نتنياهو يهدد إيران برد ساحق وأولمرت وغانتس يحذران من الانجرار

«الكابنيت» استبعد أن تمس إسرائيل

TT

نتنياهو يهدد إيران برد ساحق وأولمرت وغانتس يحذران من الانجرار

بعد ساعات من الإعلان أن «الكابنيت»، أي المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية السياسية في الحكومة الإسرائيلية، خرج، خلال جلسته الأسبوعية، أمس الأربعاء، بالاستنتاج أن «نشوب حرب بين إسرائيل وإيران مستبعد في هذه الأيام» وأن «من المستبعد أن يفكر الإيرانيون الآن بضرب إسرائيل ردا على اغتيال قاسم سليماني»، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتصريحات هدد فيها إيران، قائلا إن «من يحاول مهاجمتنا سيتلقى ضربة ساحقة ومؤلمة للغاية».
وقال مصدر مقرب من نتنياهو، إن هذه التصريحات تأتي في أعقاب هجوم شنه الحرس الثوري الإيراني بصواريخ باليستية على قاعدتين عسكريتين في العراق توجد فيهما قوات أميركية، فجر اليوم (أمس الأربعاء)، وتهديد الحرس الثوري باستهداف إسرائيل في حال ردّت الولايات المتحدة على هذا الهجوم. لذلك حذر نتنياهو إيران، علما بأنه كان قد أعلن أول من أمس تنصله من أي مسؤولية عن اغتيال سليماني، بل أعلن أن الاغتيال كان عملية أميركية بنسبة 100 في المائة. وفي يوم أمس غير لهجته مجددا وراح يهدد ويعلن مناصرته واشنطن: «إسرائيل تقف خلف الولايات المتحدة، ونحيي الرئيس دونالد ترمب على اغتيال سليماني، الذي بغيابه أصبح الشرق الأوسط أفضل وأكثر أمنا. فنحن صديق وفي. لا يوجد صديق للولايات المتحدة أكثر من إسرائيل ولا يوجد لإسرائيل صديق للولايات المتحدة أقوى من إسرائيل».
وانضم إلى نتنياهو وزير خارجيته، يسرائيل كاتس، الذي قال إن «إسرائيل تتخذ قراراتها في الحروب بشكل مستقل، وهذا يجب أن يقلق إيران، لأن ضرباتنا دقيقة وقاسية».
وقالت مصادر عسكرية إن الجيش الإسرائيلي، رفع أمس الأربعاء، حالة الاستنفار لدى سلاح الجو وبطاريات اعتراض الصواريخ، نتيجة الوضع الأمني في المنطقة.
وقد أثارت تصريحات نتنياهو وكاتس تحفظا من بيني غانتس، رئيس حزب الجنرالات المعارض «كحول لفان»، بيني غانتس، الذي دعا إلى الكف عن التبجح. وقال: «اغتيال سليماني ضربة مهمة ولكنها تتعلق بالولايات المتحدة. ولا حاجة لأن نطلق التصريحات الطنانة حولها». كما تطرق إليها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، فقال لصحيفة «معريب»، إن «تصريحات العربدة لا تفيد وقد تفسر لدى الطرف الآخر على أنها استدعاء لهجوم علينا». ودعا أولمرت إلى لجم تصريحات المسؤولين الإسرائيليين. وقال إن اغتيال سليماني مهم لإسرائيل ولكنه عمل أميركي بحت. ولا يجوز أن تظهر إسرائيل شريكة فيه.
وسئل أولمرت إن كان طبيعيا أن يطلب ذلك من نتنياهو وهو الذي في عهد رئاسته للحكومة تم اغتيال عماد مغنية، الذي كان برفقة قاسم سليماني في دمشق، سنة 2008 فأجاب: «أنا لا أذكر أن إسرائيل اعترفت يوما بأنها هي التي اغتالت مغنية. وأنا معروف بمن لم يركض إلى الإعلام للتباهي بأشياء حصلت وكانت تستحق التباهي». وقال: «كما يبدو فإن أميركا وحدها نفذت اغتيال سليماني فلماذا علينا أن نتدخل؟ أعتقد بأن الصمت في هذه الحالات أفضل وأنجع».
وسئل أولمرت عما كان يفعله كرئيس حكومة في حالة كهذه، فأجاب: «كنت من البداية أعمل وأمنع دخول إيران إلى سوريا. هذا هو الخطأ الأكبر لحكومة نتنياهو».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.