أطلقت أستراليا، أمس، عملية إغاثة واسعة لمساعدة آلاف اللاجئين في المدن الساحلية بعدما فروا من نيران الحرائق التي تلتهم مساحات شاسعة في البلاد، وتسببت بمقتل ثمانية أشخاص خلال 48 ساعة.
وتمت تعبئة سفن وطائرات حربية من أجل تقديم المساعدة الإنسانية وتقييم الأضرار بعد أسوأ يوم منذ بدء موسم الحرائق في سبتمبر (أيلول)، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وأعلنت الشرطة العثور على ثلاث جثث جديدة أمس، ما يرفع عدد القتلى منذ مساء الاثنين إلى ثمانية أشخاص. ويسود القلق الشديد حول مصير العديد من الأشخاص المفقودين، فيما ما زالت النيران المستعرة تلتهم جنوب شرقي البلاد. وأتى اللهب على أكثر من 200 منزل، فيما باتت بعض القرى رمادا.
وما زال آلاف السياح والسكان المحليين عالقين في البحر ومحاصرين بالنيران في جنوب شرقي البلاد. وأدت النيران إلى انقطاع متكرر للكهرباء وخطوط الهاتف والإنترنت. وواجهت عناصر الإطفاء صعوبات في إنقاذ أشخاص أصيبوا بحروق في مناطق نائية. وأجلي سكان ثلاثة مناطق نائية على الأقل جواً، وفق رئيس خدمة الإطفاء في ولاية «نيو ساوث ويلز»، شاين فيتسيمونز.
وبينما تواصل النيران التهام مناطق في أرجاء البلاد كافة، استغل بعض المنكوبين فتح الطرقات لوقت قصير ليعودوا إلى بيوتهم، لكن يستعد آخرون إلى قضاء ليلة ثانية في الملاجئ. وفي مدينة إيدن الساحلية في ولاية نيو ساوث ويلز، نصب الهاربون من الحرائق خيماً في ملاعب لكرة القدم.
وأكدت المتطوعة لورين كيلي لقناة «إي بي سي» الأسترالية العامة أن كمية الغذاء «تنفذ سريعاً»، فيما يعمد الناس إلى شراء حاجيات للاحتياط. وقالت إن السكان يعملون على تقديم الغذاء للأشخاص اللاجئين.
وفي ظلّ المأساة، كان هناك بريق أمل مع تمكن 4 آلاف شخص من الخروج سالمين من مدينة مالاكوتا الساحلية السياحية.
وتستعد السلطات في الأثناء إلى أن تتحول مدينة مالاكوتا إلى مدينة مقطوعة عن العالم لأسابيع. وبدأت عمليات إنزال جوية للمواد الغذائية، ووصل إلى شواطئ المدينة قارب محمل بما يكفي لأسبوعين من المواد الغذائية مساء أمس. وقامت عناصر الإغاثة بتقييم حالة الجرحى، وأجلت من هم بحاجة لعناية إضافية إلى مركز طبي يضم 25 سريراً قبالة السواحل.
ولم يدم الفرح طويلاً للعديد من سكان المنطقة الذين عادوا إلى بيوتهم ووجدوها مدمرة. وتمكن غاري هينتون، من سكان مدينة كوبارغو المنكوبة في نيو ساوث ويلز، من الهرب من النيران صباح الثلاثاء. ونجح بالعودة في وقت لاحق إلى المدينة، ليجد أن الأضرار في بيته كانت محدودة، لكنّ مباني أخرى فيها تحولت إلى حطام.
وقال غاري إن «الوضع كارثي بالنسبة للجميع».
ويلتقط عناصر الإطفاء أنفاسهم مع تراجع اللهب بسبب انخفاض درجة الحرارة وشدة الرياح، لكن يتوقع أن تعود الظروف الجوية المعززة للحرائق ابتداء من السبت. وأعلنت غلاديس بيرجيكليان، رئيسة وزراء نيو ساوث ويلز، أن «طقس اليوم سيكون على الأقل بسوء ما كان عليه أمس». ويقلق اندلاع حرائق جديدة في المناطق الجبلية السلطات كذلك. ولفت مفوض إدارة الطوارئ في فيكتوريا إلى أن «العديد من الأشخاص يقضون العطلة في تلك المناطق»، مضيفاً «سنفعل ما بوسعنا لجعل تلك الحرائق أولوية لنا، وسنحاربها بأقصى قوة».
وقتل 17 شخصاً على الأقل ودمر ألف منزل منذ بدء موسم الحرائق في سبتمبر. وأتت النيران على مساحة تبلغ 5.5 مليون هكتار، أي بحجم بلد مثل الدنمارك أو هولندا.
وأظهرت صور من الأقمار الاصطناعية دخان النيران المندلعة في جزيرة تاسمانيا تعبر البحر وصولاً إلى نيوزيلندا. وتواجه حكومة سكوت موريسون عديدا من الانتقادات، إذ سافر الأخير إلى هاواي لقضاء العطلة فيما النيران كانت تلتهم البلاد الشهر الماضي. كما جدد دعمه لقطاع الفحم المربح والملوث جداً في أستراليا، في وقت يعتبر فيه التغير المناخي العامل الأبرز خلف قوة هذه الحرائق وحلولها في وقت مبكر.
النيران تلتهم ملايين الهكتارات في أستراليا وسط جهود لإنقاذ العالقين
8 قتلى منذ بداية الأسبوع وهروب الآلاف بعد احتراق بلداتهم
النيران تلتهم ملايين الهكتارات في أستراليا وسط جهود لإنقاذ العالقين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة