هجرة حيتان أوركا من آيسلندا إلى إيطاليا تثير تساؤلات السكان والعلماء

رصدت مجموعة من حيتان أوركا في مضيق ميسينا بإيطاليا مسجلة أطول طريق لهجرة الحيتان من هذا النوع  5200 كيلو متر (غيتي)
رصدت مجموعة من حيتان أوركا في مضيق ميسينا بإيطاليا مسجلة أطول طريق لهجرة الحيتان من هذا النوع 5200 كيلو متر (غيتي)
TT

هجرة حيتان أوركا من آيسلندا إلى إيطاليا تثير تساؤلات السكان والعلماء

رصدت مجموعة من حيتان أوركا في مضيق ميسينا بإيطاليا مسجلة أطول طريق لهجرة الحيتان من هذا النوع  5200 كيلو متر (غيتي)
رصدت مجموعة من حيتان أوركا في مضيق ميسينا بإيطاليا مسجلة أطول طريق لهجرة الحيتان من هذا النوع 5200 كيلو متر (غيتي)

رُصدت ثلاثة حيتان أوركا في منطقة بحرية تفصل بين شبه الجزيرة الإيطالية وجزيرة صقلية بالبحر المتوسط، في أول رؤية من هذا القبيل في مضايق صغيرة، حسبما ذكرت وكالة «رويترز» أمس.
ويعتقد علماء الأحياء البحرية أنها المجموعة نفسها التي جاءت أصلاً من آيسلندا، وشُوهدت قبالة ساحل شمال غربي إيطاليا في وقت سابق من الشهر الحالي. ورأى صياد يدعى سيمون فارتولي (25 عاماً) زعانف الحيتان القاتلة تخرج من الماء يوم الجمعة، وصورها وهي تسبح إلى جانب قاربه.
وقال فارتولي لتلفزيون «رويترز»، «تقدمت حتى كدنا نلمسها... وجودها هنا في مضيق ميسينا أفضل شيء في حياتي».
على النقيض، قال جيانماركو أرينا، الذي كان بصحبة فارتولي عندما شاهدا الثدييات الضخمة، إنه شعر «بخوف شديد... حجم الحيوان يبلغ مثلي حجم قاربي». ووصلت مجموعة من خمسة حيتان قاتلة، من نوع أوركا، قبالة ميناء جنوة في شمال إيطاليا أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول)، وسرعان ما حدد علماء الأحياء البحرية أنها قادمة من آيسلندا، على بعد أكثر من 5200 كيلومتر.
وقالت جمعية «حراس حيتان أوركا»، في آيسلندا، «هذا أول تسجيل على الإطلاق لهجرة حيتان أوركا بين آيسلندا وإيطاليا في تاريخ أبحاث الحيتان القاتلة. نعتقد أن الهجرة لمسافة تزيد على 5200 كيلومتر من أطول طرق الهجرة المسجلة على الإطلاق في العالم». «إنه أمر مدهش وحدث فريد من نوعه، في الواقع نعتقد أن هذه هي الهجرة الأطول لهذا النوع من الحيتان»، قال داني غروفز من منظمة «وايلز آند دولفين»، التي تعني بالحفاظ على الكائنات البحرية الضخمة.
«السبب وراء هذا الحدث غير واضح، فالحيتان عادة تقضي الصيف في آيسلندا، وقد يكون هذا أول ظهور لهم في إيطاليا، أو أن يكونوا قد وصلوا للمضيق من قبل، وإن كانت لا توجد أي أدلة أو شهود على حدوث ذلك».
وضمت المجموعة عجل حوت (حوت صغير)، يُعتقد أن عمره نحو عام نفق في البحر قبالة جنوة. وأظهرت لقطات مصورة نشرها خفر السواحل الحوت الأم وهي تحاول حمل صغيرها النافق قبل أن تتخلى أخيراً عن جيفته بعد عدة أيام.
وقالت كلارا موناكو، وهي عالمة أحياء بحرية والمديرة العلمية لجمعية «ماريكامب»، «هناك احتمال كبير أن تكون حيتان أوركا التي رُصدت في ميسينا هي نفسها التي رُصدت في جنوة، لكننا نحتاج بعض الصور الواضحة لنتيقن».
وتبعد جنوة نحو 800 كيلومتر عن مضيق ميسينا.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.