رصد 13 ثقباً أسود تبعد عن الأرض نحو مليار سنة ضوئية

تصور وفره الفريق البحثي لمجرة قزمية شكلها مشوه
تصور وفره الفريق البحثي لمجرة قزمية شكلها مشوه
TT

رصد 13 ثقباً أسود تبعد عن الأرض نحو مليار سنة ضوئية

تصور وفره الفريق البحثي لمجرة قزمية شكلها مشوه
تصور وفره الفريق البحثي لمجرة قزمية شكلها مشوه

نجح فريق من علماء الفلك الأميركيين في اكتشاف 13 من الثقوب السوداء في مجرات قزمية، تبعد عن الأرض نحو «مليار سنة ضوئية». ومنذ تم الإعلان، العام الماضي، عن التقاط أول صورة في التاريخ للثقوب السوداء، تصاعد الاهتمام العالمي بهذه الظاهرة الفلكية، التي تعني وجود منطقة ذات كثافة شديدة في الفضاء، تتضمن كتلة كبيرة مضغوطة تفوق مليون كتلة شمسية، بحيث يستحيل على أي شيء الإفلات من قوة جاذبيتها.
وتسابقت الفرق البحثية في العالم إلى محاولة اكتشاف مزيد من الثقوب السوداء، بخلاف الثقب الذي تم تصويره في مجرة «مسييه 87»، التي تقع على بعد نحو 55 مليون سنة ضوئية من الأرض، واعتبرت صورته من أهم أحداث عام 2019 الفلكية.
ومن بين الجهود التي قدمت في هذا المجال، ما توصل له علماء الفلك بجامعة ولاية «مونتانا» الأميركية، من اكتشاف 13 ثقباً جديداً، وتم نشر دراسة عن هذا الاكتشاف في العدد الأخير من «مجلة الفيزياء الفلكية».
واكتشفت هذه الثقوب الجديدة في مجموعة من صغار المجرات، التي تبعد عن الأرض نحو مليار سنة ضوئية، وتسمى بـ«المجرات القزمية»، حيث تقل كتلتها أكثر من 100 مرة عن كتلة مجرة «درب التبانة»، التي ينتمي لها كوكب الأرض، ويقدر متوسط كتلتها بنحو 400 ألف ضعف كتلة الشمس، وتعد من أصغر المجرات المعروفة باستضافة الثقوب السوداء.
واستخدم الفريق البحثي التلسكوب الراديوي الأكثر تقدماً في العالم (VLA)، الموجود في «المرصد الوطني لعلم الفلك الراديوي»، بأميركا، وذلك بعدما نجحت قائدة الفريق البحثي في استخدام التلسكوب ذاته في اكتشاف أول ثقب أسود هائل في مجرة قزمية عام 2011.
ويقول تقرير نشره موقع «المرصد الوطني لعلم الفلك الراديوي»، أمس، إن «هذا الاكتشاف كان مفاجأة لعلماء الفلك، وحفز على إجراء المزيد من الأبحاث التي استخدمت التلسكوب ذاته». وكشفت ملاحظات التلسكوب أن 13 من هذه المجرات لديها دليل قوي على وجود ثقب أسود هائل يستهلك المواد المحيطة بنشاط.
وتقول إيمي راينس، الباحثة الرئيسية بالدراسة، «فوجئنا عندما وجدنا أنه في نصف هذه المجرات، البالغ عددها 13 مجرة تقريباً، لا يوجد الثقب الأسود في منتصف المجرة، على عكس الحال في المجرات الكبيرة».


مقالات ذات صلة

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الكويكبات الجديدة رُصدت بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً

تمكن فريق من علماء الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة من رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق رحلة ولادة الكسوف الاصطناعي (أ.ب)

«عرض تكنولوجي» فضائي يمهِّد لولادة أول كسوف شمسي اصطناعي

انطلق زوج من الأقمار الاصطناعية الأوروبية إلى الفضاء، الخميس، في أول مهمّة لإنشاء كسوف شمسي اصطناعي من خلال تشكيل طيران فضائي مُتقن.

«الشرق الأوسط» (كيب كانافيرال فلوريدا )

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.