عززت قوات «الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، تقدمها صوب مدينة مصراتة بغرب البلاد، فيما أكد قائد عسكري أنها «أحرزت أيضا المزيد من التقدم» في العاصمة طرابلس.
وبدا أمس أن معركة مصراتة المؤجلة لم تعد كذلك، وسط تلميحات من مسؤولين عسكريين في «الجيش الوطني» بأن قواته تعتزم الدخول إلى المدينة، الواقعة في غرب البلاد، استباقا لدخول أي قوات تركية، وذلك في إطار الاتفاق المثير للجدل، الذي أبرمته حكومة السراج مع تركيا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وقال قائد عسكري بارز في «الجيش الوطني» لـ«الشرق الأوسط» إن قواته تحقق ما وصفه بتقدم مضطرد في معارك تحرير العاصمة طرابلس، مشيرا إلى أن قوات الجيش حققت، أمس، تقدما في جميع محاور القتال داخل العاصمة على حساب الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة السراج.
وتابع القائد العسكري موضحا: «الأمور ممتازة... وقواتنا تتقدم في جميع المحاور، وهناك انهيار في صفوف الميليشيات، ومعنوياتهم صفر». مضيفا أن عملية سيطرة قوات الجيش مساء أول من أمس على مدينة سرت الساحلية «تعتبر بمثابة عملية البرق الخاطف الثانية من نوعها»، مشيرا إلى أن العملية الأولى تحت هذا الاسم أدت إلى تحرير الموانئ النفطية.
وأكد المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه: «انهيار الميليشيات القادمة من مصراتة، وهروبها باتجاه مدينتها، والجيش يتقدم الآن باتجاهها (مصراتة) وسط اشتباكات في غرب سرت».
من جهتها، قالت شعبة الإعلام الحربي لـ«الجيش الوطني» إن وحداته العسكرية سيطرت أمس على مواقع جديدة، كانت في وقتٍ سابق تشكل النقاط الأمامية لمجموعات الحشد الميليشياوي بمحور صلاح الدين في جنوب العاصمة، وذلك بعد اشتباكات عنيفة خاضتها، وهو ما كبّد العدو خسائر كبيرة.
كما أعلنت الشعبة في بيان مقتضب، أمس، عن تقدم وحدات الجيش إلى ما بعد مدينة سرت، وسيطرتها على مواقع جديدة غرب المدينة، استكمالا لما وصفته بالاقتحام الواسع الكاسح لها.
في غضون ذلك، أحكمت قوات «الجيش الوطني» السيطرة على مدينة سرت، الواقعة على بعد 450 كيلومترا شرق طرابلس، والتي كانت تحت سيطرة قوات حكومة «الوفاق»، إذ أعلن المركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة»، التابع للجيش الوطني أمس، عن وقوع ما وصفه بمعركة تصادمية على بعد 70 كيلومترا غرب سرت، واندحار الميليشيات وهروبها بعد معركة شرسة في اتجاه منطقة الوشكة، التي تبعد نحو 100 كيلومتر عن سرت.
وأعلنت الحكومة المؤقتة، التي تدير شرق البلاد برئاسة عبد الله الثني، والموالية للجيش، عن تشكيل مجلس مؤقت لتسيير الأمور داخل مدينة سرت، بينما أعلنت وزارة داخليتها عن تعيين قائد جديد للأمن فيها.
ولم يعلق السراج، رئيس حكومة «الوفاق»، على خسارة قوات حكومته للسيطرة على مدينة سرت، لكنه نقل عن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي التقاه مساء أول من أمس، تأكيده على دعم بلاده لحكومة الوفاق، وقال إن الجزائر تقف دائما إلى جانب الأشقاء الليبيين، وأنها ستبذل كل جهدها لإنهاء الحرب، والحد من التداعيات الخطرة التي تهدد الشقيقة ليبيا، مؤكدا أن أمن الجزائر من أمن ليبيا، وأن العاصمة الليبية خط أحمر.
وأكد السراج على أهمية مشاركة دول الجوار، وخاصة الجزائر وتونس، في أشغال مؤتمر برلين، الذي سيبحث حلولا للأزمة الليبية، في إطار مقترحات المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، معتبرا أنها أقرب من غيرها، وتجمعها مع ليبيا على مر الزمن علاقات عميقة ومصالح مشتركة وحدود تفوق الألف كيلومتر.
«الجيش الوطني» الليبي يعلن تقدمه صوب مصراتة
«الجيش الوطني» الليبي يعلن تقدمه صوب مصراتة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة