مصر تتطلع لزيارة 5 ملايين سائح سنوياً للمتحف الكبير

من المقرر افتتاحه في الربع الأخير من العام الحالي

الدرج العظيم من أبرز أجنحة المتحف
الدرج العظيم من أبرز أجنحة المتحف
TT

مصر تتطلع لزيارة 5 ملايين سائح سنوياً للمتحف الكبير

الدرج العظيم من أبرز أجنحة المتحف
الدرج العظيم من أبرز أجنحة المتحف

تتطلع مصر إلى زيارة خمسة ملايين سائح سنوياً لمتحفها الكبير في ميدان الرماية بالقرب من أهرامات الجيزة (غرب القاهرة) بعد افتتاحه المقرر في الربع الأخير من العام الحالي. ونشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري، أمس، إنفوغرافا يلقي الضوء على أهم الإنجازات التي حققها قطاع الآثار خلال عام 2019، على صعيد تنفيذ المشروعات الكبيرة والاكتشافات الجديدة وتطوير عدد من المناطق الأثرية وترميمها.
وأبرز مجلس الوزراء حجم الإنجاز في مشروع المتحف المصري الكبير، وأفاد بأنّه وصل إلى أكثر من 90 في المائة، في حين بلغ إجمالي القطع الأثرية التي نُقلت إلى المتحف حتى الآن 49 ألفا و603 قطع أثرية، وجرى ترميم وصيانة أكثر من 46 ألف قطعة منها.
وتوقع مجلس الوزراء عبر الإنفوغراف الذي نشره أمس، أن يجتذب المتحف خمسة ملايين زائر سنوياً، لا سيما أنه سيكون أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة.
ويضم المتحف عدداً من المباني والقاعات المتنوعة على غرار «مبنى المتحف الرئيسي، والساحة الرئيسية، ومدخل كبار الزوار، وبهو رمسيس، ومبنى المؤتمرات، وحائط الأهرامات، والحديقة الترفيهية، وحديقة الأطفال، ومركز الترميم والطاقة، والدرج العظيم، ومطعم الأهرامات والمسلة، وقاعة الملك توت عنخ آمون»، وتبلغ مساحة المشروع الإجمالية نحو 167 ألف متر مربع.
وقال المهندس عماد فايز، مدير العمليات في مشروع المتحف المصري الكبير، في تصريحات تلفزيونية أمس، إنّ «المسلة المعلقة التي يضمها المتحف تعد الأولى من نوعها في العالم، لأنّ كل المسلات الأخرى ترسو على الأرض»، ووفقاً لفايز، فإنّ «المسلة المعلقة ستتيح للزائر رؤية النقوش كاملة بوضوح وهو في وضع الوقوف وهو ما يعد مصدر إبهار للجميع».
وتواصل السلطات المصرية حالياً تمهيد الطرق والشوارع المؤدية إلى المتحف من جميع الجهات، بالإضافة إلى عمليات تجميل وطلاء واجهات العقارات المطلة على الطريق الدائري بلون موحد للقضاء على الصورة البصرية المشوهة في المناطق المحيطة.
ويعد المتحف المصري الكبير الذي وُضع حجر أساسه في عام 2002، من أكبر المتاحف الأثرية في العالم، وسيُعرض فيه 50 ألف قطعة أثرية، بجانب ترميم واستضافة 50 ألف قطعة أخرى. ويعرض المتحف أيضاً، جميع مقتنيات الملك توت عنخ آمون بالكامل لأول مرة، عبر قاعة مخصصة للملك الذهبي، كما ستُعرض 87 قطعة من الآثار الثقيلة على الدرج العظيم.
ويضم المتحف الذي تقدر تكلفة إنشائه بمليار دولار، أكبر مركز للترميم الأثري في العالم، وأكبر وحدة لتسجيل الآثار، وتتميز واجهته بأنّها مغطاة بحجر الألبستر، بينما ستكون جدرانه من جهة الأهرامات عبارة عن بانوراما زجاجية. ويستعد المتحف خلال الأيام المقبلة لاستقبال القطعة الأثرية رقم «50 ألف»، وفق الطيب عباس، مدير الشؤون الأثرية بالمتحف المصري الكبير، الذي أضاف في تصريحات صحافية أول من أمس، أنّ «المتحف بات جاهزاً لوضع القطع الأثرية داخل فتارين العرض، بعد الانتهاء تقريباً من جميع أعمال الإنشاءات المعمارية بداخله».
ووفقاً لمجلس الوزراء المصري فقد شهد عام 2019، افتتاح 25 مشروعاً في مقدمتها افتتاح هرم اللاهون بالفيوم للزيارة لأول مرة منذ اكتشافه عام 1889، فضلاً عن نقل مسلتين من صان الحجر في الشرقية بالدلتا المصرية، إلى مدينة الثقافة والفنون في العاصمة الإدارية الجديدة، بجانب الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع تطوير «دير سانت كاترين»، فيما بلغ عدد الاكتشافات الأثرية التي أعلنت عنها البعثات التابعة لوزارة الآثار المصرية، خلال العام الماضي 18 اكتشافاً، أهمها اكتشاف خبيئة العساسيف التي تضم 30 تابوتاً مغلقاً محتفظاً بألوانه في الأقصر (جنوب مصر)، والتي صُنّفت كواحدة من أهم 26 اكتشافاً علمياً في عام 2019، وفقاً لصحيفة (Business Insider)، بالإضافة إلى اكتشاف مقبرة النبيل خوي في منطقة سقارة، ويرجع تاريخها لنهاية الأسرة الخامسة، وقد صُنفت ضمن أفضل 10 اكتشافات أثرية في عام 2019، وفقاً لمجلة (Archaeology) الأميركية، نظراً لاحتفاظها بألوانها ونقوشها الأصلية.



شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)
شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)
TT

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)
شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)

وقّعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وأكاديمية «دونهوانغ» الصينية شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي والسياحي والتراثي بين المملكة والصين، وتُمثل هذه الشراكة علامة فارقة في العلاقات السعودية - الصينية، إذ تجمع بين خبرات أكاديمية «دونهوانغ» التي تمتد لأكثر من 8 عقود في أبحاث التراث والحفاظ الثقافي، والتزام الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالحفاظ على التراث الثقافي الغني للعلا ومشاركته مع العالم.

وتتولى أكاديمية «دونهوانغ» إدارة كهوف «موغاو»، وهي مجمع يضم 735 كهفاً بوذياً في مقاطعة «قانسو»، تم تصنيفه موقعاً للتراث العالمي للـ«يونيسكو» في عام 1987، وتشتهر كهوف «موغاو» بجدارياتها ومنحوتاتها التي تعكس تلاقي الثقافات على طول طريق الحرير القديم.

وبوصفها بوابة مهمة إلى الغرب، كانت «دونهوانغ» مركزاً رئيسياً للتجارة على طريق الحرير، في حين شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة؛ حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية، وأسهمت في تبادل المعرفة والتجارة عبر العصور.

وتُشكل المنطقتان مركزاً حيوياً للتجارة والمعرفة والتبادل الثقافي، ما يجعل هذه الشراكة متماشية مع الإرث التاريخي المشترك.

وتهدف الشراكة إلى توحيد الجهود بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا وأكاديمية «دونهوانغ» للحفاظ على تراث وتقاليد المحافظة، وقد نالت الأكاديمية إشادة دولية من قبل «اليونيسكو» والبنك الدولي والحكومة الصينية؛ تقديراً لجهودها في الحفاظ على كهوف «موغاو».

تشتهر كهوف «موغاو» بجدارياتها ومنحوتاتها التي تعكس تلاقي الثقافات على طول طريق الحرير القديم (الشرق الأوسط)

وستسهم الشراكة في تطوير برنامج شامل للحفاظ على المواقع والمعالم التاريخية في غرب الصين والعلا، إضافة إلى تنظيم معارض أكاديمية وبرامج تبادل للموظفين والعلماء.

وقالت سيلفيا باربون، نائب رئيس الشراكات الاستراتيجية في الهيئة الملكية لمحافظة العلا: «لطالما جمعت بين السعودية والصين علاقة تاريخية عميقة، تجاوزت المسافات واختلاف الفترات الزمنية، لتربط بين الشعوب والأماكن، واليوم نواصل تعزيز هذه الروابط من خلال تعاوننا المثمر مع المؤسسات الرائدة والوجهات الحاضنة لأبرز المعالم التاريخية في العالم».

وأضافت: «بصفتنا حماة لبعض من أهم المواقع الثقافية في العالم وروّاداً لتراثنا الإنساني المشترك، تنضم أكاديمية (دونهوانغ) إلى الهيئة في طموحنا لجعل العلا مركزاً للبحث والاكتشاف في مجالات الثقافة والتراث والسياحة، في حين نواصل التجديد الشامل للعلا».

وتأتي هذه الشراكة عقب انطلاق معرض السفر السعودي، الذي نظمته الهيئة السعودية للسياحة؛ حيث تميّزت العلا بمشاركة لافتة من خلال جناح مميز في حديقة «تيان تان» بالعاصمة الصينية بكين، والذي سلّط الضوء على التراث الطبيعي والثقافي الغني للعلا.

وتزامنت هذه المشاركة مع توقيع اتفاقية تعاون جديدة بين وزارتي الثقافة السعودية والثقافة والسياحة الصينية لإطلاق العام الثقافي السعودي الصيني 2025.

من جانبه، قال الدكتور سو بوه مين، مدير أكاديمية «دونهوانغ»: «نحن فخورون بالدخول في هذه الشراكة مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وتُمثل هذه الشراكة خطوة مهمة نحو ربط تاريخنا الثقافي الغني وتعزيز جهود الحفاظ على التراث».

وأضاف: «من خلال مشاركة خبراتنا ومواردنا، نسعى إلى تعزيز التبادل الثقافي، وتعميق الفهم المتبادل، وابتكار برامج جديدة تُفيد المجتمع في الصين والسعودية، ونتطلع إلى تعاون مثمر يلهم ويثقف الأجيال القادمة».

وفي يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، استضافت المدينة المحرّمة -موقع التراث العالمي للـ(يونيسكو) في بكين- معرض العلا: «واحة العجائب في الجزيرة العربية»، الذي تضمن عرضاً لمقتنيات أثرية من مجموعة الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وذلك لأول مرة، واستقطب المعرض أكثر من 220 ألف زائر، والذي اتبعه توقيع اتفاقية شراكة بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا وإدارة التراث الثقافي في مدينة خنان الصينية.

وتدعم هذه الشراكة تطوير العلا و«دونهوانغ» بوصفها مراكز سياحية عالمية، كما تسهم في تفعيل برامج الحفاظ المشتركة والمبادرات الثقافية، وتعزيز مشاركة المجتمعات لدعم الازدهار، بما يتماشى مع مبادرة الحزام والطريق الصينية و«رؤية السعودية 2030».