الجزائر: طلاب الجامعات يتمسكون بمطلب «الإفراج عن المعتقلين»

3 شخصيات مرشحة لقيادة الحوار مع الحراك الشعبي

جانب من مظاهرات طلاب الجامعات أمس للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين كشرط للهدنة مع السلطات (رويترز)
جانب من مظاهرات طلاب الجامعات أمس للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين كشرط للهدنة مع السلطات (رويترز)
TT

الجزائر: طلاب الجامعات يتمسكون بمطلب «الإفراج عن المعتقلين»

جانب من مظاهرات طلاب الجامعات أمس للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين كشرط للهدنة مع السلطات (رويترز)
جانب من مظاهرات طلاب الجامعات أمس للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين كشرط للهدنة مع السلطات (رويترز)

تعرض طلاب الجامعات في الجزائر العاصمة، أمس، لإصابات خفيفة إثر تدخل الشرطة لإبعادهم في نهاية مظاهرتهم رقم (45)، وهي الأخيرة في عام 2019.
وعبّر المئات من المشاركين في هذه المظاهرات عن رفضهم المشاركة في الحوار الذي دعا إليه الرئيس الجديد، عبد المجيد تبون، قبل إطلاق سراح معتقلي الحراك. وتم أمس تجديد الحبس الاحتياطي للناشط السياسي سمير بلعربي، وهو ما خلف خيبة كبيرة في أوساط الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان.
وجرت مظاهرات الطلاب الجامعيين في هدوء في بدايتها، إذ انتشر المئات منهم في أهم شوارع العاصمة، بعد أن غادروا «الجامعة المركزية» بأعداد كبيرة. لكن في الوقت الذي كانوا فيه بصدد الانصراف بعد الظهر، كما جرت العادة، تدخلت قوات الأمن باستعمال الهراوات ضد مجموعة من المتظاهرين، مما أدى إلى إصابة بعضهم.
ورفعت شعارات، خلال المظاهرات، صبت كلها في المطالبة بتحقيق «التغيير الحقيقي الذي يريده الحراك الشعبي» عندما انفجر في وجه النظام في 22 من فبراير (شباط) 2019، تعبيراً عن سخط ملايين الجزائريين من الفساد الذي عم البلاد، والذي كرسه إعلان الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الترشح لولاية خامسة.
ورفض الطلاب الحوار الذي دعا إليه الرئيس تبون، غداة انتخابه في الـ12 من الشهر المنقضي، قبل أن يلبي مجموعة من الشروط، على رأسها الإفراج عن كل معتقلي الحراك الذين تم إيداعهم الحبس الاحتياطي، وإدانة بعضهم بالسجن، وذلك بسبب التعبير عن مواقف سياسية.
ومن بين الشروط أيضاً «تحرير وسائل الإعلام من القيود» و«وقف التضييق على المتظاهرين». وفي هذا السياق، قال متظاهرون إن الشروط التي يضعونها مقابل المشاركة في الحوار «لا تعني أننا راضون عن نتائج انتخابات الرئاسة»، لأن تبون -حسبهم- يكرس استمرار النظام «ولا يعكس وجود إرادة في تغيير حقيقي لأساليب الحكم».
وأكد حمزة بوسعادي، أحد طلاب المدرسة العليا للزراعة بالعاصمة، أن تبون «يملك السلطة التي تتيح له إطلاق سراح مساجين الرأي، وقد سبق أن وصف الحراك بأنه مبارك خلال حملة الانتخابات، فما الذي يمنعه من إصدار قرار بالإفراج عنه؟ وإذا لم يفعلها، فذلك يعني أحد أمرين: إما أنه لا يريد، أو أن جهة في السلطة تنازعه الحكم، ولا ترغب في أن يستعيدوا حريتهم».
كان تبون قد أكد أنه سيدرس الموضوع «بالتشاور مع الإخوة»، وفهم كلامه بأنه يقصد الجهاز الأمني الذي يقف وراء سجن المئات بعد توجيه عدة تهم لهم، أبرزها «تهديد الوحدة الوطنية» و«إضعاف معنويات الجيش».
وتم أمس رفض طلب الإفراج المؤقت عن الناشط سمير بلعربي، من طرف غرفة الاتهام بمحكمة الاستئناف بالعاصمة، مما يعني تمديد حبسه على ذمة التحقيق لأربعة أشهر أخرى، كما ينص عليه قانون الإجراءات الجزائية. وقد سجن القضاء بلعربي منذ 5 أشهر، واتهمته النيابة بـ«إضعاف معنويات الجيش»، على خلفية كتابات بشبكة التواصل الاجتماعي حملت انتقاداً لقائد الجيش المتوفى، الجنرال أحمد قايد صالح.
ورفضت الجهة القضائية نفسها طلبات كثيرة لمحامين، تخص الإفراج المؤقت عن كل مساجين الحراك. وعد مراقبون ذلك مؤشراً غير إيجابي من جانب السلطة الجديدة، ولا يشجع -حسبهم- على إحداث انفراج في الوضع، ولا على بدء حوار يفضي إلى حل للأزمة المستمرة منذ قرابة 11 شهراً.
ورجح مراقبون تكليف الرئيس الجديد أحد 3 شخصيات لقيادة الحوار باسم الرئاسة: إما رئيس الوزراء المعين منذ أيام قليلة عبد العزيز جراد، أو الوزير المستشار المتحدث باسم الرئاسة محمد السعيد، وقد يؤدي هذه المهمة أيضاً رئيس «السلطة المستقلة للانتخابات» محمد شرفي. وذلك في حين يجري ترديد اسم آخر لهذا الدور المرتقب، وهو رئيس البرلمان السابق كريم يونس الذي قاد وساطة بين الطبقة السياسية والمجتمع المدني، بطلب من الجيش، أفضت إلى الخطة التي اتبعتها السلطة بشأن تنظيم انتخابات الرئاسة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.