5 آلاف سنة من الفن الآسيوي تحت سقف واحد في متحف بروكلين الأميركي

لا تعد عملية إعادة تصميم الجناح الآسيوي داخل أحد المتاحف الأميركية أمراً هيناً، حيث كيف يمكن توصيل الخطوط الأساسية التي تفصل بين «الفن الصيني» و«الفن الياباني» بشكل واضح، وذلك بجانب إبراز التنوع المذهل لهذه الثقافات القديمة والمكتظة بالسكان بشكل منصف؟، الحقيقة أن متحف بروكلين، وهو أحد رواد جمع الفنون الآسيوية منذ أكثر من قرن من الزمان، قد استطاع حل هذه المشاكل الشائكة التي تحظى باهتمام كبير في معارضه اليابانية والصينية.
فقد تم دمج القطع المعاصرة، بما في ذلك 50 لوحة وتمثالاً لفنانين صينيين أو من أصول صينية، كان المتحف قد حصل عليها خلال السنوات الـ5 الماضية، معاً، بينما يحتل عمل الفنان الصيني شو بينغ، الذي يمزج بين الخط الصيني والأبجدية الرومانية غرفة خاصة، وقد نجح القائمون على المتحف في وضع 5 آلاف سنة من الفن الآسيوي في مكان واحد.
ولأن أحد أهم الأمور في الثقافة البصرية الصينية هو السحر المتأصل في الحبر والورق، فقد عرض المتحف عملاً ليانغ شيشانغ يسمى «100 طبقة من الحبر»، وهو رسم لامع على قطعة متجانسة مصنوعة من ورق الأرز المشبع بالحبر.
ويبرز عمل الفنان وانغ تياند المرسوم بالحبر ويحمل «خريطة قمم ثلجية لجبال بعيدة»، وهو عمل يذكر المشاهد بأن الحاجز في الفن الغربي بين التجريد والتشخيص لم ينتقل كثيراً خارج حدوده.
ويوفر المتحف عرضاً سريعاً للأواني والأوعية العتيقة التي تعبر عن حضارة مرت بفخامة لا مثيل لها دون أن تتخلى أبداً عن أذواق ما قبل التاريخ، فهناك الأحجار بالأبيض والأسود من عهد أسرة سونغ (من 960 إلى 1279)، كما أن هناك وعاءً برونزياً على شكل إوزة، ويعود تاريخه إلى ألفي سنة من عهد أسرة هان، وهو يحظى بسحر لا يقاوم، ويتلاقى هذا الجمال مع جمال وعاء آخر باللون الأزرق والأبيض من القرن الرابع عشر تم اكتشافه في مرأب في لونغ آيلاند في 1952.
وهناك وعاء آخر بسيط، يرجع تاريخه لـ4 أو 5 آلاف سنة، والذي يشير إلى التاريخ الطويل للغاية للطين الياباني، ولكن أهم ما يميز هذا القسم، إن لم يكن الجناح الجديد بالكامل، هو مجموعة من القطع المعاصرة المصنوعة من السيراميك، فهناك إناء على شكل حبة لوز، والذي تم عمله بواسطة فوجيوكا شوهي، في 2013. وهناك قطع أخرى مذهلة لا يستطيع من يراها نسيانها.
- خدمة: «نيويورك تايمز»