«كتائب حزب الله»... ذراع إيران الممتدة في العراق وسوريا

عناصر من «كتائب حزب الله» خلال عرض عسكري في بغداد (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من «كتائب حزب الله» خلال عرض عسكري في بغداد (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

«كتائب حزب الله»... ذراع إيران الممتدة في العراق وسوريا

عناصر من «كتائب حزب الله» خلال عرض عسكري في بغداد (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من «كتائب حزب الله» خلال عرض عسكري في بغداد (أرشيفية - أ.ف.ب)

شنت القوات الأميركية غارات جوية على 5 قواعد لـ«كتائب حزب الله» العراقية المرتبطة بإيران، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى، وذلك رداً على أكبر هجوم استهدف قواتها في كركوك (شمال العراق).

التأسيس
تأسست «كتائب حزب الله» في عام 2006 ولا يعرف عدد عناصرها على وجه التحديد، فتتراوح التقديرات ما بين ألف مقاتل أو 30 ألفا كما تزعم قيادتها، وفقا لمنظمة «مشروع مكافحة التطرف».
ونفذت المنظمة المسلحة الكثير من الهجمات ضد أهداف عراقية وأميركية باستخدام عبوات ناسفة وقذائف صاروخية والقناصة. ويقول الدبلوماسي الأميركي علي خديري إن «الكتائب» مسؤولة عن بعض أكثر الهجمات خطورة التي استهدفت القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق.
ولم يقتصر نشاط «كتائب حزب الله» على العراق فقط بل امتد إلى سوريا، حيث شاركت في الدفاع عن النظام السوري وقتال تنظيم «داعش».

التمويل والتدريب
صنفت واشنطن الكتائب «منظمة إرهابية» في 2009، وتتهم الإدارة الأميركية «الحرس الثوري» الإيراني بتمويلها. وفي 2014 رفعت عائلات جنود أميركيين قتلى وجرحى دعوى قضائية ضد بنوك أوروبية بسبب تعاملاتها مع النظام الإيراني الذي يمول الهجمات الإرهابية في العراق، وأوضحت وثائق الدعوى أن «الكتائب» تلقت أموالا من طهران لتنفيذ هجمات ضد القوات الأميركية، فيما يتلقى مقاتلو «الكتائب» في سوريا رواتبهم من إيران.
ووفقا لـ«مشروع مكافحة التطرف»، تعتمد «الكتائب» في تمويل هجماتها على أموال تجنيها من عمليات التهريب والخطف لعل من أبرزها اختطاف عدد من أفراد العائلة المالكة القطرية وإطلاق سراحهم مقابل تعويض كبير قدر بـ150 مليون دولار في 2017.
وتلقى عناصر «الكتائب» تدريبات على يد «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» اللبناني في معسكرات بإيران تدريبات على استخدام الأسلحة الصغيرة والمتفجرات. وكذلك امتدت التدريبات إلى العراق، حيث قدم «حزب الله» اللبناني لعناصر الكتائب تدريبات في معسكرات في جنوب العراق، وفي عام 2013 تم نقل مسلحي «الكتائب» جوا إلى سوريا للقتال بجانب قوات نظام الأسد.
وتقوم «الكتائب» بتجنيد عناصرها عبر نشر هجماتها في العراق وسوريا عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتشجيع الآخرين على الانضمام إليها.

القيادة
وتعتبر «الكتائب» من أكثر الميليشيات الشيعية نشاطا في العراق، ويقودها جمال جعفر الإبراهيمي، المعروف أيضاً باسم «أبو مهدي المهندس»، الذي يشغل منصب نائب مستشار الأمن القومي العراقي ونائب قائد «قوات الحشد الشعبي».
ويعد «أبو مهدي المهندس» هو العقل المدبر لتفجيرات السفارة الأميركية والفرنسية في الكويت عام 1983 ومحاولة اغتيال أمير الكويت في عام 1985.
وفي 2018 شكلت «الكتائب» مع ميليشيات شيعية أخرى مثل «منظمة بدر» تحالفا سياسيا فاز بـ47 مقعداً في البرلمان في الانتخابات.
Image result for ‫أبو مهدي المهندس‬‎

أبرز الهجمات
ومن أبرز الاعتداءات التي نفذتها «الكتائب» في 2016 عندما شنت هجمات انتقامية ضد السنة بالقرب من الفلوجة، وفي 2018 انضمت عناصرها إلى الهجوم الذي شنه النظام السوري ضد المعارضة في الغوطة الشرقية.
وفي 2019 تم إطلاق صاروخ كان يستهدف السفارة الأميركية ولكنه فشل في إحداث خسائر، وأخيرا إطلاق صواريخ في27 ديسمبر (كانون الأول) على قاعدة عسكرية عراقية بالقرب من كركوك، مما أدى إلى مقتل متعاقد أميركي وإصابة أربعة من القوات الأميركية واثنين من قوات الأمن العراقية.



الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلنت الجماعة الحوثية في اليمن أنها ستكتفي، فقط، باستهداف السفن التابعة لإسرائيل خلال مرورها في البحر الأحمر، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها الجماعة، الأحد، إلى شركات الشحن وجهات أخرى.

ونقل ما يسمى بـ«مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، التابع للجماعة الحوثية، أن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، ستقتصر، فقط، على السفن المرتبطة بإسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.

وأضاف المركز، الذي كلفته الجماعة بالعمل حلقةَ وصل بينها وشركات الشحن التجاري، أنها توعدت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باستئناف الضربات على السفن التابعة لها في حال استمرار هذه الدول في هجماتها الجوية على المواقع التابعة لها والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وسبق للجماعة الحوثية تحذير الدول التي لديها وجود عسكري في البحر الأحمر من أي هجوم عليها خلال فترة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتوعدت في بيان عسكري، أنها ستواجه أي هجوم على مواقعها خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة، بعمليات عسكرية نوعية «بلا سقف أو خطوط حمراء».

لقطة أرشيفية لحاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان التي أعلن الحوثيون استهدافها 8 مرات (رويترز)

كما أعلنت الجماعة، الأحد، على لسان القيادي يحيى سريع، المتحدث العسكري باسمها، استهداف حاملة الطائرات أميركية هاري ترومان شمال البحر الأحمر بمسيرات وصواريخ لثامن مرة منذ قدومها إلى البحر الأحمر، بحسب سريع.

وسبق لسريع الإعلان عن تنفيذ هجوم على هدفين حيويين في مدينة إيلات جنوب إسرائيل، السبت الماضي، باستخدام صاروخين، بعد إعلان سابق باستهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخين أُطْلِقا من اليمن.

موقف جديد منتظر

وفي وقت مبكر من صباح الأحد كشفت وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية عن استقبال 4 غارات أميركية، في أول ساعات سريان «هدنة غزة» بين إسرائيل، و«حركة حماس».

ويتوقع أن تكون الضربات الأميركية إشارة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية ضد الجماعة الحوثية في سياق منعزل عن التطورات في غزة واتفاق الهدنة المعلن، بخلاف المساعي الحوثية لربط العمليات والمواجهات العسكرية في البحر الأحمر بما يجري في القطاع المحاصر.

ومن المنتظر أن تصدر الجماعة، الاثنين، بياناً عسكرياً، كما ورد على لسان سريع، وفي وسائل إعلام حوثية، بشأن قرارها اقتصار هجماتها على السفن التابعة لإسرائيل، والرد على الهجمات الأميركية البريطانية.

كما سيلقي زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطاباً متلفزاً، بمناسبة بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وزعم سريع، السبت الماضي، وجود رغبة لدى الجماعة لوقف هجماتها على إسرائيل بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وإيقاف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر؛ إذا توقفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن مهاجمة أهداف في اليمن.

كما أكّد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، أن الهجمات على إسرائيل ستعود في حال عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي تستهدف الجماعة الحوثية سفناً في البحر الأحمر بزعم تبعيتها لإسرائيل، حيث بدأت باحتجاز السفينة جالكسي ليدر التي ترفع علم جزر الباهاما في المياه الدولية، والتي لا تزال، وأفراد طاقمها البالغ عددهم 25 فرداً، قيد الاحتجاز لدى الجماعة.

السفينة «غالاكسي ليدر» التي تحتجزها الجماعة الحوثية منذ 14 شهراً (رويترز)

وأتبعت الجماعة ذلك بتوسع عملياتها لتشمل السفن البريطانية والأميركية، بصواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة في المياه القريبة من شواطئ اليمن بزعم دعم ومساند سكان قطاع غزة ضد الحرب الإسرائيلية.

وتسببت تلك الهجمات في تعطيل جزء كبير من حركة التجارة الدولية، وأجبرت شركات الشحن والملاحة على تغيير مسار السفن التابعة لها، واتخاذ مسار أطول حول جنوب قارة أفريقيا بدلاً من عبور قناة السويس.

وأدى كل ذلك إلى ارتفاع أسعار التأمين وتكاليف الشحن وزيادة مدد وصولها، وبث مخاوف من موجة تضخم عالمية جديدة.

لجوء إلى التخفي

ويلجأ قادة الجماعة إلى الانتقال من مقرات إقامتهم إلى مساكن جديدة، واستخدام وسائل تواصل بدائية بعد الاستغناء عن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، رغم أنهم يحيطون أنفسهم، عادة، باحتياطات أمنية وإجراءات سرية كبيرة، حيث يجهل سكان مناطق سيطرتهم أين تقع منازل كبار القادة الحوثيين، ولا يعلمون شيئاً عن تحركاتهم.

أضرار بالقرب من تل أبيب نتيجة اعتراض صاروخ حوثي (غيتي)

وشهدت الفترة التي أعقبت انهيار نظام الأسد في دمشق زيادة ملحوظة في نقل أسلحة الجماعة إلى مواقع جديدة، وتكثيف عميات التجنيد واستحداث المواقع العسكرية، خصوصاً في محافظة الحديدة على البحر الأحمر.

كما كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، خلال الأيام الماضية أن الاتصالات بقيادة الصف الأول للجماعة المدعومة من إيران لم تعد ممكنة منذ مطلع الشهر الحالي على الأقل، نتيجة اختفائهم وإغلاق هواتفهم على أثر التهديدات الإسرائيلية.

وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، تحالفاً عسكرياً تحت مسمى تحالف الازدهار، لمواجهة الهجمات الحوثية وحماية الملاحة الدولية، وفي يناير (كانون الثاني) الماضي بدأ التحالف هجماته على المواقع العسكرية للجماعة والمنشآت المستخدمة لإعداد وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

وأطلق الاتحاد الأوروبي، في فبراير (شباط) الماضي، قوة بحرية جديدة تحت مسمى «خطة أسبيدس»، لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وحدد مهامها بالعمل على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج، على أن يكون المقر في لاريسا اليونانية.

احتفالات حوثية في العاصمة صنعاء بوقف إطلاق النار في غزة (إعلام حوثي)

وتزامنت هجمات الجماعة الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر مع هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على مدن ومواقع إسرائيلية، ما دفع سلاح الجو الإسرائيلي للرد بضربات جوية متقطعة، 5 مرات، استهدف خلالها منشآت حيوية تحت سيطرة الجماعة.

وشملت الضربات الإسرائيلية ميناء الحديدة وخزانات وقود ومحطات كهرباء في العاصمة صنعاء.

ونظمت الجماعة الحوثية في العاصمة صنعاء، الأحد، عدداً من الاحتفالات بمناسبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رفعت خلالها شعارات ادعت فيها أن عملياتها العسكرية في البحر الأحمر وهجماتها الصاروخية على الدولة العبرية، أسهمت في إجبارها على القبول بالهدنة والانسحاب من القطاع.

وتأتي هذه الاحتفالات مترافقة مع مخاوف قادة الجماعة من استهدافهم بعمليات اغتيال كما جرى مع قادة «حزب الله» اللبناني خلال العام الماضي، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافهم، وسط توقعات بإصابة قادة عسكريين كبار خلال الضربات الأميركية الأخيرة في صنعاء.