مستحضرات العناية بالبشرة بين الغالي والرخيص

بعضها يفوق الألف دولار والاستثمار فيها يحتاج إلى «تركيز» ومكونات حيوية

مستحضرات العناية بالبشرة بين الغالي والرخيص
TT

مستحضرات العناية بالبشرة بين الغالي والرخيص

مستحضرات العناية بالبشرة بين الغالي والرخيص

إنها منجم الذهب الذي لا ينضب بالنسبة لصناع الجمال والتجميل في الغرب، مهما زاد سعرها زاد سحرها. إنها مستحضرات التجميل التي لا تتوقف عن النمو في كل أنحاء العالم عموماً، ومنطقة الشرق الأوسط خصوصا، إذ يقدر المحللون سوق الجمال في الشرق الأوسط وأفريقيا بنحو 34.9 مليار دولار في 2019، بزيادة 8 في المائة عن العام السابق (32.4 مليار دولار). ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 43.4 مليار دولار في عام 2022، وفقاً لتقديرات شركة «يورومونيتور إنترناشيونال»، مما يجعل منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا واحدة من أسرع الأسواق نمواً في العالم بالنسبة لمستحضرات التجميل والعناية بالبشرة والشعر والعطور وأدوات الزينة الرجالية والرعاية الشخصية. بيد أن الشرق الأوسط ليس وحده المعني بما تطرحه شركات التجميل العالمية وغيرها، فالكل يعرف أن هذه المستحضرات أول خطوة تأخذها المرأة لدخول عالم الموضة. مصممون كبار يُدركون أن الأزياء وحدها لا تُغني من جوع، أو على الأقل يُعد تسويقها تحدياً كبيراً من دون عطر أو مستحضرات أخرى تسندها. فمن لا تستطيع إلى فستان يقدر بالآلاف أو قميص يقدر بالمئات سبيلاً، تستطيع أن تحصل على أحمر شفاه أو كريم ترطيب بسعر مقدور عليه من الدار نفسها. هذا على الأقل ما كان صناع الأزياء والجمال يرددونه لسنوات، قبل أن نلاحظ ارتفاعاً صاروخياً في أسعار هذا الجانب أيضاً، ودخول شركات جديدة مجاله. تقول نيوبي هاندس، مديرة قسم التجميل في «نيت أبورتيه»، إن الموقع يوفر منتجات بأسعار تتراوح بين 10 و1550 جنيهاً إسترلينياً، ويلاحظ أن مستحضرات العناية بالبشرة تحقق مبيعات أكبر من غيرها. فالموقع يتوفر حالياً على 1.300 مستحضر، منها سيروم دكتور باربرا ستروم، وكبسولات الدكتور طالب، مروراً بمنتجات «كريم دي لامير» و«ناتيرا بيسي»، وغيرها. وتشير إلى أن الدراسات وأرقام المبيعات في الموقع لا تترك أدنى شك بأن زبونات هذا القطاع متمرسات، فهن حسب قولها: «مهتمات بمستحضرات العناية بالبشرة أكثر من مستحضرات التجميل، ويتعاملن معها مثل تعاملهن مع الموضة، من ناحية اختيارهن لها حسب تغير الفصول. فقد انتبهن إلى أن ما يناسب بشرتهن في الخريف والشتاء قد لا يناسبها في الربيع والصيف».
وواحد من العلاجات التي تحقق إقبالاً كبيراً على موقع «نيت أبورتيه»، حسب قول نيوبي هاندس، مستحضر يحتوي على 24 قيراطاً من الذهب لـ«ميمي لوزون» تم اكتشافه صدفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وتعترف بأنها اعتقدت في البداية أن طريقة استعماله معقدة إلى حد قد يجعل البعض يعزفن عنه، لكنها تفاجأت بالعكس «الأمر الذي يدل على أن المرأة تريد أن يكون لها أسلوبها الخاص، ولا شيء يوقفها عندما تحصل على شيء مميز».
وتوافقها الرأي فيرونيكا فيساس، الرئيس التنفيذي لشركة «ناتيرا بيسي»، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، قائلة إن الشركة التي تحتفل هذا العام بعيد ميلادها الـ40 طرحت بالمناسبة مستحضراً في محلات «هارودز» مكوناً من الألماس (The Diamond Extreme Cream)، مُقاوماً للشيخوخة، بعدد محدود، وبسعر 850 جنيهاً إسترلينياً. سعره تبرره فيرونيكا، وهي من الجيل الثالث للمؤسس ريكاردو فيساس، بقولها إن المسألة لا تتعلق بمنتج عادي، بل بأسلوب حياة وأولويات. فالمرأة أصبحت ضليعة، لا تكتفي بالشكل الخارجي للمنتج، بل تسأل عن مكوناته وتقرأ عنها قبل أن تقتنع بها وتستثمر فيها أياً كان سعره. وتُعلق: «أوافقهن الرأي تماماً لأن ليس هناك أغلى من بشرتنا. فبينما يمكننا تغيير أزيائنا وأكسسواراتنا ومجوهراتنا، وحتى تسريحات شعرنا بسهولة، إلا أننا لا نملك سوى بشرة واحدة طوال العمر، لهذا علينا أن نحافظ عليها بكل الوسائل».
ورغم أن السوق يُوفر خيارات بميزانيات مختلفة، تتباين بين مئات الدولارات وأقل من 10 دولارات، فإن الأمر لا يخلو من سلبيات تتمثل في الحيرة التي تسببها كثرة هذه المستحضرات، إضافة إلى جهل الغالبية منا بالمكونات التي تدخل فيها، والفرق بينها، ليبقى السؤال الملح هو ما إذا كان الغالي ثمنه فيه، أم أن المسألة تسويقية بحتة. ويبدو أن أغلب الخبراء أجمعوا على نقطة مهمة، وهي أن مستحضرات العناية بالبشرة تستحق الاستثمار فيها، فهي الوحيدة التي لا يمكن التباهي بها أمام الآخرين، لأن لا أحد يعرف نوع أو اسم الماركة التي تستعملها أي امرأة ولا كم سعرها. فهذه المسألة شخصية بحتة، يتحدد اختيارها بنتائجها على الوجه. فكريمات مثل «كريم دو لامير»، أو منتجات مثل «ناتيرا بيسي»، التي يعود عمرها في السوق إلى 40 عاماً من الاختبارات، وغيرها تُبرر أسعارها بخضوعها لأبحاث علمية كثيرة حتى تتأكد من نتائجها «فهذه يجب أن تكون ملموسة، وفي وقت وجيز. هذا عدا عن تركيزها على مكونات نشطة محفزة بنسب عالية جداً. فهذا ما يميز منتجاً عن آخر»، حسب رأي فيرونيكا التي تتابع: «من الضروري أن تلمس المرأة النتائج بعد فترة وجيزة جداً. إذا طال الأمر من دون أن ترى تحسناً، فهذا دليل على أنها لم تختر المستحضر المناسب لبشرتها، وهو ما يُفسر أن أي شركة محترمة تحرص حالياً أن تُفصل هذه الكريمات على المقاس، بمعاينة الزبون والتعرف على احتياجاته، بدءاً من نوعية بشرته إلى أسلوب حياته».
وما يردده الخبراء كثيراً أن أي مستحضر له قوته وضُعفه. والأمر لا يتعلق بمدى الأبحاث التي تقوم بها الشركات، أو جودة المكونات التي تستعملها، بل بالمرأة نفسها. فقد يُعطي كريم ترطيب أو مضاد للشيخوخة وغيرها نتائج مبهرة لامرأة ما، بينما لا يعطي أخرى أي نتائج تُذكر، لأنه بكل بساطة لا يناسب نوعية وطبيعة بشرتها. فـ«حمض الهليورنيك مثلاً رائع مفيد لترطيب البشرة وإضفاء النضارة عليها، لكن إذا كانت البشرة تعاني من نقاط سوداء، فإن حمض الهليورنيك لن يفيدها، فهي في هذه الحالة تحتاج إلى مكون يتفاعل أكثر مع التصبغ المُفرط»، حسب قول فيرونيكا. أما إذا كان الهدف هو وقاية البشرة من التلوث بسبب العيش في مدينة صاخبة مزدحمة فـ«لا بد من التفكير في مكون قوي من البريبايوتيك يحمي البشرة، ويعمل كطبقة واقية لها».
فعملية اختيار الكريم المناسب للبشرة تحدده أولاً وأخيراً نوعيتها وعُمرها، لهذا على كل واحدة منا أن تبحث عن المكونات، فهي تلعب دوراً كبيراً في التأثير على النتائج، وأيضاً على تحديد السعر. تقول فيرونيكا: «إن بعض هذه المكونات يكون الحصول عليه صعباً لندرتها، وبعضها الآخر عبارة عن مكونات نشطة محفزة مركزة بنسبة عالية». ثم لا ننسى أن هذه الشركات توظف خبراء وباحثين من الوزن الثقيل، وبالتالي عليها أن توفر لهم كل ما يحتاجون إليه أو يطلبونه ليقوموا بعملهم على أحسن ما يُرام.
وأغلبية الخبراء يفضلون استعمال السيروم والكريمات المحفزة التي تحتوي على حمض الهليورونيك، وعلى مضادات الأكسدة، إلى جانب الكريمات التي تحتوي على مرشحات عالية للوقاية من أشعة الشمس البنفسجية، لكن الأهم من كل هذا أن يناسب بشرتك، وعدم الحُكم على هذه المنتجات من شكلها الخارجي وأناقة تعليبها. صحيح أن طريقة التعليب والتغليف وجودة العلبة لها تأثير على اختياراتنا، لكن الفرق الحقيقي لا يُرى من أول نظرة، بل من أول لمسة، وعندما تُوزعه المرأة على الوجه فتشعر بنعومته وتغلغله فيها، ويرطبها ويُغذيها من الداخل، عوض أن يبقى مجرد طبقة على السطح تسد المسام. كما يحتاج أيضاً إلى وقت قبل الحكم عليه، لأن نتائجه تظهر بعد أيام أو أسابيع. ويُجمع خبراء العناية بالبشرة على أن السوق يزخر حالياً بمنتجات باهظة الثمن، وأخرى أقل سعراً تدعي احتواءها على المكونات نفسها، لكن لا بد من الانتباه إلى أن نسبة تركيز هذه المكونات تختلف بكثير، إذ إن هناك فرق بين نسبة 4 في المائة فقط ونسبة 14 في المائة مثلاً.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.