«الصحة العالمية» تبحث اليوم إجراءات لمواجهة {إيبولا} بينها قيود على السفر

من المقرر أن يجتمع خبراء تابعون لمنظمة الصحة العالمية اليوم، للمرة الثالثة، من أجل البت في قرارات تخص كيفية محاربة انتشار فيروس إيبولا على المستوى الدولي، حسبما أفادت متحدثة باسم المنظمة.
وقالت متحدثة باسم المنظمة في جنيف أمس إن «لجنة طوارئ مختصة بمرض إيبولا شكلتها المنظمة ستجتمع لبحث نطاق تفشي المرض وما إذا كانت هناك حاجة لاتخاذ مزيد من الإجراءات». وذكرت المتحدثة فضيلة الشايب في إفادة صحافية «هذه هي المرة الثالثة التي تجتمع فيها اللجنة منذ أغسطس (آب) الماضي لتقييم الوضع. حدث الكثير فيما يتعلق بإيبولا منذ سبتمبر (أيلول)، إذ ظهرت حالات في إسبانيا والولايات المتحدة، ورفعت السنغال ونيجيريا من على قائمة الدول المنكوبة بإيبولا». وتابعت المتحدثة أن الخبراء الـ20 الذين أعلنوا يوم 8 أغسطس أن تفشي إيبولا في غرب أفريقيا يمثل حالة طوارئ على الصحة العامة على مستوى دولي، قد يوصون خلال اجتماع اليوم «بفرض قيود على السفر والتجارة، خصوصا وأن اللجنة أوصت بالفعل بفحص المسافرين من غينيا وليبيريا وسيراليون». وأكدت أن المنظمة تولي الأولوية للاستجابة للأزمة واحتوائها.
وشددت المتحدثة على أن «تركيز» منظمة الصحة العالمية ينصب الآن على «الاستجابة للمرض ومحاولة تقليل آثاره على السكان في غرب أفريقيا. سيكون لدينا الوقت في المستقبل لإجراء المراجعة وإعلانها وكل ما حدث من البداية». وقالت إن «تفسيرات لإبعاد أخرى للمرض ستصدر في نهاية الأمر». وتابعت «كل هذه العناصر ستعلن، لأننا نؤمن بأهمية الشفافية والمساءلة».
وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت أن حالات الوفاة بسبب إيبولا بلغت 4546 حالة من بين 9191 حالة إصابة معروفة في غينيا وليبيريا وسيراليون منذ بدء انتشار المرض مطلع العام الحالي.
بدورهم، رأى باحثون أمس أن مواجهة انتشار «إيبولا» يتطلب إجراء عمليات فحص في مطارات غرب أفريقيا بدلا من فحص المسافرين عند وصولهم إلى مقاصدهم. وحسب تقرير لمجلة «لانسيت»، تمكن باحثون، عبر استخدامهم لبيانات جداول الرحلات العالمية، وبيانات متعلقة بإيبولا، من وضع نموذج ووصف للحركة المتوقعة للمرض عن طريق عمليات السفر على مستوى العالم. وقالوا إن «أي حماية إضافية عن طريق الفحص عند الوصول ستكون ضئيلة لأن الرحلات الجوية من غينيا وليبيريا وسيراليون تكون قصيرة نسبيا مقارنة مع فترة حضانة فيروس إيبولا». وقال الباحث البارز كامران خان الذي يعمل في مستشفى سانت مايكل في تورنتو بكندا إن «أفضل نهج هو السيطرة على الوباء في مصدره». وأضاف: «على الرغم من أن فحص المسافرين القادمين في المطارات الواقعة خارج غرب أفريقيا قد يقدم شعورا بالاطمئنان، فإن هذا لن يسفر في أحسن الأحوال سوى عن فوائد هامشية».
يذكر أنه لا يوجد حاليا علاج معروف لمرض إيبولا، لكن منظمة الصحة العالمية أكدت أن هناك 4 عقاقير تخضع للتجربة وسيجري إيصالها إلى دول غرب أفريقيا حيث ينتشر المرض، لاختبارها هناك. وغالبية هذه العقاقير يجري تطويرها في كندا وروسيا.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أمس أنه سيتم تجريب المصل المضاد لإيبولا قريبا في ألمانيا أيضا. وذكرت نائبة مديرة المنظمة، ماري بول كيني، في مؤتمر صحافي بجنيف أمس أن ألمانيا ستحصل على جزء من شحنة اللقاح التجريبي الذي تقدمت به كندا للمنظمة. وأضافت كيني أن «هذا اللقاح الذي يحتاج لحفظه في درجة حرارة سالب 80 درجة مئوية سينقل أولا إلى جنيف ومن هناك إلى عدة مختبرات تجريبية أحدها في هامبورغ بألمانيا».
وعبرت كيني عن أملها في أن يتوصل الخبراء بحلول ديسمبر (كانون الأول) المقبل إلى نتائج أكيدة بشأن فعالية هذا اللقاح والذي أرسلت منه كندا 800 قارورة لمنظمة الصحة العالمية وقالت إنه «من الممكن البدء في استخدام هذا المصل في أفريقيا اعتبارا من يناير (كانون الثاني) المقبل في حال ثبوت فعاليته ولكن التطعيم به لن يشمل في البداية جميع سكان المناطق المتضررة بسبب عدم توفر الجرعات بالأعداد المطلوبة. وأوضحت المسؤولة الأممية أنه إلى جانب اللقاح الكندي يوجد مصل آخر يبشر بنتائج جيدة بالإضافة إلى أمصال أخرى يتم تطويرها في روسيا في الوقت الحالي.
في غضون ذلك، قالت وزارة الأمن الداخلي الأميركية أمس إن «المسافرين القادمين إلى الولايات المتحدة من ليبيريا أو سيراليون أو غينيا التي يتفشى بها فيروس إيبولا يتعين عليهم دخول البلاد عبر واحد من 5 مطارات شددت فيها عمليات فحص المسافرين. وبموجب هذه الإجراءات التي يبدأ العمل بها اليوم الأربعاء سيخضع المسافرون لاختبارات للكشف عن درجات حرارتهم ولإجراءات أخرى أيضا». ويطبق ذلك في المطارات الدولية جون كيندي في نيويورك ونيوارك في نيوجيرسي ودالاس في واشنطن وأوهير في شيكاغو وأتلانتا. وتستوعب هذه المطارات نحو 94 في المائة من الرحلات القادمة إلى الولايات المتحدة من البلاد التي ظهر فيها إيبولا. وتنطبق هذه القيود على كل المسافرين بمن فيهم المواطنون الأميركيون.
وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائج أمس أن إيبولا بات ضمن أهم 10 قضايا تشغل الأميركيين. وأجرى معهد غالوب الاستطلاع قبل الإعلان أمس عن رفع أسماء 51 شخصا من قوائم المتابعة في تكساس بعدما لم تظهر عليهم أعراض للإيبولا على مدى 21 يوما. وما زال عشرات آخرون تحت المتابعة. وذكر معهد «غالوب» لاستطلاعات الرأي بعد إجراء الاستطلاع في الفترة من 12 إلى 15 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي أن المرض أصبح ضمن أبرز 10 قضايا تهم الأميركيين لكنه ما زال يبعد كثيرا وراء 5 قضايا أخرى هي الاقتصاد وعدم الرضا عن الحكومة والوظائف والرعاية الصحية والهجرة. وكان مستشفى بولاية جورجيا الأميركية أعلن أول من أمس أن أحد مرضاه خرج من المستشفى الأحد بعدما شفي من إصابته بإيبولا، في ثالث حالة شفاء من هذا الفيروس تسجل في الولايات المتحدة حتى الآن.