هي قرية صغيرة ونائية في أميركا تعتمد بالكامل على تصنيع الأسلحة النارية، بأنواعها، وتعد موطناً لأقدم مصنع من نوعه في هذه الصناعة بالولايات المتحدة ككل.
قرية إليون التابعة لولاية نيويورك، يسكنها 8000 شخص، وهي موطن ولادة مصنع «ريمينغتون» للأسلحة، الذي يبلغ عمره أكثر من 200 عام؛ لكنّها تجد نفسها الآن أمام مستقبل غامض بسبب المطالبات بإغلاق المصنع، الذي يعتمد عليه سكان القرية في عيشهم. هذه المطالبات جاءت بسبب تكرار حوادث القتل الجماعي وإطلاق النار العشوائي في أنحاء الولايات المتحدة، نظراً لإتاحة ملكية وحيازة الأسلحة النارية، وفقاً للقوانين الأميركية، بما جعل أغلب المنازل الأميركية بها أسلحة نارية شخصية.
وكان قد صدر مؤخراً قرار عن المحكمة الأميركية العليا يسمح لعائلات ضحايا حادث إطلاق ناري وقع عام 2012 بمدرسة «ساندي هوك» الابتدائية بمقاضاة هذا المصنع، لأنّه أنتج نوعية السلاح المستخدمة في الحادث، وهي بندقية «بوش ماستر إكس إم ـ 15» شبه الآلية.
وعند ترحيبهم بالزائرين، يقول سكان قرية إليون، إنّ اسم القرية واسم مصنع الأسلحة مترادفان، ولا يستثنى من ذلك عمدة القرية برايان لاميكا، الذي يجلس في مكتبه ويعلق خريطة على الحائط ولديه حب كبير للمصنع، الذي يعمل به 820 موظفاً وعاملاً.
ومصنع «ريمينغتون» هو السبب وراء وجود إدارة للشرطة خاصة بقرية إليون، وإدارة تعليمية، وهيئة المياه، وقد بنيت القرية حول المصنع، وليس العكس، وفقاً لما ذكره العمدة لصحيفة «يو إس إيه توداي»، مضيفاً: «من دون المصنع، فإنّ الحياة في القرية لن تكون مجدية». وقد فتح باب الخلاف في الرأي بين الأميركيين، الجدل بشأن طبيعة مراقبة استخدام الأسلحة النارية، فيما ينظر سكان القرية للأمر بصورة مختلفة، لأنّه على مدار 200 عام كان تصنيع الأسلحة أهم إنتاج قريتهم، وحتى تظل موجودة، فينبغي أن تبقى مصنعة للسلاح.
وأكد عمدة القرية أنّ «إليون ساهمت في بناء هذه الدولة، وهي الآن بحاجة إلى من يمد لها يد المساعدة»، وعندما بدأ مصنع «رامينجتون» العمل في قرية إليون عام 1816، حينما كانت الولايات المتحدة تحت قيادة رابع رئيس لها، وهو الرئيس الأميركي جيمس ماديسون الذي حكم بين 1809 وحتى 1817.
وبدأ مؤسس القرية والمصنع وهو إليفاليت رامينجتون العمل في تصنيع أسلحة نارية تستخدم في الصيد والرياضة، وفي بدايات المصنع كان يركز على إنتاج المسدسات، ثم البنادق، بأنواعها، لتسليح الجنود خلال الحرب الأهلية، وظلّ المصنع ينتج أسلحة نارية خلال كل حرب خاضتها الولايات المتحدة.
وفي أوقات ضعف السوق، كان العمال يصنعون ماكينات الحياكة والآلات الكاتبة والدراجات الهوائية، وعلى الرّغم من نمو أعمال المصنع ونقل مقر إدارته إلى مدينة ماديسون في ولاية نورث كارولاينا، وانتقال معظم تصنيعه خارج الولاية، فقد ظل مقره بالقرية قائماً، حيث كان عدد العاملين به حتى عشرين عاماً مضت 3000 عامل.
تاريخ هذا المصنع جعل أبناء القرية يدافعون عنها، وعن المصنع، وبدلاً من إغلاقه، فإنهم يؤكدون أنّه ينبغي معالجة مشكلة إطلاق النار العشوائي في الولايات المتحدة من حيث أسبابه الاجتماعية، وليس بإغلاق مصنع ارتبطت حياتهم به لأجيال متعاقبة.
مستقبل غامض لأهالي قرية أميركية يعيشون على إنتاج الأسلحة النارية
مستقبل غامض لأهالي قرية أميركية يعيشون على إنتاج الأسلحة النارية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة