نيكول تنوري: على الإعلامي أن يكون الأقرب إلى الموضوعية في كل الحالات

نيكول تنوري هي الوجه الأكثر ظهورا على شاشة «العربية»، بحكم تاريخها مع مؤسسة «إم بي سي»، فقد التحقت بالمؤسسة سنة 1992، وما زالت فيها إلى اليوم. ولدت بالقرب من مدينة زحلة في لبنان، وأحبت العمل الإعلامي منذ شبابها، وتدرجت في عملها الإعلامي منذ الثمانينات وإلى اليوم، وما زالت تحوز على إعجاب المشاهدي...
نيكول تنوري هي الوجه الأكثر ظهورا على شاشة «العربية»، بحكم تاريخها مع مؤسسة «إم بي سي»، فقد التحقت بالمؤسسة سنة 1992، وما زالت فيها إلى اليوم. ولدت بالقرب من مدينة زحلة في لبنان، وأحبت العمل الإعلامي منذ شبابها، وتدرجت في عملها الإعلامي منذ الثمانينات وإلى اليوم، وما زالت تحوز على إعجاب المشاهدي...
TT
20

نيكول تنوري: على الإعلامي أن يكون الأقرب إلى الموضوعية في كل الحالات

نيكول تنوري هي الوجه الأكثر ظهورا على شاشة «العربية»، بحكم تاريخها مع مؤسسة «إم بي سي»، فقد التحقت بالمؤسسة سنة 1992، وما زالت فيها إلى اليوم. ولدت بالقرب من مدينة زحلة في لبنان، وأحبت العمل الإعلامي منذ شبابها، وتدرجت في عملها الإعلامي منذ الثمانينات وإلى اليوم، وما زالت تحوز على إعجاب المشاهدي...
نيكول تنوري هي الوجه الأكثر ظهورا على شاشة «العربية»، بحكم تاريخها مع مؤسسة «إم بي سي»، فقد التحقت بالمؤسسة سنة 1992، وما زالت فيها إلى اليوم. ولدت بالقرب من مدينة زحلة في لبنان، وأحبت العمل الإعلامي منذ شبابها، وتدرجت في عملها الإعلامي منذ الثمانينات وإلى اليوم، وما زالت تحوز على إعجاب المشاهدي...

نيكول تنوري هي الوجه الأكثر ظهورا على شاشة «العربية»، بحكم تاريخها مع مؤسسة «إم بي سي»، فقد التحقت بالمؤسسة سنة 1992، وما زالت فيها إلى اليوم. ولدت بالقرب من مدينة زحلة في لبنان، وأحبت العمل الإعلامي منذ شبابها، وتدرجت في عملها الإعلامي منذ الثمانينات وإلى اليوم، وما زالت تحوز على إعجاب المشاهدين والمعنيين لكفاءتها. خلال هذا التدرج لم يبرح الإعلام يشكل حبها المهني الوحيد، كما تذكر في هذا الحوار:
* كيف ومتى اخترت العمل الإعلامي؟
- درست مادة الإعلام في الجامعة اللبنانية. ونشبت الحرب اللبنانية قبل تخرجي بعامين. التحقت بالإذاعة اللبنانية كصحافية ومراسلة، وكنت أتوجه إلى دار الإذاعة تحت القصف، وأواظب على الحضور في وقت كان فيه كثير من الموظفين لا يظهرون إلا للتوقيع ثم الانصراف، هربا من احتمالات القصف. كنت أنزل لميادين المعارك، وألتحق بقوات الجيش اللبناني وعملياته، ثم غطيت القصر الجمهوري، وذلك ما بين عامي 1989 و1991.
* ما الدوافع الخاصة وراء كل هذا الجهد؟
- دوافعي كانت الرغبة في الوصول إلى حقيقة ما يجري. أعتقد أن الإعلامي والإعلامية مطالبان بتحري الحقيقة، لكي نعرف الأشياء كما هي، ونراها بوضوح أكثر. إنها الرغبة في المعرفة قبل كل شيء.
* هل كان العمل مذيعة رغبتك من البداية؟
- كنت أريد أن أكون مراسلة ومذيعة في الوقت ذاته. وتدرجت كثيرا في العمل، وكانت نقطة التحول المهمة عندي تسلمي وظيفة مراسلة في محطة «إم بي سي» التي أتاحت لي ممارسة المهنة التي اخترتها عن قناعة.
* كيف تم لك العمل مع هذه المحطة؟
- جاءني من يخبرني أن هناك محطة تلفزيونية جديدة سيتم إنشاؤها في لندن، وأنها تبحث عن صحافيين ومذيعين. نصحني بالاتصال بها، وهذا ما فعلته. قدمت الطلب وتمت الموافقة، فانتقلت إلى لندن، وبدأت ممارسة عملي الذي من أجله غطيت الحرب البوسنية بعد معارك بيروت.
* من كاتبك المفضل محليا أو عالميا؟
- (بلا تردد) بوابلو كويلو بلا ريب. أيضا غادة السمان وتوفيق يوسف عواد وأمين معلوف.. هؤلاء من يخطر على بالي سريعا ممن أحب قراءتهم.
* ومن بين الإعلاميين؟
- قدوتي، يمكن أن أقول، هي ماغي فرح. كانت نجمة إذاعية وتلفزيونية، والآن هي معتزلة. كنت أحب سماعها وسماع طريقتها في الحكي. في قراءة الخبر. لا أستطيع أن أقول إنها كانت متكاملة في كل شيء، لكني ما زلت أراها متميزة. أجنبيا، هناك كثير من الحسنات في كثير من الشخصيات التلفزيونية، ولا أحد لديه كل شيء. ولا يمكن تقليد شخص بمفرده.
* هل تتأثرين بالأخبار السياسية على نحو شخصي؟ بمعنى هل تستطيعين الحفاظ على مسافة بينك وبين الخبر؟
- لا أستطيع إلا أن أنحاز إذا كان الموضوع إنسانيا؛ إذا شاهدت أطفالا أو عجائز يتعرضون للأذى، إذا شاهدت الفلسطينيين في وضع مؤلم. الموضوع الإنساني يهمني وأنحاز إليه، لكن من دون أن أخسر موضوعيتي. على الإعلامي أن يكون دائما الأقرب إلى الموضوعية في كل الحالات، وأن ينقل وجهتي النظر بقدر المستطاع. الإعلام هو مرآة الواقع، وعليه أن يبقى كذلك على الرغم من كل الظروف.
* ما أنجح تغطية إخبارية قدمتها إلى الآن؟
- قدمت برنامجا بعنوان «حكايتي» مؤلفا من استعراض ومقابلات مع شخصيات معروفة ولها وزنها السياسي، وأعتز بمقابلتي الأمير حسن، وقد تحدث عن أخيه، وشخصية علي عبد الله صالح، الذي تحدث عن زوجته الأولى وكيف كانا يرعيان الغنم معا عندما التقيا، وذلك خلافا للتقاليد المعمول بها في هذه المنطقة من العالم، حيث لا يحب السياسي أو رئيس الدولة الحديث عن مواضيع شخصية. كذلك استمتعت بالحديث مع جيهان السادات، التي فتحت قلبها لي. كنت سعيدة بهذه اللقاءات، وكانت في رأي كثيرين من أنجح حلقات البرنامج.
* ما النصيحة التي يمكن لك أن تسديها لمذيع أخبار جديد؟
- أن يكون، كما ذكرت، الأقرب إلى الموضوعية. كذلك عليه أن يحب مهنة البحث والتقصي، وليس مجرد نقل الخبر. إن لم يكن على استعداد للتعلم ولملاحقة المعلومات كأفضل ما يمكن له أن يكون، فالأفضل له أن يتوقف.



«الحرب التجارية» بين واشنطن وبكين تحت مجهر الإعلام الروسي

مبنى «ريا نوفوستي» في العاصمة الروسية موسكو (آذرنيوز)
مبنى «ريا نوفوستي» في العاصمة الروسية موسكو (آذرنيوز)
TT
20

«الحرب التجارية» بين واشنطن وبكين تحت مجهر الإعلام الروسي

مبنى «ريا نوفوستي» في العاصمة الروسية موسكو (آذرنيوز)
مبنى «ريا نوفوستي» في العاصمة الروسية موسكو (آذرنيوز)

تراقب موسكو بشكل حثيث تصاعد حدة السجالات الأميركية مع بكين، الحليف الاستراتيجي الأهم. وبات مصطلح «الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين» الأكثر تداولاً على صفحات وسائل الإعلام الروسية، ومنصات التواصل الاجتماعي. بيد أن اللافت في تغطيات وسائل الإعلام المقربة من الكرملين، حرصها على إقامة «توازن دقيق» بين رغبات تعزيز مسار التقارب مع واشنطن وإظهار دعم خطوات الرئيس دونالد ترمب في ملفات عدة من جهة، والحاجة إلى تأكيد التزام موسكو بالتحالف مع الصين والدفاع عن مصالح الأخيرة من الجهة الأخرى.

بعيداً عن الخطاب الإعلامي «الآيديولوجي» المستمد من الحقبة السوفياتية، مثل أن تضع وكالةُ أنباء «نوفوستي» المهمةُ، عنواناً صارخاً مثل «الأسلحة السرّية لروسيا منعت ترمب من توجيه حربه التجارية على روسيا» ركّزت الآلة الإعلامية للكرملين على تفادي المبالغة في وضع مقاربات أو ترديد تساؤلات تكرّرت كثيراً لدى وسائل الإعلام في الغرب، من نوع «لماذا يذهب ترمب باتجاه فرض رسوم جمركية على بلدان كثيرة بينما لا يفرضها على روسيا، التي ما زالت على الرغم من جولات التفاوض المكوكية تُصنَّف خصماً أو عدواً للولايات المتحدة؟».

قراءة «فيدوموستي»

في هذا الإطار، وضعت صحيفة «فيدوموستي» المرموقة، التي تركز على ملفات الاقتصاد والسياسة، تصوّراً أكثر وضوحاً، يُظهر أن موسكو لا تخشى فرض عقوبات، أو وضع قيود تجارية جديدة؛ لأن القيود المفروضة حالياً وصلت بالفعل إلى ذروتها في عهد الإدارة السابقة، ولأن الاقتصاد الروسي تمكَّن عملياً من التعايش معها.

هنا يمكن التوقُّف عند حجم التبادل التجاري بين روسيا والولايات المتحدة، الذي لا يكاد يذكر بالمقارنة مع المصالح التجارية الأميركية مع الصين، مثلاً، أو أوروبا أو تكتلات وبلدان أخرى. بالتالي، فإن فرض رسوم جمركية إضافية على موسكو لن يكون مجدياً حتى للإدارة الأميركية نفسها. وبالأرقام، وفقاً لمعطيات مكتب الممثل التجاري الأميركي التي نقلتها «فيدوموستي»، كان حجم التجارة بين الولايات المتحدة وروسيا في عام 2024 نحو 3.5 مليار دولار فقط، مقابل أكثر من نصف تريليون دولار مع الصين. كذلك بلغت واردات الولايات المتحدة السنوية من السلع من روسيا في العام الماضي 3 مليارات دولار، وهو ما يقل بنسبة 34.2 في المائة (1.6 مليار دولار) عن عام 2023. بينما انخفضت قيمة الصادرات الأميركية إلى روسيا إلى 526 مليون دولار (-12.3 في المائة أو 73.5 مليون دولار، مقارنة بعام 2023).

أكثر من ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن إدارة ترمب تبدي اهتماماً واسعاً بمشاريع مستقبلية واعدة مع روسيا، لذلك لا ترغب حالياً في تخريب مسار التطبيع وإضاعة فرصة ثمينة لتنفيذ خطط واعدة كبرى. ومن هذه الخطط ما أشار إليه وفقاً للصحيفة، كيريل دميترييف رئيس صندوق الاستثمار المباشر ومبعوث الرئيس فلاديمير بوتين الشخصي لقضايا التجارة مع البلدان الأجنبية، حول رغبة ترمب في استعادة الخسائر المالية للشركات الأميركية؛ بسبب الخروج من روسيا، اعتباراً من عام 2022، والتي تتجاوز 300 مليار دولار.

وأشار دميترييف إلى احتمال بدء عودة الشركات الأميركية إلى روسيا في النصف الثاني من 2025. وتحديد هذا التاريخ مهم للغاية، لأنه يعني وفقاً للصحيفة أن الشركات الأميركية ستكون قادرةً على شغل مكان الشركات الأوروبية التي غادرت السوق الروسية بسبب الحرب في أوكرانيا.

معلق «نوفوستي» التجاري

في المقابل، حرصت التغطيات الإعلامية الروسية على إظهار التأييد للصين وهي تواجه «منعطفاً ثانياً أكثر حدة» في «الحرب التجارية» وفقاً للمعلق الاقتصادي لوكالة «نوفوستي».

محلل «نوفوستي» رأى أن «السبب الرسمي لاندلاع الحرب التجارية الأولى كان اختلال التوازن لصالح الصين، الذي بلغ في عام 2018 أكثر من 250 مليار دولار. في المرة الماضية، أعلن ترمب رسمياً أنه شخصياً والولايات المتحدة ككل هما الفائزان دون شك».

وزاد أن التجارة المتبادلة، خصوصاً الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة، أخذت في الانخفاض بقوة خلال إدارة الرئيس جو بايدن. وتحديداً، وبناء على نتائج عام 2023، أقدمت واشنطن على تقييد التجارة المتبادلة بنسبة 13 في المائة، ما أدى من الناحية النقدية إلى انخفاض إجمالي حجم المعاملات المتبادلة إلى أقل من 500 مليار دولار. ووفقاً للمحلل فإنه سيكون على واشنطن أن تبدأ بإحصاء خسائرها بسبب القيود المفروضة على التعاملات مع الصين. ومثال لذلك، فإن الولايات المتحدة «ليس لديها مكان لبيع ما قيمته 25 مليار دولار سنوياً من فول الصويا والقمح والذرة. ولا توجد أسواق مماثلة في العالم من حيث العمق، ولن تدفع أي دولة أخرى 25 مليار دولار مقابل هذه السلع».

وبحسب مكتب الإحصاء الأميركي، أرسلت الولايات المتحدة بضائع بقيمة 143 مليار دولار إلى الصين العام الماضي، أبرزها في قطاعات الإلكترونيات والدوائر المتكاملة، وشحنات النفط والغاز، والفحم.

تحليل ياكوفينكو

وفي الإطار ذاته، وضع الدبلوماسي الروسي المخضرم ألكسندر ياكوفينكو، المتخصص في مجال العلاقة مع الدوائر الغربية، تصوّراً قاتماً لمستقبل العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة سيتسبب - حسب رأيه - بأضرار واسعة على واشنطن. وكتب ياكوفينكو في مقالة صحافية تحليلية «من الواضح للغاية أن أميركا ترمب قد اتخذت مساراً نحو إعادة التصنيع، ودون ذلك لن يكون من الممكن حل المشكلات التي تراكمت في المجتمع الأميركي».

ورأى، من ثم، أن مهمة إعادة بناء قطاع التصنيع في بلد ظل لمدة قرن ونصف القرن على الأقل من بين القوى الصناعية الرائدة مهمة غير عادية. وأن الولايات المتحدة تواجه تهديداً حقيقياً بالركود، وهو تهديد هيكلي ونظامي - وربما أكبر من التهديد الذي واجهته في سبعينات القرن العشرين، عندما خرجت من الأزمة على مسار السياسات الاقتصادية النيوليبرالية والعولمة، التي استنفدت مواردها بوضوح.

وبعد شرح تبعات سياسة ترمب على الصين وبلدان أخرى، قال الدبلوماسي في مقالته الصحافية إن «العالم ربما يكون أكثر تعقيداً مما تتصوره واشنطن.

والمرحلة التالية هي رد فعل الدول المتضرّرة (...) في الوقت الحالي، فإن ما هو مهم أن ترمب أعلن الحرب الاقتصادية على الصين، متخلياً فعلياً عن فكرة الاحتواء، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى خيار غير مقبول للتصعيد النووي».