غصن يؤكد أنه دبّر خروجه من اليابان بمفرده... ولبنان يتسلّم مذكّرة توقيف من «الإنتربول»

وزير العدل اللبناني ألبرت سرحان (أ.ب)
وزير العدل اللبناني ألبرت سرحان (أ.ب)
TT

غصن يؤكد أنه دبّر خروجه من اليابان بمفرده... ولبنان يتسلّم مذكّرة توقيف من «الإنتربول»

وزير العدل اللبناني ألبرت سرحان (أ.ب)
وزير العدل اللبناني ألبرت سرحان (أ.ب)

أعلن الرئيس السابق لمجموعة رينو-نيسان كارلوس غصن، اليوم (الخميس)، أنه دبر وحده خروجه من اليابان إلى لبنان، نافيا أي ضلوع لعائلته. وقال في بيان مقتضب إن «المزاعم الواردة في وسائل الإعلام بأن زوجتي كارول وأفراداً آخرين من عائلتي لعبوا دورا في رحيلي من اليابان خاطئة وكاذبة. أنا وحدي دبرت مغادرتي. عائلتي لم تلعب أي دور».
من جهة أخرى، تسلّمت السلطات اللبنانية من الإنتربول مذكرة التوقيف المتعلقة بغصن، وفق ما أعلنت وزارة العدل الخميس، وذلك بعد فراره من اليابان حيث كان قيد الإقامة الجبرية بانتظار بدء محاكمته في مخالفات مالية وتهرّب ضريبي.
وأعلن وزير العدل اللبناني ألبرت سرحان، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، أنّ «النيابة العامة التمييزية تسلمت ما يعرف بـ(النشرة الحمراء) من (الإنتربول) الدولي حول ملف كارلوس غصن». وذلك وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، قد قال في وقت سابق، إن بلاده سوف تنظر في التهم الموجهة ضد غصن، إذا طلبت اليابان إعادته إليها.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن الوزير ألبرت سرحان صرح عبر الهاتف بأنه إذا طلبت اليابان عودة غصن، فإن لبنان سوف ترفض ذلك وتحيل الاتهامات إلى القضاء.
وقال سرحان: «إنه في المعتاد، فإن القرار الذي يتم اتخاذه رداً على طلب تسليم: أولاً نرفض الطلب ثم نحيل الأمر إلى الادعاء العام أو الجهة القضائية المعنية من أجل المحاكمة أو اتخاذ الإجراء اللازم... نحن نحقق في الاتهامات احتراماً للدول الأخرى».
ويواجه غصن (65 عاماً)، الرئيس السابق أيضاً لشركة «رينو» وأحد أشهر الشخصيات في صناعة السيارات، أربعة اتهامات ينفيها كلها من بينها إخفاء بعض دخله والإثراء من خلال مدفوعات لموزعين في الشرق الأوسط.
في تطوّر آخر، تقدم ثلاثة محامين لبنانيين، الخميس، بإخبار لدى النيابة العامة التمييزية ضد غصن بتهمة زيارته اسرائيل في وقت سابق والتطبيع معها. وقال المحامي حسن بزي الذي قدّم مع زميليه جاد طعمة وعلي عباس الإخبار ضد غصن، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «موضوع التعامل مع اسرائيل ليس وجهة نظر، والقانون يمنع التطبيع» كون البلدين في حالة حرب. واعتبر أن غصن الذي زار اسرائيل ووقع عقوداً تجارية فيها «ارتكب جرماً جزائياً، ومن غير المقبول التساهل معه إطلاقاً من جانب السلطات اللبنانية».
وزار غصن اسرائيل خلال توليه منصبه كرئيس تحالف رينو-نيسان. وأطلق في يناير (كانون الثاني)2008 شراكة مع شركة اسرائيلية لتصنيع سيارات كهربائية. وتردد بعدها مرات عدة إلى لبنان.
 



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.