سفير إيران بالأمم المتحدة: قتل سليماني يعادل إعلان حرب

السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي (أرشيف - رويترز)
السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي (أرشيف - رويترز)
TT

سفير إيران بالأمم المتحدة: قتل سليماني يعادل إعلان حرب

السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي (أرشيف - رويترز)
السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي (أرشيف - رويترز)

قال السفير الإيراني في الأمم المتحدة، أمس (الجمعة)، إن قتل قاسم سليماني، أبرز قائد عسكري إيراني، في ضربة جوية أميركية أشبه بشن حرب، وإن «الردّ على عمل عسكري يكون بعمل عسكري»، وفقاً لوكالة «رويترز».
وأفاد السفير مجيد تخت روانجي في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية إن الولايات المتحدة دخلت بـ«اغتيال» سليماني مرحلة جديدة، بعدما بدأت «حرباً اقتصادية» بفرض عقوبات مشددة على إيران في عام 2018.
وأضاف السفير: «لذلك كان هذا فصلاً جديداً يعادل بدء حرب ضد إيران».
وقال روانجي مكرراً تصريحات زعماء إيرانيين إن بلاده ستوجّه رداً قاسياً.
وكان السفير أبلغ مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في وقت سابق، أمس، بأن بلاده تحتفظ بحقها في الدفاع عن النفس، بموجب القانون الدولي، بعدما قتلت الولايات المتحدة سليماني قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الإيراني».
وقتلت الولايات المتحدة سليماني في هجوم بالعراق بتفويض من الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وقال مسؤول كبير بإدارة ترمب إن سليماني كان يخطط لهجمات وشيكة على أميركيين بالشرق الأوسط.
وقد تسعى الولايات المتحدة إلى تبرير قتل سليماني بالمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تغطي حق الدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسها ضد هجوم مسلح. وتلزم تلك المادة الدول بإبلاغ مجلس الأمن الدولي «على الفور» عن أي إجراءات تتخذ للدفاع عن النفس.
واستخدمت الولايات المتحدة المادة 51 لتبرير تحركها في سوريا ضد تنظيم «داعش» عام 2014. وقال دبلوماسيون إن المجلس لم يتلقَّ بعد رسالة من واشنطن بشأن قتل سليماني. وأوضح فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام في بيان أن غوتيريش يشعر بقلق بالغ بشأن التصعيد الأخير في التوتر بالشرق الأوسط.
وأضاف المتحدث: «هذه لحظة ينبغي فيها للزعماء ممارسة أقصى درجات ضبط النفس».

في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم القضاء الإيراني غلام حسين إسماعيلي أن السلطة القضائية ستتابع بالتعاون مع وزارة الخارجية مقتل سليماني أمام المحافل الدولية.
وقال إسماعيلي في تصريح نقلته وكالة الأنباء الألمانية السبت، إن «قيام الحكومة الأميركية المجرمة باغتيال الفريق سليماني وأبو مهدي المهندس ومرافقيهما، يعتبر من الناحية القانونية عملاً إرهابياً ومثالاً بارزاً للإرهاب». وأضاف: «إنه عمل وحشي ضد حقوق الإنسان وفيه انتهاك لكل القوانين الدولية، فالشهيد سليماني بصفته مسؤولاً رفيع المستوى، كان ضيفاً رسمياً بدعوة من مسؤولي الحكومة العراقية، وحكومة أجنبية لها وجود غير قانوني في هذا البلد ارتكبت هذه الجريمة».
وتابع إسماعيلي: «نقول للأميركيين ينبغي ألا تفرحوا بصمت منظمات حقوق الإنسان والمتشدقين بحقوق الإنسان والقوانين الدولية. بصفتنا الجهاز القضائي سنتعاون مع وزارة الخارجية، وكذلك لجنة حقوق الإنسان في متابعة هذه الجريمة في المحافل الدولية».
 

 



زوكربيرغ يسرح مدققي الحقائق من «فيسبوك» و«إنستغرام»

لوغو شركة «ميتا» في ولاية كاليفورنيا (أ.ف.ب)
لوغو شركة «ميتا» في ولاية كاليفورنيا (أ.ف.ب)
TT

زوكربيرغ يسرح مدققي الحقائق من «فيسبوك» و«إنستغرام»

لوغو شركة «ميتا» في ولاية كاليفورنيا (أ.ف.ب)
لوغو شركة «ميتا» في ولاية كاليفورنيا (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ، اليوم الثلاثاء، عن عدد من التغييرات الشاملة التي ستغير بشكل كبير الطريقة التي يتم بها تعديل المنشورات ومقاطع الفيديو والمحتوى الآخر عبر الإنترنت.

وستعدل «ميتا» سياسات مراجعة المحتوى على «فيسبوك» و«إنستغرام»، حيث سيتم تسريح مدققي الحقائق وتعتمد بدلاً منهم على «ملاحظات المجتمع» التي يُنشئها المستخدمون، على غرار موقع «إكس» المملوك للملياردير إيلون ماسك.

تأتي التغييرات قبل تولي الرئيس المنتخب دونالد ترمب منصبه مباشرة. وانتقد ترمب زوكربيرغ و«ميتا» لما يراه رقابة على الأصوات اليمينية.

وقال زوكربيرغ في مقطع فيديو يعلن فيه عن السياسة الجديدة، اليوم الثلاثاء: «كان مدققو الحقائق متحيزين سياسياً للغاية، ودمروا المزيد من الثقة أكثر مما خلقوها». وتابع: «ما بدأ كحركة لتكون أكثر شمولاً تم استخدامه بشكل متزايد لإسكات الآراء وإقصاء الأشخاص ذوي الأفكار المختلفة، وقد ذهب الأمر إلى أبعد من ذلك».

ومع ذلك، أقر زوكربيرغ بوجود «مقايضة» في السياسة الجديدة، مشيراً إلى أن المزيد من المحتوى الضار سيظهر على المنصة نتيجة لتغييرات تعديل المحتوى.

وقال جويل كابلان، رئيس الشؤون العالمية المعين حديثاً في «ميتا»، لشبكة «فوكس»، اليوم الثلاثاء، إن شراكات «ميتا» مع مدققي الحقائق من جهات خارجية كانت «حسنة النية في البداية، ولكن كان هناك الكثير من التحيز السياسي فيما اختاروا التحقق من الحقائق وكيفية ذلك»، وفق ما أفادت شبكة «سي إن إن» الأميركية.

ويأتي هذا الإعلان في خضم تحول آيديولوجي أوسع نطاقاً نحو اليمين داخل صفوف شركة «ميتا» العليا، وفي الوقت الذي يسعى فيه زوكربيرغ إلى تحسين علاقته مع ترمب قبل تولي الرئيس المنتخب منصبه في وقت لاحق من هذا الشهر.

وأعلنت «ميتا» أن حليف ترمب والرئيس التنفيذي لبطولة القتال النهائي المعروفة باسم «UFC» دانا وايت، سينضم إلى مجلس إدارتها، إلى جانب مديرين جديدين آخرين. كما قالت «ميتا» إنها ستتبرع بمليون دولار لصندوق تنصيب ترمب، وإن زوكربيرغ يريد أن يلعب «دوراً نشطاً» في مناقشات السياسة التكنولوجية.

واعترف كابلان، وهو جمهوري بارز تمت ترقيته إلى أعلى منصب سياسي في الشركة، الأسبوع الماضي، بأن الإعلان الصادر، اليوم الثلاثاء، مرتبط بشكل مباشر بالإدارة المتغيرة. وقال إنه «لا شك أن هناك تغييراً على مدى السنوات الأربع الماضية. لقد رأينا الكثير من الضغوط المجتمعية والسياسية، وكل ذلك في اتجاه المزيد من المحتوى، والاعتدال، والمزيد من الرقابة، ولدينا فرصة حقيقية. والآن لدينا إدارة جديدة، ورئيس جديد قادم من المدافعين الكبار عن حرية التعبير، وهذا يُحدث فرقاً».

وعدّت شبكة «سي إن إن» أن تلك التغيرات تمثل انقلاباً مذهلاً في كيفية تعامل شركة «ميتا» مع الادعاءات الكاذبة والمضللة على منصاتها.

في عام 2016، أطلقت الشركة برنامجاً مستقلاً للتحقق من الحقائق، في أعقاب مزاعم بأنها فشلت في منع الجهات الفاعلة الأجنبية من الاستفادة من منصاتها لنشر المعلومات المضللة وزرع الفتنة بين الأميركيين. في السنوات التي تلت ذلك، استمرت في التعامل مع انتشار المحتوى المثير للجدل على منصتها، مثل المعلومات المضللة حول الانتخابات، والقصص المناهضة للتطعيم، والعنف وخطاب الكراهية.

أسست الشركة فرقاً للسلامة، وقدمت برامج آلية لتصفية أو تقليل ظهور الادعاءات الكاذبة، وأنشأت نوعاً من المحكمة العليا المستقلة لقرارات الاعتدال الصعبة، والمعروفة باسم مجلس الرقابة.

وعدّت الشبكة الأميركية أن زوكربيرغ يسير على خطى زميله زعيم وسائل التواصل الاجتماعي إيلون ماسك، الذي قام بعد الاستحواذ على «إكس»، المعروفة آنذاك باسم «تويتر»، في عام 2022، بتفكيك فرق التحقق من الحقائق في الشركة، وجعل تسميات السياق التي ينشئها المستخدم، والتي تسمى «ملاحظات المجتمع»، هي الطريقة الوحيدة للمنصة لتصحيح الادعاءات الكاذبة.