«حماس» و«الجهاد» تنعيان سليماني كـ«قائد شهيد»

TT

«حماس» و«الجهاد» تنعيان سليماني كـ«قائد شهيد»

التزمت الرئاسة الفلسطينية الصمت، ولم تعقب السلطة أو حركة «فتح» على اغتيال الولايات المتحدة قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني، قاسم سليماني، فيما نعته حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، ووصفتاه بـ«الشهيد القائد».
وقدمت حركة «حماس» التعازي للمسؤولين والشعب الإيراني، قائلة إن سليماني كان أحد أبرز القادة العسكريين الإيرانيين، وكان له دور بارز في دعم المقاومة الفلسطينية في مختلف المجالات. كما تقدمت «حماس» بالتعزية للشعب العراقي في «استشهاد عدد من أبنائه، جراء الغارة الأميركية الغادرة». ودانت الحركة ما سمته «العربدة والجرائم الأميركية المستمرة في زرع وبث التوتر في المنطقة خدمة للعدو الصهيوني المجرم». وحملت «حماس» الولايات المتحدة «المسؤولية عن الدماء التي تسيل في المنطقة العربية، خاصة أنها بسلوكها العدواني تؤجج الصراعات دون أي اعتبار لمصالح الشعوب وحريتها واستقرارها».
من جانبها، أشادت «حركة الجهاد الإسلامي» بسليماني و«مواقفه الداعمة لفلسطين منذ عقود»، وخصصت جزءاً من نعيها لنائب قائد «الحشد الشعبي» في العراق، أبو مهدي المهندس، الذي قتل مع سليماني. وقالت «الجهاد» في بيان «إنّ القائدين سليماني والمهندس، كانا قائدين فذين وعلماً كبيراً في موقفهم الجهادي منذ عقود في فلسطين والمنطقة». وأضافت: «إن اغتيال القائدين يعكس جرائم الولايات المتحدة المنحازة للاحتلال (الإسرائيلي)، وإن العملية الجبانة لن تربك حركات المقاومة ولا محورها في المواجهة، وإنها لن تتردد في مسيرتها نحو أهدافها الكبرى في تحرير فلسطين وبيت المقدس». وتابعت أن «العراق سيبقى دوماً عصياً برجاله على الخضوع للهيمنة والسيطرة الأميركية، وسيبقى مجاهدوه ومقاتلوه سداً منيعاً في وجه الاحتلال».
وحظي سليماني بإشادات خاصة من الأجنحة العسكرية لكل من «حماس» و«الجهاد». وزفت «كتائب القسام» التابعة لـ«حماس» سليماني، وقالت في بيان إن «الحاج قاسم عمل على تقديم كافة أشكال الدعم للمقاومة لمجابهة العدو الصهيوني، حيث إن دوره الكبير في هذا المسار جعله هدفاً كبيراً لأميركا والعدو الصهيوني». وأضافت أنها «كمقاومة في فلسطين» ستواصل طريقها «في مواجهة العدو الصهيوني منبع الشرور في المنطقة بأسرها، ونحن على يقين بأن دماء الحاج قاسم سليماني ستكون لعنة على القتلة وعلى الاحتلال».
وأصدرت أيضاً «سرايا القدس» التابعة لـ«الجهاد» بياناً قالت فيه إن قاسم سليماني «أشرف على امتداد عقدين من الزمان على الدعم المباشر لفلسطين ونقل الخبرات العسكرية والأمنية لمجاهديها». وأضافت: «إن (سرايا القدس) تودع قائداً مجاهداً لطالما بث الرعب في قلب أميركا والكيان الصهيوني. إن محور المقاومة لن يُهزم ولن ينكسر، وسيزداد تماسكاً وقوة في مواجهة المشروع الصهيوأميركي».
ودانت فصائل يسارية كذلك، بينها «الشعبية» و«الديمقراطية» والحزب الشيوعي وأجنحة عسكرية عاملة بالقطاع، قتل سليماني والمهندس. واستندت بعض الفصائل الفلسطينية إلى علاقتها بإيران، وأخرى إلى رفضها أي عمل أميركي في المنطقة، أياً كانت دوافعه. أما الفلسطينيون، فانقسموا على وسائل التواصل الاجتماعي بين معزين ومتشفين أو رافضين التدخل الأميركي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».