وحتى في أغنياتي الرومانسية والتي تتحدث عن الحب والغزل لا بد أن يكون هناك مغزى في تقديمها، وفي النهاية لا أستطيع منع الناس من تصنيفي لأنهم أحرار.
> وما هي الموسيقى التي تحب ماسي سماعها في أوقات فراغها؟
- أنا من عشاق الموسيقى بكافة أشكالها وأنواعها، فهي سحر، لا يقاوم، ربما أغلبية الموسيقى التي أحب الاستماع إليها هي الموسيقى الفرنسية بسبب إقامتي بها سنوات عدة، ولا أنكر أنني خلال تلك الفترة كان لي حنين كبير للموسيقى الشعبية الجزائرية فقد حرمت منها لسنوات طويلة، ولكن لو تحدثت بشكل عام عن الموسيقى العربية، فأنا عاشقة لأغنيات «كوكب الشرق» أم كلثوم وأستمع لها من حين لآخر، وأيضاً هناك السيدة اللبنانية الكبيرة فيروز، التي لا أرى أن هناك شخصاً قد يختلف على جمال وقيمة صوتها، وحالياً أهتم بسماع موسيقى الفلامنكو الإسبانية.
> تشتهر الجزائر بموسيقى «الراي»... لماذا لم تسعين لتقديمها في أغنياتك؟
- أحب موسيقى «الراي» وأحترم وأقدر كل من يقدمها وينشرها في مختلف بقاع العالم، ولكن الجزائر دولة كبيرة، ولكل منطقة فيها عاداتها وتقاليدها وموسيقاها، فأنا تربيت منذ صغري على الموسيقى والأغنيات الرومانسية والكلاسيكية الهادئة التي تعظم الكلمة وتعطي مساحات للاستماع إلى جمال الموسيقى، أما موسيقى «الراي» فقد ازدهرت في مناطق أخرى بالجزائر، وللعلم «الراي» نوعان هناك «راي شعبي» وهو المشهور والمتداول بين الجميع، وربما يسمع فيه بعض الكلمات والجمل غير المناسبة، وهناك «راي كلاسيكي» ليس بنفس شهرة النوع الأول، وفي النهاية أنا فضلت الموسيقى التي تربيت عليها والناس أحبت هذا اللون مني.
> وما رؤيتك لموسيقى وأغنيات الفنان الشاب خالد الذي يُعد من أشهر مقدمي موسيقى «الراي»؟
- أحب للغاية أعمال الشاب خالد، فهو واحد من الجزائريين الذين استطاعوا أن يشقوا الطريق نحو العالمية بلهجتهم الجزائرية الأصلية وبموسيقاهم الشعبية، فأنا أحب هذا اللون الذي يقدمه خالد، ولكن اللون الذي لا أحبذه هو «الراي الشعبي»، الذي يسعى بعض الشباب الجزائري في تقديمه من أجل الشهرة والانتشار وهو يحتوي على كلمات وألفاظ ليس لها علاقة بعاداتنا وتقاليدنا، وهو أمرٌ يعاني منه أيضاً المصريون في الآونة الأخيرة بسبب انتشار أغنيات شعبية ذات كلمات ضعيفة وغير مناسبة، عكس الماضي حينما كان كبار المطربين في مصر يسعون لتقديم الأغنية الشعبية بشكل مميز ورائع.
> وهل يمكن أن نراك في تجربة غناء مزدوج خلال الفترة المقبلة؟
- لدي تجربة في الغناء الثنائي من قبل مع فريق مصري يدعى «كايروكي»، وهو فريق غنائي شهير بمصر ولديه جماهيرية عريضة، فمنذ ما يقرب من 4 أعوام تلقيت اتصالاً من قائد الفريق المطرب أمير عيد، وعرض علي فكرة الغناء سوياً، فطلبت منه تجهيز نص غنائي يليق بنا، وبالفعل قدم لي نصاً غنائياً بعنوان «عندي أمل»، وقدمناها سوياً عقب ذهابي للقاهرة وقتئذٍ، وحققت لي الأغنية انتشاراً لافتاً هناك، لأن فريق «كايروكي» يمتلك جماهيرية جيدة في مصر.
> من هم المطربون والمطربات الذين تحبين الغناء معهم؟
- أنا أستمع لعشرات الأصوات، وأحب الكثير منها بالفعل، ولكني أحب صوت الفنان الإماراتي حسين الجسمي بشكل خاص.
> لماذا لم تكررِي تجربة التمثيل مرة أخرى بعد ظهورك في فيلم «عيون الحرامية»؟
- أنا شخصية تلقائية، لا تعرف تقمص الأدوار، فأنا على المسرح أغني لأني طبيعتي تحب الغناء، ولكن التمثيل يحتاج مني تقمص شخصيات مركبة ومعقدة، وأنا لست خبيرة في ذلك الأمر، فمثلاً عند مشاركتي في فيلم «عيون الحرامية» مع صديقتي المخرجة الفلسطينية نجوى نجار، كانت شخصية «ليلى» التي جسدتها قريبة للغاية من شخصيتي الحقيقة، لذلك لم أجد صعوبة في تقمصها بل كنت مرتاحة للغاية وأنا أقدمها، ولكن لو حاولت تقديم شخصية مركبة فسأجد صعوبة لأنني أخاف كثيراً من الكاميرا، والأدوار المركبة.
> معنى ذلك أنك لن تكرري التجربة مرة أخرى؟
- أنا لست ضد فكرة التمثيل، فلو عرض علي نص درامي جيد، ووجدت نفسي مرتاحة بعد قراءته سأوافق عليه فوراً.
> هل يمكن أن تحترف ابنتيك الغناء مستقبلاً؟
- لا أتدخل في مستقبل بناتي فهم أحرار، يفعلن ما يحلو لهن، ابنتي الكبرى إنجي كانت لها تجربة غنائية معي من قبل في أغنية «أنا عايزة أتعلم» كانت تدور فكرتها حول الزواج المبكر للفتاة العربية والأفريقية بشكل عام، كما تهوى إنجي كذلك المسرح، أما ابنتي الصغرى أميرة، فهي أكبر من عمرها، وهما الآن مشغولتان بدراستهما، ولهما متسع الحرية في اختيار مستقبلهما.



خالد الكمار: مقارنة الأجيال الجديدة بالكبار ظالمة

لا يخفي الكمار دور المخرج في حماسه لتقديم الموسيقى التصويرية لأعمال دون غيرها (حسابه على {إنستغرام})
لا يخفي الكمار دور المخرج في حماسه لتقديم الموسيقى التصويرية لأعمال دون غيرها (حسابه على {إنستغرام})
TT

خالد الكمار: مقارنة الأجيال الجديدة بالكبار ظالمة

لا يخفي الكمار دور المخرج في حماسه لتقديم الموسيقى التصويرية لأعمال دون غيرها (حسابه على {إنستغرام})
لا يخفي الكمار دور المخرج في حماسه لتقديم الموسيقى التصويرية لأعمال دون غيرها (حسابه على {إنستغرام})

قال الموسيقار المصري، خالد الكمار، إن التطور التكنولوجي الكبير في تقنيات الموسيقى التصويرية للأعمال الدرامية ساعد صُنَّاع الدراما على الاستفادة من تلك التقنيات وتوظيفها درامياً بصورة أكبر من أي وقت مضى، مشيراً إلى أن التعقيدات التقنية قبل نحو 3 عقود كانت تعوق تحقيق هذا الأمر، الذي انعكس بشكل إيجابي على جودة الموسيقى ودورها في الأحداث.

وقال الكمار لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن شارات الأعمال الدرامية لم تعد تحظى بفرص الاستماع والعرض مع العمل بالشكل الأفضل، فإن هذا لم يقلل من أهميتها».

وأضاف أن «منصات العرض الحديثة قد تؤدي لتخطي المقدمة عند مشاهدة الأعمال الدرامية على المنصات، أو عدم إذاعتها كاملة؛ بسبب الإعلانات عند العرض على شاشات التلفزيون، على عكس ما كان يحدث قبل سنوات بوصف الموسيقى التصويرية أو الأغنية الموجودة في الشارة بمنزلة جزء من العمل لا يمكن حذفه».

يسعى الكمار لإقامة حفل خلال قيادة أوركسترا كامل لتقديم الموسيقى التصويرية على المسرح مع الجمهور (حسابه على {فيسبوك})

وعدَّ الكمار أن «عقد مقارنات بين جيل الشباب والكبار أمر ظالم؛ لأنه لا تصح مقارنة ما يقدِّمه الموسيقيون الشباب من أعمال في بداية حياتهم، بما قدَّمه موسيقيون عظماء على غرار عمار الشريعي بعد سنوات طويلة من خبرات اكتسبها، ونضجٍ فنيٍّ وظَّفه في أعماله».

ولفت إلى أن «الفنان يمرُّ في حياته بمراحل عدة يكتسب فيها خبرات، وتتراكم لديه مواقف حياتية، بالإضافة إلى زيادة مخزونه من المشاعر والأفكار والخبرات، وهو أمر يأتي مع كثرة التجارب والأعمال التي ينخرط فيها الفنان، يصيب أحياناً ويخطئ في أحيان أخرى».

وأضاف أن «تعدد الخيارات أمام المشاهدين، واختيار كل شخص الانحياز لذوقه شديد الخصوصية، مع التنوع الكبير المتاح اليوم، أمور تجعل من الصعب إيجاد عمل فني يحظى بتوافق كما كان يحدث حتى مطلع الألفية الحالية»، مؤكداً أن «الأمر لا يقتصر على الموسيقى التصويرية فحسب، ولكن يمتد لكل أشكال الفنون».

خالد الكمار (حسابه على {فيسبوك})

وأوضح أن فيلماً على غرار «إسماعيلية رايح جاي»، الذي عُرض في نهاية التسعينات وكان الأعلى إيراداً في شباك التذاكر «أحدث تأثيراً كبيراً في المجتمع المصري، لكن بالنظر إلى الفيلم الأعلى إيراداً خلال العام الحالي بالصالات وهو (ولاد رزق 3) فإن تأثيره لم يكن مماثلاً، لوجود تفضيلات أكثر ذاتية لدى الجمهور، وهو ما لم يكن متاحاً من قبل».

لا يخفي الكمار دور المخرج في حماسه لتقديم الموسيقى التصويرية لأعمال دون غيرها، مؤكداً أن اسم كل من المخرج والكاتب يكون له دور كبير في حماسه للتجارب الفنية، خصوصاً بعض الأسماء التي عمل معها من قبل على غرار مريم نعوم وكريم الشناوي وبيتر ميمي؛ لثقته بأن الموسيقى التي سيقدمها سيكون لها دور في الأحداث.

وذكر الكمار أنه «يفضِّل قراءة المسلسلات وليس مجرد الاستماع إلى قصتها من صُنَّاعها، لكن في النهاية يبدأ العمل وفق المتاح الاطلاع عليه سواء الحلقات كاملة أو الملفات الخاصة بالشخصيات»، مشيراً إلى أنه «يكون حريصاً على النقاش مع المخرج فيما يريده بالضبط من الموسيقى التصويرية، ورؤيته لطريقة تقديمها؛ حتى يعمل وفق التصور الذي سيخرج به العمل».

ورغم أن أحداث مسلسل «مطعم الحبايب» الذي عُرض أخيراً دارت في منطقة شعبية؛ فإن مخرج العمل أراد الموسيقى في إطار من الفانتازيا لأسباب لها علاقة بإيقاع العمل، وهو ما جرى تنفيذه بالفعل، وفق الكمار الذي أكد أنه «يلتزم برؤية المخرج في التنفيذ لكونه أكثر شخص على دراية بتفاصيل المسلسل أو الفيلم».

لا ينكر خالد الكمار وجود بعض الأعمال التي لم يجد لديه القدرة على تقديم الموسيقى الخاصة بها؛ الأمر الذي جعله يعتذر عن عدم تقديمها، في مقابل مقطوعات موسيقية قدَّمها لأعمال لم تكن مناسبة لصُنَّاعها ليحتفظ بها لديه لسنوات ويقدِّمها في أعمال أخرى وتحقق نجاحاً مع الجمهور، مؤكداً أنه يقرِّر الاعتذار عن عدم تقديم موسيقى ببعض الأعمال التي يشعر بأن الموسيقى لن تلعب دوراً فيها، ولكن ستكون من أجل الوجود لاستكمال الإطار الشكلي فحسب.

وعن الاختلاف الموجود في الموسيقى التصويرية بين الأعمال الفنية في مصر ونظيرتها في السعودية، قال الموسيقار المصري الذي قدَّم تجارب عدة بالمملكة من بينها الموسيقى التصويرية لفيلم «حوجن»: «صُنَّاع الدراما والسينما السعوديون يفضِّلون استخدام الموسيقى بشكل أكبر في الأحداث أكثر مما يحدث في مصر».

ولفت إلى حرصه على الانغماس في الثقافة الموسيقية السعودية بشكل أكبر من خلال متابعتها عن قرب، الأمر الذي انعكس على إعجاب صُنَّاع الأعمال بما يقدِّمه من أعمال معهم دون ملاحظات.

وحول تجربة الحفلات الموسيقية بعد الحفل الذي قدَّمه في أغسطس (آب) الماضي بمكتبة الإسكندرية، قال الكمار إنه يسعى لإقامة حفل كبير في القاهرة «من خلال قيادة أوركسترا كامل لتقديم الموسيقى التصويرية على المسرح مع الجمهور بشكل يمزج بين الحفل الموسيقي والمحاضرة، عبر شرح وتفصيل المقامات والآلات الموسيقية المستخدَمة في كل لحن قبل عزفه، بصورة يستطيع من خلالها المستمع فهم فلسفة الألحان».

وأوضح أن «هذه الفكرة مستوحاة من تجربة الموسيقار عمار الشريعي في برنامج (غواص في بحر النغم) الذي قدَّمه على مدار سنوات، وكان إحدى التجارب الملهمة بالنسبة له، واستفاد منه كثيراً»، مشيراً إلى أنه فكَّر في تقديم فكرته عبر «يوتيوب» لكنه وجد أن تنفيذها على المسرح بحضور الجمهور سيكون أفضل.