قبل 3 أشهر، كانت معظم التكهنات تشير إلى فوز الهولندي فيرجيل فان دايك، مدافع ليفربول الإنجليزي، بجائزة «الأفضل» لعام 2019 التي تمنح إلى أفضل لاعب في العام باستفتاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وذلك بعد الدور البارز الذي لعبه فان دايك في فوز ليفربول بلقب دوري أبطال أوروبا.
ولكن الفيفا فاجأ الجميع بإعلان الأرجنتيني ليونيل ميسي، مهاجم برشلونة الإسباني، فائزاً بالجائزة خلال حفل جوائز الفيفا الذي أقيم بمدينة ميلانو الإيطالية في 23 سبتمبر (أيلول) الماضي.
وحقق ميسي رقماً قياسياً خاصاً للغاية، بعدما أصبح أول لاعب في التاريخ يفوز بالجائزة 6 مرات، متفوقاً بذلك على منافسه التقليدي العنيد البرتغالي كريستيانو رونالدو، شريكه السابق في صدارة القائمة الذهبية للجائزة، حيث أحرز رونالدو هذه الجائزة 5 مرات.
ولم تمضِ سوى أسابيع قليلة حتى أحرز ميسي جائزة أخرى على القدر نفسه من الأهمية، وهي جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، المقدمة من مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية المتخصصة.
ونظراً لاختلاف معايير التقييم بين الجائزتين العريقتين، واختلاف هوية الفائز بالجائزتين في بعض الأعوام سابقاً، كان فوز ميسي بكليهما في 2019 تأكيداً على أحقيته بالجائزتين، وعدم وجود مجاملات في منحه أي منهما، رغم إخفاقه مع برشلونة في دوري الأبطال، ومع المنتخب الأرجنتيني في بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) التي استضافتها البرازيل منتصف هذا العام.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يحرز فيها ميسي كلا الجائزتين منذ 2015، لتكون الأولى له في كل منهما بعد فك الشراكة التي جمعت بين الفيفا و«فرانس فوتبول» بين عامي 2010 و2015، علماً بأن ميسي توج بالجائزة خلال تلك الفترة 4 مرات، بخلاف فوزه أيضاً بكل من الجائزتين على حدة في 2009.
والحقيقة أن ميسي لم يحرز لقب دوري الأبطال الأوروبي مع برشلونة في الموسم الماضي 2018-2019، وأخفق مجدداً في الفوز بأول لقب له مع المنتخب الأرجنتيني بعدما سقط مع الفريق في مواجهة المنتخب البرازيلي في المربع الذهبي لـ«كوبا أميركا 2019».
ولكن النجم الأرجنتيني الشهير قدم من العروض والأهداف الغزيرة في عام 2009 ما نجح من خلاله في الحصول على أكبر قدر من الأصوات في الاستفتاء على كل من الجائزتين، متفوقاً بهذا على فان دايك الذي لعب دوراً بارزاً في فوز ليفربول بلقب دوري الأبطال للمرة الأولى منذ 2005. ولعبت العروض الفنية المميزة لميسي، ومهارات وأهداف اللاعب التي أمتعت عشاق اللعبة، دوراً أكبر من منصات التتويج والقوة في الأداء.
وكان ميسي قد حل خامساً في الاستفتاء على جائزة الكرة الذهبية في 2018، التي فاز بها الكرواتي لوكا مودريتش، نجم ريال مدريد الإسباني، لدوره في فوز الريال بلقب دوري الأبطال الأوروبي، وبلوغ المنتخب الكرواتي المباراة النهائية لكأس العالم 2018، بروسيا.
ولكن ميسي تصدر التصويت على كل من الجائزتين في 2019، متفوقاً بفارق كبير على فان دايك، والبرتغالي كريستيانو رونالدو الذي حل ثالثاً، خلف فان دايك في كل من الجائزتين.
وإذا كان فوزه مع فريقه بلقب الدوري الإسباني، ورفع رصيده من الألقاب إلى 34 لقباً مع برشلونة، منها 10 ألقاب في الدوري الإسباني، قد ساهم في فوزه بلقب جائزة «الأفضل»، فإن الأهداف لعبت دورها في فوزه بجائزة الكرة الذهبية، حيث أحرز اللاعب المخضرم 46 هدفاً، وصنع 17 لزملائه، في 54 مباراة خاضها في مختلف البطولات مع ناديه ومنتخب بلاده خلال 2019، حتى موعد تتويجه بجائزة الكرة الذهبية في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
وبلغ متوسط انتصارات ميسي في المباريات التي خاضها خلال 2019 نحو 5.68 في المائة، كما رفع اللاعب رصيده من الأهداف التي يحرزها من الركلات الحرة إلى 52 هدفاً في مسيرته الكروية حتى الآن، من بينها 46 هدفاً لبرشلونة و6 أهداف للتانجو الأرجنتيني.
ورغم هزيمة برشلونة أمام ليفربول في المربع الذهبي لدوري الأبطال، تصدر ميسي قائمة هدافي البطولة في الموسم الماضي، برصيد 12 هدفاً في 10 مباريات خاضها مع الفريق، كما اختير الهدف الذي سجله من ضربة حرة في مرمى ليفربول ليكون أفضل هدف في البطولة بالموسم الماضي. وأحرز ميسي 3 ثلاثيات (هاتريك) في 2019، ليعادل عدد مرات الهاتريك التي سجلها رونالدو في الدوري الإسباني، برصيد 34 هاتريك لكل منهما. وإلى جانب أنه أصبح اللاعب الأكثر حصداً للبطولات في تاريخ برشلونة، عادل ميسي رصيد الأسطورة تيلمو زارا في عدد مرات الفوز بجائزة «بيتشيتشي» التي تمنح لهداف الدوري الإسباني خلال الموسم، حيث أحرز الجائزة للمرة السادسة في مسيرته الكروية حتى الآن، وهو ما لم يحققه أي لاعب منذ أن نجح زارا في هذا عام 1953. كذلك عزز ميسي رقمه القياسي في عدد مرات الفوز بجائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في أوروبا على مدار الموسم، حيث تصدر القائمة برصيد 36 هدفاً، ليفوز بالجائزة للمرة السادسة، كما أصبح أول لاعب يفوز بهذه الجائزة في 3 مواسم متتالية.
كما توجت جائزتا «الأفضل» و«الكرة الذهبية» عاماً رائعاً لميسي على مستوى العروض الكروية، حيث لا يزال اللاعب يقدم المستويات التي تحظى بإعجاب وإشادة عشاق الساحرة المستديرة.
جائزة «الكرة الذهبية»... المهارة والأهداف تهزم الألقاب
كأن الفيفا يريد أن يقول لفان دايك ورونالدو: الألقاب ليست كل شيء
جائزة «الكرة الذهبية»... المهارة والأهداف تهزم الألقاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة