إسرائيل تبحث «تهدئة مختصرة» مع «حماس»... وتضييقاً مالياً على السلطة

استعراض في غزة لـ«شهداء الأقصى» الجناح العسكري لـ«فتح» بمناسبة 55 عاماً على انطلاق الحركة (إ.ب.أ)
استعراض في غزة لـ«شهداء الأقصى» الجناح العسكري لـ«فتح» بمناسبة 55 عاماً على انطلاق الحركة (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تبحث «تهدئة مختصرة» مع «حماس»... وتضييقاً مالياً على السلطة

استعراض في غزة لـ«شهداء الأقصى» الجناح العسكري لـ«فتح» بمناسبة 55 عاماً على انطلاق الحركة (إ.ب.أ)
استعراض في غزة لـ«شهداء الأقصى» الجناح العسكري لـ«فتح» بمناسبة 55 عاماً على انطلاق الحركة (إ.ب.أ)

بعد ساعات من البحث في قضية التهدئة مع «حماس» في قطاع غزة، خرج وزير الدفاع الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، معلناً قراراً واحداً؛ هو خصم 150 مليون شيقل (42 مليون دولار) من الأموال الفلسطينية التي تجبيها إسرائيل من الجمارك. ومع أن «حماس» نفت أنها تدير مفاوضات مع إسرائيل حول التهدئة، قالت مصادر إسرائيلية إن المفاوضات متقدمة جداً، لكنها لم تصل إلى حد إبرام اتفاق بسبب الخلافات الداخلية الإسرائيلية.
وكان الكابنيت (المجلس الوزاري المصغر لشؤون السياسة والأمن في الحكومة الإسرائيلية)، قد عقد جلسة سرية مطولة، أمس (الأحد)، تم تحديد موضوع البحث لها «التهدئة مع حماس». ومن التسريبات التي نشرت في الإعلام الإسرائيلي، يتضح أنه بسبب الخلافات الداخلية بين الجيش الإسرائيلي من جهة والمخابرات (الشاباك) من جهة ثانية، تتجه الحكومة إلى «تهدئة مختصرة». فلن يكون هناك مطار أو ميناء ولا تبادل أسرى، إنما تسهيلات لحياة السكان في قطاع غزة.
وأفاد تقرير للقناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي، بأن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شابات، عرض على وزراء الكابنيت، «البنود الأساسية للتسوية» في القطاع، التي توصل إليها من خلال مباحثات غير مباشرة مع حركة «حماس» بوساطة مصرية. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن «حماس» ردت على الجهات الأجنبية الضالعة بالمباحثات، بأن كل التفاهمات المتعلقة بالتهدئة مع إسرائيل تخص قطاع غزة فقط، ولن تشمل الضفة الغربية التي تقع تحت الاحتلال. وذكرت الإذاعة أنه ليس من الواضح إذا كانت إسرائيل هي المبادرة لدى الجهات الأجنبية لفحص موضوع وقف العمليات بالضفة، خلال الاتصالات مع قادة حماس، أو أن ذلك تم بمبادرة ذاتية من قبل الوسيط والجهات الأجنبية.
وقال عضو الكابنيت، الوزير تساحي هنغبي، إن «التسوية أقرب مما كانت عليه في العام الماضي. لكن هناك عناداً على الجانب الآخر، خصوصاً بشأن قضية إرجاع المختطفين. فما دام لا يوجد ملخص عن موضوع المختطفين، لن ينعم الطرف الآخر بأمور مهمة، مثل البنى التحتية». وحول بنود ومحاور مقترح التسوية، أفادت المراسلة السياسية للقناة 12 الإسرائيلية، دانا فايس، بأن إسرائيل ستتعهد في الاتفاق بتقديم تسهيلات مدنية لسكان القطاع؛ منها زيادة التصاريح الممنوحة لـ5 آلاف تاجر للخروج من القطاع عبر المعابر مع إسرائيل بشكل تدريجي، وزيادة مساحة الصيد في البحر، ودفع مشروع مد أنبوب غاز في القطاع، وزيادة في إدخال المعدات لمستشفيات القطاع وتحسين التزويد بالكهرباء. هذا إضافة إلى إدخال الأموال القطرية بقيمة 30 مليون دولار نقداً في كل شهر إلى قطاع غزة.
وتتعهد «حماس» في المقابل بمنع إطلاق القذائف الصاروخية من القطاع، وستقوم بالتقليص التدريجي لمسيرة العودة الأسبوعية عند السياج الحدودي، وصولاً إلى إلغاء المسيرات نهائياً. ونفت حركة «حماس»، وجود أي حديث عن اتفاقات «تهدئة» أو تسوية شاملة مع إسرائيل، سواء كان بالضفة الغربية أو في قطاع غزة. وقال الناطق باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع، إنّ ما يجري على الأرض هو تثبيت للتفاهمات السابقة المتعلقة برفع الحصار عن قطاع غزة، وليس أكثر من ذلك. وأوضح أنّ ما يدور من حديث في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن عدم شمولية الضفة الغربية لتفاهمات التهدئة، «هو محض تأليف وعارٍ عن الصحة».
وعقّبت حركة «الجهاد الإسلامي» على هذه الأنباء، قائلة إنه «يجب تعزيز دور المقاومة على الساحة الفلسطينية، وليس تهدئة». ورفض وزير الدفاع الإسرائيلي، نفتالي بنيت، إعطاء تفاصيل عن الأبحاث في الكابنيت وراح يتحدث عن «توجيه ضربة اقتصادية للذين يكرسون الأموال لتمويل الأسرى وبذلك يشجعون الإرهاب». وقال: «منح هذه الأموال لسلطة أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) كان مخالفاً لكل منطق سليم. فالجمهور في إسرائيل انتخب حكومة يمين ووجد نفسه أمام سياسة يسار تمول أعداء إسرائيل، وقد انتهى هذا العهد».
وقالت مصادر سياسية في تل أبيب إن بنيت، الذي يعدّ وزير الدفاع الأكثر يمينية وتشدداً في تاريخ إسرائيل، قد أبدى تأييداً لسياسة الجيش في التوصل إلى تهدئة مع «حماس»، باعتبارها فرصة سانحة لتحييد هذه الحركة عن الصراع وعن تنظيمات متطرفة مثل الجهاد.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.