الغاز الإسرائيلي يشعل جلسة نواب الأردن

TT

الغاز الإسرائيلي يشعل جلسة نواب الأردن

قطع رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة، الطريق على «كتلة الإصلاح» المحسوبة على جماعة «الإخوان المسلمين»، غير المرخصة في البلاد، بعد محاولاتهم تحويل جلسة نيابية لمناقشة مذكرة طرح الثقة بالحكومة، على خلفية بدء وصول الغاز الإسرائيلي للمملكة.
كانت كتلة «الإصلاح» النيابية أعلنت ليلة السبت أنها ستقدم مذكرة طرح ثقة بالحكومة في جلسة يوم الأحد، احتجاجاً على رفض الحكومة المطالب الشعبية بإلغاء اتفاقية استيراد الغاز الإسرائيلي، التي تسببت في احتجاجات واسعة في البلاد، دون أن تقدم الحكومة أي تفسيرات اقتصادية حولها.
وفي مطلع جلسة أمس الأحد، رفض رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، محاولات نيابية لتحويل الجلسة التشريعية المقررة سابقاً إلى جلسة رقابية لطرح الثقة بالحكومة، وهو المقترح الذي تبنته كتلة «الإصلاح» التي اتهمها الطراونة بالبحث عن الشعبية، بعد قطعه للصوت عن مداخلات أعضائها. وقال: «لن أقبل لي ذراع المجلس، ومذكرة حجب الثقة وصلتني عبر (وتساب)»، مضيفاً: «نحن في الربع الساعة الأخيرة من ماراثون عمر المجلس النيابي، ولا معنى للمزاودات في طرح الثقة، دعونا نلتزم بنظامنا الداخلي وجدول أعمال الجلسة».
مباشرة، طلب رئيس الحكومة عمر الرزاز، حق الكلام، معلناً عزم الحكومة مراجعة كل اتفاقيات الطاقة، مطالباً بإهمال الحكومة للإجابة على أسئلة النواب في جلسة رقابية لاحقة، وهو ما كان متفقاً عليه بين الرزاز والطراونة قبيل الجلسة، كما علمت «الشرق الأوسط».
وفيما انسحب نواب كتلة «الإصلاح» من الجلسة، ولحقهم عدد آخر، رفض نواب آخرون أسلوب زملائهم، وقال رئيس لجنة الطاقة في مجلس النواب حسين القيسي، إن لا فرق بين المنسحبين من الجلسة والباقين، فالجميع «يرفض اتفاقية الغاز المشؤومة»، على حد وصفه، رافضاً الخروج على نصوص الدستور والنظام الداخلي، والمطالبة بتحويل الجلسة إلى رقابية لمناقشة طرح الثقة بالحكومة.
وتسبب وصول الغاز الإسرائيلي إلى المملكة في ردود فعل واسعة، كان آخرها مسيرة شعبية حاشدة يوم الجمعة الماضية في وسط العاصمة عمان، فيما تتمسك الحكومة بموقفها بأن شركة الكهرباء الوطنية أبرمت اتفاقية مع شركة «نوبل إنيرجي» الأميركية، لتزويد البلاد بحاجتها من آبار الغاز الإسرائيلية، وهو ما يعارضه مجلس النواب، على الرغم من فتوى المحكمة الدستورية التي أكدت جواز إبرام الاتفاقية دون الحاجة لعرضها على مجلس النواب.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».