الجيش اليمني يسقط طائرة مسيرة حوثية في مأرب

قتيل مدني و4 جرحى بانفجار ألغام زرعها الانقلابيون في البيضاء

TT

الجيش اليمني يسقط طائرة مسيرة حوثية في مأرب

أسقطت قوات الجيش الوطني طائرة مسيّرة تابعة للميليشيات الحوثية في محافظة مأرب الواقعة شمال شرقي البلاد. وقالت مصادر عسكرية، إن الطائرة أُسقطت أثناء تحليقها بالقرب من نقطة وضيح شمال حقول صافر النفطية بمحافظة مأرب.
وجاء هذا تزامناً مع استهداف ميليشيات الحوثي الانقلابية، أمس، قرية الصمة في منطقة الحصن بمديرية لودر، شمال محافظة أبين (جنوب) بصواريخ كاتيوشا من دون تسجيل أي خسائر بشرية في صفوف المدنيين. وذكر مصدر محلي، أن «صاروخاً وقع في مكان خالٍ من السكان». لكنه تحدث عن سقوط قتيل مدني وإصابة 4 آخرين، الأحد، بانفجار ألغام حوثية في مديرية نعمان بمحافظة البيضاء (وسط). يذكر أن قوات الجيش الوطني كانت حرّرت منتصف العام الماضي مديرية نعمان بشكل كامل.
وفي تعز، سقط قتلى وجرحى في صفوف ميليشيات الانقلاب، خلال الساعات الماضية، بقصف مدفعي شنتها القوات المشتركة من الجيش الوطني على مواقع ميليشيات الانقلاب في البرح غرب المحافظة. وقالت مصادر عسكرية، نقل عنها المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة، المرابطة في جبهة الساحل الغربي، أن «وحدة المدفعية التابعة لقوات اللواء 14 عمالقة ضمن القوات المشتركة، قصفت تجمعات ومواقع لميليشيات الحوثي في جبال رسيان غرب البرح بقذائف مدفعية الهاون»، وكبدت الميليشيات خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
في المقابل، تواصل ميليشيات الانقلاب تصعيدها العسكري في مختلف مناطق ومديريات محافظة الحديدة، المطلة على البحر الأحمر، غرباً. وشنت الميليشيات قصفاً مدفعياً على مدينة حيس، جنوب الحديدة. وقالت مصادر، إن «قذيفة أطلقتها الميليشيات أصابت منزل المواطن داؤود حضرمي الكائن في حي ربع الحضرمي وسط المدينة، وأدى إلى إصابة أحد سكان المنزل ويدعى عرفات داؤود الحضرمي».
في سياق متصل، أعلنت منظمة مدنية يمنية غير حكومية عن تسجيل انتهاك ميليشيات الحوثي أكثر من 10 آلاف انتهاك في محافظة الضالع جنوب خلال أربعة أعوام. وأوضحت «الشبكة اليمنية للحقوق والحريات» أن هذه الانتهاكات تنوعت بين الاعتقالات التعسفية والاختفاءات القسرية وتعذيب المختطفين، وتعمد استهداف الأحياء الآهلة بالسكان والأسواق الشعبية بأنواع القذائف كافة غير الموجهة كقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا وزراعة الألغام في الأراضي الزراعية والطرق الفرعية.
وقالت الشبكة في تقريرها الذي أصدرته أمس، إنها رصدت «نحو 10509 انتهاكات في محافظة الضالع جنوب اليمن خلال الفترة من 8 أغسطس (آب) 2015 وحتى 10 ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي». وأضافت، أن «فريقها الميداني استطاع رصد 453 حالة قتل طالت المدنيين بينهم 23 امرأة، و17 طفلاً توزعت على مديرية دمت وجبن ومنطقة مريس والفاخر ومديرية قعطبة، في حين وثق الفريق 1624 حالة إصابة، بينهم 62 حالة إصابة أطفال، و42 حالة إصابة نساء، و1032 حالة اعتقال تعسفي طالت المدنيين تم الإفراج عن 788، وبقي في سجونها 244 معتقلاً في سجون الميليشيات الحوثية حتى اللحظة أغلبهم تم نقلهم إلى المحافظات المجاورة مثل إب وذمار، و25 حالة تعذيب وسوء معاملة للمعتقلين».
كما رصد الفريق الميداني «2015 انتهاكاً بحق الممتلكات الخاصة، منها 27 حالة تفجير منازل، و312 حالة اقتحام وتفتيش، و2 حالة حرق بمادة البنزين و202 حالة اقتحام ونهب، و178 حالة نهب واحتلال، و548 حالة تدمير جزئي، و12 حالة قصف نتح منه حريق، و148 حالة قصف نتج منه تدمير كلي، و563 حالة قصف ونهب واحتلال، بإضافة إلى تفجير 3 جسور عامة وإغلاق 20 مقراً لمنظمات وجمعيات خيرية»، إضافة إلى توثيق «363 حالة انتهاك ونهب طالت الممتلكات الخاصة للمدنيين، منها 216 حالة نهب أثاث المنازل، و7 حالة نهب سيارات مختلفة الأنواع، وحالتي نهب ومصادرة شاحنات، و6 حالات مصادرة دراجات نارية، و132 حالة نهب محال تجارية».
وأشار التقرير الحقوقي إلى رصد «480 أسرة حالة تهجير قسري و9 حالات إغلاق مدارسة تعليمية وتعطيل الدراسة وتحويلها إلى مراكز إيواء للنازحين والمشردين، وتحويل مدرستين إلى ثكنات عسكرية للميليشيات الحوثية وإغلاق 4 مدارس أهلية أخرى».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».