الجزائر: موافقة أبرز حزب إسلامي على عرض تبون للحوار

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ( رويترز)
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ( رويترز)
TT

الجزائر: موافقة أبرز حزب إسلامي على عرض تبون للحوار

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ( رويترز)
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ( رويترز)

أعلنت «حركة مجتمع السلم»، أبرز حزب إسلامي في الجزائر، اليوم (لاثنين)، موافقتها على عرض الرئيس الجديد عبد المجيد تبون إجراء حوار لإصلاح الدولة.
وقال رئيس الحزب عبد الرزاق مقري، في بيان حصلت وكالة الأنباء الفرنسية، على نسخة منه: «سنكون طرفاً في الحوار من أجل الإصلاحات، إذ تمت الدعوة إليه وسنقدم أفكارنا واقتراحاتنا».
وتابع مقري: «واجبنا الوطني وواجب غيرنا أن نعطي للرئيس الجديد الفرصة كاملة ليحقق النجاح، ونتمنى له بكل صدق أن ينجح في مهمته، ونعتبر أن نجاحه في مهمته هو لمصلحة الجزائر ولمصلحة كل الجزائريين».
وأكد رئيس الحركة الإسلامية أن تبون «اختاره جزء من الشعب الجزائري ونحن نحترم إرادة المواطنين، وسنتعامل معه كرئيس للجزائريين كما تعاملنا مع الرؤساء من قبله مهما كان موقفنا من طريقة تنظيم الانتخابات».
وكان تبون قد دعا في 19 ديسمبر (كانون الأول)، في خطاب توليه مهماته إلى «طي صفحة الخلافات والتشتّت والتفرقة»، مؤكداً التزامه «بمد اليد للجميع من أجل إكمال تحقيقها في إطار التوافق الوطني وقوانين الجمهورية».
وفاز تبون من الدورة الأولى بـ58.13% من الأصوات فيما بلغت نسبة المشاركة 39.88%، وهي الأدنى على الإطلاق مقارنةً بجميع الانتخابات الرئاسية التعددية في تاريخ البلاد.
وتشهد الجزائر منذ 22 فبراير (شباط)، حراكاً احتجاجياً شعبياً غير مسبوق ضد النظام القائم في البلاد منذ استقلالها في عام 1962، وقد همّش هذا الحراك الذي لا هيكلية رسمية له الأحزاب السياسية.
ومنذ استقالة عبد العزيز بوتفليقة الذي حكم البلاد على مدى 20 عاماً في أبريل (نيسان)، يطالب الحراك بتشكيل مؤسسات انتقالية تتولى إصلاح الدولة وتفكيك «النظام» القائم في السلطة.
وعارض الحراك الانتخابات الرئاسية التي أصر «النظام» على إجرائها لإيجاد خَلَف لبوتفليقة ووضع حد للأزمة.
ولم تقدّم «حركة مجتمع السلم» مرشّحاً للرئاسة ولم تدعم أي مرشّح، مؤكدةً عدم توافر الشروط المناسبة لتنظيم الانتخابات «مثل الشفافية وتلبية مطالب الشعب».
وكان تبون قد عرض على الحراك الشعبي بعيد انتخابه رئيساً «حواراً جاداً من أجل بناء جزائر جديدة».
و«حركة مجتمع السلم» هي أبرز حزب معارض في الغرفة الأولى للبرلمان (34 مقعداً من أصل 462)، وكانت بين عامي 2004 و2012 ضمن التحالف الرئاسي الداعم للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وأكد مقري، اليوم، أن «حركة مجتمع السلم» لم تُستشَر في تأليف الحكومة التي عيّن تبون، السبت، عبد العزيز جراد رئيساً لها.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.