ارتفاع إنفاق قطاع التشييد في الولايات المتحدة بأكثر من المتوقع

بيانات حكومية تظهر نمواً بنسبة 1.3%خلال ثلاثة أشهر

خلال الأشهر الثلاثة التي انتهت في نوفمبر الماضي بلغ متوسط المبيعات 720 ألف وحدة وهي المدة الفضلى خلال 12 عاماً
خلال الأشهر الثلاثة التي انتهت في نوفمبر الماضي بلغ متوسط المبيعات 720 ألف وحدة وهي المدة الفضلى خلال 12 عاماً
TT

ارتفاع إنفاق قطاع التشييد في الولايات المتحدة بأكثر من المتوقع

خلال الأشهر الثلاثة التي انتهت في نوفمبر الماضي بلغ متوسط المبيعات 720 ألف وحدة وهي المدة الفضلى خلال 12 عاماً
خلال الأشهر الثلاثة التي انتهت في نوفمبر الماضي بلغ متوسط المبيعات 720 ألف وحدة وهي المدة الفضلى خلال 12 عاماً

ارتفع إنفاق قطاع التشييد في الولايات المتحدة بأكثر من المتوقع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في مؤشر على أن قطاع الإسكان يعطي بعض الدعم للنمو الاقتصادي. وقالت وزارة التجارة الأميركية مؤخراً، إن إنفاق قطاع التشييد ارتفع 0.6 في المائة في نوفمبر الماضي، متخطياً متوسط توقعات المحللين لزيادة قدرها 0.3 في المائة.
وجرى تعديل بيانات أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وسبتمبر (أيلول) الماضي لتظهر زيادة في الإنفاق، على العكس من تقديرات سابقة أشارت إلى انكماش الإنفاق في هذين الشهرين.
وجاء الارتفاع في نوفمبر الماضي بدعم من زيادة 1.9 في المائة في بناء المنازل بالقطاع الخاص، وهو ما يشير إلى أن تخفيضات مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة العام الماضي، التي دفعت أسعار الرهون العقارية للانخفاض، تدعم الاقتصاد.
ارتفعت مبيعات المساكن الجديدة في الولايات المتحدة في شهر نوفمبر الماضي، لتنهي أفضل ثلاثة أشهر منذ عام 2007 بعدما عكست زخماً ثابتاً في سوق العقارات السكنية التي تساعد في تعزيز الاقتصاد.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أن بيانات حكومية أظهرت مؤخراً، أن مبيعات المنازل ارتفعت بنسبة 1.3 في المائة إلى وتيرة سنوية معدلة بلغت 719 ألف وحدة.
وخلال الأشهر الثلاثة التي انتهت في نوفمبر الماضي، بلغ متوسط المبيعات 720 ألف وحدة، وهي المدة الأفضل خلال 12 عاماً. وقلص مؤشر أسهم شركات البناء خسائره في أعقاب التقرير.
وأفادت الوكالة بأن الطلب تزايد على المنازل الجديدة بسبب تكاليف الاقتراض الرخيصة للغاية وتراجع البطالة إلى أدنى معدل منذ الستينات والنمو الكبير في الدخل. ومن المنتظر أن تستمر القوة في قطاع الإسكان في زيادة مكاسب بناء المساكن، وهو عامل مباشر يدخل في حساب الحكومة للناتج المحلي الإجمالي.
وفي الوقت نفسه، تستمر الإمدادات المنخفضة في الضغط على الأسعار؛ مما يعوض بعض الزيادة في القدرة على تحمل التكاليف من انخفاض أسعار الفائدة ومكاسب الأجور.
وارتفع متوسط سعر بيع منزل جديد بنسبة 7.2 في المائة عن العام السابق إلى 330 ألفاً و800 دولار في نوفمبر الماضي.
من جانب آخر، أظهرت بيانات اقتصادية نشرت تراجعاً حاداً لمبيعات المساكن القائمة في الولايات المتحدة خلال نوفمبر الماضي. وبحسب بيانات الاتحاد الوطني الأميركي للمطورين العقاريين الصادرة مؤخراً، فإن عدد الصفقات التي تمت خلال الشهر الماضي تراجع بنسبة 1.7 في المائة مقارنة بالشهر السابق، ليصل إلى ما يعادل 5.35 مليون مسكن سنوياً، بعد ارتفاعه بنسبة 1.5 في المائة إلى ما يعادل 5.44 مليون وحدة سنوياً خلال أكتوبر الماضي، وفقاً للبيانات المعدلة.
وكان المحللون يتوقعون تراجع العدد خلال الشهر الماضي بنسبة 0.4 في المائة فقط إلى ما يعادل 5.44 مليون وحدة سنوياً مقابل 5.46 مليون وحدة سنوياً في الشهر السابق، وفقاً للبيانات الأولية. ورغم التراجع الأكبر من التوقعات، ما زالت مبيعات المساكن القائمة خلال نوفمبر الماضي أعلى بنسبة 2.7 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
وقال لورانس يون، كبير المحللين الاقتصاديين في «الاتحاد الوطني للمطورين العقاريين»، إن تراجع المبيعات في نوفمبر الماضي لا يدعو للقلق، مضيفاً أن «المبيعات ستظل متذبذبة نتيجة انخفاض حجم المعروض، لكن أداء الاقتصاد جيد للغاية، حيث وفر أكثر من مليوني وظيفة جديدة خلال العام الماضي».
وذكر «الاتحاد» أن متوسط أسعار بيع المساكن القائمة خلال نوفمبر الماضي كان 271.3 ألف دولار للمسكن الواحد، بارتفاع نسبته 0.1 في المائة عن الشهر السابق، حيث كان 271 ألف دولار، وبارتفاع نسبته 5.4 في المائة عن الشهر نفسه من العام الماضي، حيث كان 257.4 ألف دولار.
في الوقت نفسه، تراجع المعروض من المساكن القائمة بنهاية الشهر الماضي إلى 1.64 مليون وحدة مقابل 1.77 مليون وحدة في الشهر السابق. وتكفي الوحدات المعروضة خلال الشهر الماضي لتلبية الطلب لمدة 3.7 شهر في ضوء معدلات المبيعات الحالية.
وأشار الاتحاد الوطني للمطورين العقاريين إلى تراجع مبيعات المساكن ذات الوحدة الواحدة بنسبة 1.2 في المائة سنوياً إلى ما يعادل 4.79 مليون وحدة سنوياً، في حين تراجعت مبيعات المساكن متعددة الوحدات بنسبة 5.1 في المائة إلى ما يعادل 560 ألف وحدة سنوياً.
وزاد بناء المساكن الجديدة في الولايات المتحدة بأكثر من المتوقع في نوفمبر وقفزت تصاريح البناء إلى أعلى مستوى في 12 عاماً ونصف العام، بينما لا تزال أسعار الفائدة المنخفضة للقروض العقارية تدعم سوق الإسكان وتعزز الاقتصاد الأوسع.
وقالت وزارة التجارة الأميركية مؤخراً، إن بناء المساكن ارتفع 3.2 في المائة إلى معدل سنوي قدره 1.365 مليون وحدة الشهر الماضي، في حين قفز بناء المساكن لأسرة واحدة إلى أعلى مستوى في عشرة أشهر، مواصلاً الصعود لثاني شهر على التوالي.
وكان خبراء اقتصاديون استطلعت وكالة «رويترز» للأنباء العالمية آراءهم، قد توقعوا أن يرتفع بناء المساكن إلى وتيرة قدرها 1.345 مليون وحدة في نوفمبر الماضي. وعلى أساس سنوي، قفز بناء المساكن الجديدة 13.6 في المائة في نوفمبر الماضي. وارتفعت تصاريح البناء 1.4 في المائة إلى معدل قدره 1.482 مليون وحدة، وهو أعلى مستوى منذ مايو (أيار) 2007.
من جانب آخر، ارتفعت وتيرة إبرام عقود شراء العقارات في الولايات المتحدة في نوفمبر الماضي للمرة الثالثة خلال أربعة أشهر، بالاتفاق مع التقدم المطرد الذي تحققه سوق العقارات السكنية الأميركية.
وارتفع مؤشر صفقات شراء العقارات المؤجلة في الولايات المتحدة بنسبة 1.2 في المائة نوفمبر الماضي مقارنة بالشهر السابق، حسبما أظهرت بيانات الوكالة الوطنية للعاملين في مجال العقارات في أميركا.
وأفادت وكالة «بلومبرغ» للأنباء بأن معدلات إبرام العقود ارتفعت بنسبة 5.6 في المائة مقارنة بشهر نوفمبر من العام الماضي، دون أخذ المتغيرات الموسمية في الحسبان.
وأظهرت المؤشرات تحسن قطاع العقارات الأميركي بعد حالة الركود التي شهدها هذا القطاع خلال عام 2018. وذكرت «بلومبرغ»، أن استقرار حركة البيع في مطلع الشتاء ربما تكون مؤشراً على قوة نشاط البيع والشراء خلال الربيع المقبل، وهو ما قد يضيف إلى معدلات النمو الاقتصادي الأميركي بشكل عام.
وفي شأن آخر أعلن مجلس الاحتياط الاتحادي لولاية نيويورك (البنك المركزي للولاية) اعتزامه زيادة مشترياته من السندات المضمونة بقروض عقارية بنسبة 8 في المائة خلال الأسبوعين المقبلين مقارنة بمشترياته من هذه السندات خلال الأسبوعين الأخيرين.
وذكرت أمس وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أنه وفقاً لهذا القرار سيصل إجمالي مشتريات مجلس الاحتياط الاتحادي لنيويورك من هذه السندات خلال الفترة من 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلى 14 يناير (كانون الثاني) الحالي إلى 2.7 مليار دولار؛ بهدف تعزيز مستوى السيولة النقدية في قطاع التمويل العقاري.


مقالات ذات صلة

«أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

عالم الاعمال «أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

«أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

أعلنت شركة «أنكس للتطوير»، التابعة لمجموعة «أنكس القابضة»، إطلاق مشروعها الجديد «إيفورا ريزيدنسز» الذي يقع في منطقة الفرجان.

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

بفضل النمو السكاني... توقعات باستمرار ارتفاع الطلب على العقارات السعودية

تتوقع وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» للتصنيف الائتماني، أن يظل الطلب على العقارات السكنية في السعودية مرتفعاً، لا سيما في الرياض وجدة، وذلك بفضل النمو السكاني.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جناح سلطنة عمان في معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» بالرياض (وزارة الإسكان العمانية)

سلطنة عمان تعرض مشروعات استثمارية في معرض «سيتي سكيب» بالرياض

عرضت سلطنة عمان خلال مشاركتها في أكبر معرض عقاري عالمي، «سيتي سكيب 2024» الذي يختتم أعماله الخميس في الرياض، مشروعاتها وفرصها الاستثمارية الحالية والمستقبلية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ارتفعت الإيجارات السكنية بنسبة 11 % في أكتوبر (واس)

التضخم في السعودية يسجل 1.9 % في أكتوبر على أساس سنوي

ارتفع معدل التضخم السنوي في السعودية إلى 1.9 في المائة خلال شهر أكتوبر على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد زوار يطلعون على أحد مشاريع الشركة الوطنية للإسكان في معرض «سيتي سكيب العالمي» (الشرق الأوسط)

«سيتي سكيب»... تحالفات محلية ودولية لرفع كفاءة العقار بالسعودية

شهد معرض «سيتي سكيب العالمي»، المقام حالياً في الرياض، عدداً من التحالفات المحلية والدولية ضمن الشركات المجتازة لبرنامج «الدعم والتمكين للتطوير العقاري».

بندر مسلم (الرياض)

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»