السجن 3 سنوات لعالم صيني عدل جينات طفلين لحمايتهما من الإيدز

السجن 3 سنوات لعالم صيني  عدل جينات طفلين لحمايتهما من الإيدز
TT

السجن 3 سنوات لعالم صيني عدل جينات طفلين لحمايتهما من الإيدز

السجن 3 سنوات لعالم صيني  عدل جينات طفلين لحمايتهما من الإيدز

خلال عرض مدته ثلاثون دقيقة في مؤتمر «تعديل الجينات» تم تنظيمه في ديسمبر (كانون الأول) عام 2018، بهونغ كونغ، فجرّ هي جيانكوي، الباحث في جامعة جنوب الصين للعلوم والتكنولوجيا في مدينة شنزِن، مفاجأة من العيار الثقيل، بإعلانه إجراء أول تعديلات جينية على البشر في جينات جنينين - أصبحا الآن رضيعتين حديثتي الولادة - وذلك بهدف حمايتهما من الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة، المسبب لمرض الإيدز، والذي يوجد لدى والد الرضيعتين.
لم تمر ساعات وأصبحت هذه التجربة المثيرة للجدل حديث العالم، وصدرت انتقادات لاذعة للباحث بسبب عدم اتباعه الإجراءات العلمية الدقيقة لإجراء مثل هذه الأبحاث، لتدين الجامعة التي يعمل بها تجاربه، وتعلن في بيان أنها لم تكن على علم بها، وتم إخضاعه للتحقيق من قِبل السلطات الصينية، ومنذ يناير (كانون الثاني) الماضي، اختفى العالم الصيني، واختفت أخباره، ولم يعرف شيئاً عن مصير الرضيعين، لتعيد محكمة صينية بالأمس هذه القضية إلى الواجهة مجدداً بإصدار حكم بسجن العالم الصيني ثلاثة أعوام.
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا»، إن المحكمة قضت بسجن هيه جيانكوي 3 أعوام، عقب إدانته بإجراء تجربة تعديل جينات بشكل غير قانوني، كما شملت العقوبة أيضاً تغريمه بمبلغ 3 ملايين يوان صيني (430 ألف دولار أميركي).
ونشر بعد المؤتمر فيديو على موقعه الرسمي تعجب خلاله من تلك الانتقادات، وقال فيه إن تعديل الجينات عمل غير أخلاقي عندما يكون الهدف منه اختيار لون الشعر أو العينين أو زيادة معدل الذكاء، لكن لم يفعل ذلك من أجل هذه الأشياء، وإنما من أجل محاربة المرض.
من جانبه، شكك كيران ميوسونورو، الأستاذ المساعد وخبير علم الأحياء التجديدي في جامعة بنسلفانيا، في نوايا العالم الصيني.
وقال ميوسونورو: «والد الفتاتين اللتين يهدف لتحصينهما من المرض مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسبة، لكن الأدوية سيطرت على الفيروس؛ لذا فإن احتمال انتقاله إلى أطفاله منعدم تماماً، وبالتالي فإن المبررات التي يرددها العالم الصيني مشكوك فيها».
وبعيداً عن نوايا العالم الصيني إن كانت طيبة أم لا، فإن هناك إجراءات علمية كان ينبغي اتباعها، لكن الباحث تجاهلها، ومن ثم كان يستوجب عقوبته، كما تؤكد الدكتورة نجوي البدري، رئيس مركز التميز لأبحاث الخلايا الجذعية بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا بمصر.
وتقول البدري لـ«الشرق الأوسط»: «أي تجربة لها علاقة بعلاج الأمراض ينبغي أن تمر بخطوات عدة تبدأ بالتجارب المعملية، يتبعها التجارب على الحيوانات، ثم التجارب الإكلينيكية على البشر، والتي تنقسم لثلاثة مستويات، قبل الانتقال لتجربة سريرية موسعة». وترى البدري،/ أنه «من الممكن أن يكون العلاج فعّالاً على المدى القصير، لكنه يؤدي على المدى الطويل إلى مشاكل أخرى، وهذا ما يثير المخاوف من التجربة التي نفذها العالم الصيني».


مقالات ذات صلة

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

صحتك هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

أعلنت حكومة كوينزلاند، الاثنين، عن اختفاء مئات العينات من فيروسات قاتلة من أحد المختبرات في أستراليا.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة (رويترز)

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

كشفت دراسة جديدة أن الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك فوائد الرياضة قد ترجع إلى زيادة تدفق الدم للدماغ وتحفيز المواد الكيميائية المعروفة باسم الناقلات العصبية (رويترز)

دراسة: ممارسة الرياضة لنصف ساعة تساهم في تحسين الذاكرة

يعتقد العلماء الآن أن النشاط البدني ليس مجرد فكرة جيدة لتحسين اليوم القادم؛ بل يمكن أن يرتبط بزيادة طفيفة في درجات عمل الذاكرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم «البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية

«البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية

​يبدو أن مركب «البنزول» المسمَّى أيضاً «البنزول الحلقي» ظهر في كل مكان خلال السنوات الأخيرة. معقِّمات بمواد مسرطنة أولاً، كانت معقمات اليدين التي تحتوي على …

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أواني الطهي البلاستيكية السوداء قد تكون ضارة بالصحة (رويترز)

أدوات المطبخ البلاستيكية السوداء قد تصيبك بالسرطان

أصبحت أواني الطهي البلاستيكية السوداء عنصراً أساسياً في كثير من المطابخ، لكنها قد تكون ضارة؛ إذ أثبتت دراسة جديدة أنها قد تتسبب في أمراض مثل السرطان.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.