«مسام» ينزع 1600 لغم خلال أسبوع وصور سليماني على بنادق حوثية

جانب من عمل المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام)
جانب من عمل المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام)
TT

«مسام» ينزع 1600 لغم خلال أسبوع وصور سليماني على بنادق حوثية

جانب من عمل المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام)
جانب من عمل المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام)

ذكرت مصادر يمنية في محافظة الضالع، حيث يشتعل عدد من الجبهات القتالية، توزيع قيادات حوثية صور قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي قضى بغارة أميركية في بغداد صباح الجمعة الماضي، ليضعها المقاتلون على بنادقهم.
جاء ذلك في الوقت الذي أعلنت الفرق الهندسية الاختصاصية العاملة ضمن مشروع نزع الألغام «مسام» الذي ينفذه «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في اليمن»، نزع 1668 لغما وذخيرة غير منفجرة في الأسبوع الأول من شهر يناير (كانون الثاني) من الشهر الجاري، في الوقت الذي نزعت الفرق الهندسية التابعة للجيش الوطني اليمني أكثر من 37 ألف لغم كانت قد زرعتها ميليشيا الحوثي في مناطق عدة بمحافظة حجة.
وقال مدير عام مشروع «مسام»، أسامة القصيبي، إن «فرق المشروع نزعت خلال الأسبوع الأول من شهر يناير 1668 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة». وأضاف القصيبي، وفقا لما نقل عنه الموقع الإلكتروني للمشروع، أن «الفرق نزعت خلال الأسبوع الأول من هذا الشهر 901 ذخيرة غير منفجرة و8 عبوات ناسفة»، و«نزعت خلال الأسبوع ذاته 741 لغما مضادا للدبابات و18 لغما مضادا للأفراد».
وذكر أن «مجموع ما نزعته فرق المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن مسام منذ يونيو (حزيران) 2018 ولغاية يوم الثاني من يناير بلغ 121813 تنوعت بين ألغام، ذخائر غير منفجرة وعبوات ناسفة». في المقابل، نزعت الفرق الهندسية التابعة للجيش الوطني اليمني «أكثر من 37 ألف لغم كانت قد زرعتها ميليشيا الحوثي في مناطق عدة بمحافظة حجة».
وبحسب مصدر في الجيش، وفقا لما أورده موقع «مسام»، فإن «معظم الألغام تم نزعها من مديريات ميدي وحيران وحرض وأجزاء من مديرية عبس». موضحا أن «الحوثيين زرعوا الألغام في الطرق الرئيسية والفرعية وفي محيط منازل المواطنين ومزارعهم».
ميدانيا، اندلعت مواجهات، وصفت بالأعنف، خلال الساعات الماضية، بين القوات المشتركة من الجيش الوطني وميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، في عدد من المواقع في محافظة الحديدة الساحلية، غربا، حيث المحافظة التي تشهد هدنة أممية هشة منذ نهاية العام 2018، وأفادت مصادر بأن المواجهات اندلعت عقب تصدي القوات لمحاولات تسلل مجاميع انقلابية إلى مواقع الجيش الوطني بما فيها مواقع شرق مديرية الدريهمي، جنوبا، ما أسفر عن اندلاع المعارك وإجبار الميليشيات الانقلابية على التراجع والفرار بعد مواجهات استمرت لساعات.
تزامن ذلك، مع استهداف الميليشيات الانقلابية مواقع تقع تحت نطاق نقاط المراقبة المشتركة، التي وضعتها لجنة المراقبة الأممية في مدينة الحديدة، حيث أفادت ذات المصادر بأن «ميليشيات الحوثي الانقلابية تواصل اختراقها للهدنة الأممية دون احترام لأي عهود أو وعود أطلقتها، وذلك من خلال القصف المستمر على مواقع القوات المشتركة بما فيها مواقع وجود نقاط الارتباط الأولى في شارع الخميس بمدينة الحديدة مستخدمة مختلف الأسلحة».
كما استهدفت ميليشيات الانقلاب أحياء سكنية في الأطراف الشمالية بمديرية حيس، جنوب الحديدة، بالقذائف المدفعية والأسلحة الثقيلة والمتوسطة والأسلحة القناصة، بشكل عنيف، دون ذكر خسائر بشرية إن وجدت سوى خلق حالة من الخوف والذعر في أوساط المواطنين المدنيين، خاصة بين الأطفال والنساء، جراء تعمد ميليشيات الحوثي الانقلابية ارتكاب المزيد من الجرائم الوحشية بحق المدنيين. وأوضحت المصادر، أن حالة من الخوف والذعر سادت صفوف المدنيين في منازلهم، لا سيما النساء والأطفال منهم، حيث تتعمد الميليشيات الحوثية ارتكاب الجرائم الوحشية بقتل المدنيين الأبرياء وتشريدهم من منازلهم. وتمكنت قوات الجيش الوطني من التصدي لهجوم حوثي، السبت، على مواقع في مديرية المتون بمحافظة الجوف، شمالا.
وقال مصدر عسكري رسمي إن مدفعية الجيش الوطني استهدفت تجمعا لميليشيات الحوثي في مديرية المتون كانت تحاول التقدم باتجاه مواقع الجيش في جبهة حامل شمال المديرية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف ميليشيات الانقلاب.
وعلى وقع المعارك العنيفة التي تشهدها الجبهات الشمالية والغربية في محافظة الضالع، بجنوب البلاد، وسط تقدم الجيش الوطني وتكبيد الميليشيات الانقلابية الخسائر البشرية والمادية، كشفت مصادر محلية في محافظة الضالع، عن توزيع «الميليشيات الحوثية منشورات ورقية لمقاتليها المرابطين في جبهات الضالع كتبت فيها بعضا من المعلومات التي تتحدث عن قاسم سليماني»، وذكرت المصادر، التي نقل عنها المركز الإعلامي لمحافظة الضالع، أنه من «بين المنشورات التي تم توزيعها على مقاتلي الميليشيات صور ورقية (لاصقة) لسليماني طبعت في الهواتف المحمولة ومخازن بنادق الحوثيين هناك، ووزعت أيضا على المواطنين وعلقت في أغلب المحلات التجارية في بعض المناطق التي لا تزال تسيطر عليها الميليشيات غرب الضالع»، مؤكدة أن «هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها ميليشيات الحوثي في بعض مناطق المحافظة على نشر وتوزيع صور قيادات إيرانية في الضالع، كما تعودت على توزيعها في العاصمة المحتلة صنعاء، الأمر الذي يوضح ارتباط الجماعة الحوثية بعلاقه تاريخية مع طهران».
يأتي ذلك في الوقت الذي تخوض فيه القوات المشتركة من الجيش الوطني في الضالع وأبرزها المناطق المتاخمة لجبهة الفاخر لاستكمال تحريرها من قبضة ميليشيات الحوثي الانقلابية، ومن ثم التوجه لتحرير ما تبقى من محافظة إب، وسط اليمن.
إلى ذلك، دشنت هيئة الإسناد اللوجيستي بالقوات المسلّحة العام الجديد 2020 من خلال إطلاق الكثير من الأنشطة العسكرية على مستوى رئاسة الهيئة ودوائرها لما من شأنه تأمين المهام اللوجستية بكافة أنواعها وتغطية كل يحتاجه أبطال القوات المسلّحة في جبهات الشرف وميادين البطولة.
وأشاد نائب رئيس هيئة الإسناد اللوجيستي، العميد الركن عبد العزيز الفقيه، بمستوى تنفيذ الخطط والبرامج في العام المنصرم، وبجهود وتفاني جميع العاملين في الهيئة ودوائرها في أداء واجبهم الوطني وعلى رأسهم رئيس الهيئة اللواء الركن أحمد محمد الولي.
جاء ذلك خلال اجتماع عقد في مقر الهيئة بمحافظة مأرب، الأحد، وضم عدداً من مديري الدوائر، حيث شدد الفقيه، خلال الاجتماع، على «بذل المزيد من الجهود خلال العام الجديد 2020 ورفع شعار العمل بروح الفريق الواحد الحريص على التكامل والتعاون من أجل تنفيذ كل ما من شأنه تقديم أفضل الخدمات لأبطال الجيش وتأمينهم بكل ما يلزم»، وعلى «رفع مستوى الانضباط وتحقيق مستويات عالية لتنفيذ الخطط السنوية ومهام وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان على الوجه الأمثل».
وأكد، وفقا للمركز الإعلامي للجيش الوطني، على «ضرورة الاهتمام بجانب التدريب والتأهيل للعاملين في الهيئة ودوائرها وإسقاط الخطط على مستوى الشعب وتحويلها إلى خرائط للتنفيذ».
وأقر الاجتماع، الذي ضم عدداً من مديري الدوائر، جملة من التوصيات والمحددات لتنفيذ الخطط السنوية للعام التدريبي والقتالي والعملياتي والإعداد المعنوي 2020م للهيئة ودوائرها الكل حسب اختصاصه.
وشدد المجتمعون على «الأخذ في الاعتبار بمخرجات ومؤشرات التقارير السنوية للعام المنصرم 2019 وتلافي كل جوانب القصور وتعزيز الجوانب الإدارية خلال العام الجديد».


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».