مصر تحتفل بمرور 116 عاماً على إنشاء متحف الفن الإسلامي

يضم مجموعات أثرية متنوعة من الهند والصين والأندلس

فقرات استعراضية احتفالاً بذكرى إنشاء المتحف (إدارة متحف الفن الإسلامي)
فقرات استعراضية احتفالاً بذكرى إنشاء المتحف (إدارة متحف الفن الإسلامي)
TT

مصر تحتفل بمرور 116 عاماً على إنشاء متحف الفن الإسلامي

فقرات استعراضية احتفالاً بذكرى إنشاء المتحف (إدارة متحف الفن الإسلامي)
فقرات استعراضية احتفالاً بذكرى إنشاء المتحف (إدارة متحف الفن الإسلامي)

احتفلت مصر بمرور 116 عاماً على إنشاء متحف الفن الإسلامي، عبر تنظيم احتفالية أبرزت الدور المجتمعي والفني والثقافي للمتحف، الذي شهد تطوراً وتوسعاً في أنشطته الثقافية والفنية خلال السنوات الماضية، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريف بالفنون الإسلامية المتنوعة عبر رحلة تاريخية تعود إلى عام 1903 ميلادية، تحول خلالها المتحف إلى منارة ثقافية وفنية تحمل على عاتقها مهمة الحفاظ على كنوز التراث الإسلامي وفنونه وحرفه اليدوية النادرة التي حرص على نقلها إلى الأجيال الجديدة.
وشهدت فقرات الاحتفالية التي أقيمت مساء أول من أمس، تنوعاً عكس تباين وتطور الدور الفني والثقافي لمتحف الفن الإسلامي بوسط القاهرة بجانب دوره التقليدي في الحفاظ على التراث الإسلامي، وبدأ برنامج الحفل بمجموعة من الورش الخاصة بالأطفال للتدريب على بعض الحرف اليدوية التراثية، حيث خُصصت الورشة الأولى للتدريب على صناعة وتكوين المُجسمات باستخدام الطين الأسواني، وورشة أخرى لتنفيذ زخارف البلاطات الخزفية بالاستعانة بنماذج زخرفية من مقتنيات المتحف، إضافة إلى ورشة للتدريب على فنون الخط العربي، واختتمت فقرات الأطفال بورشة «الحكي التراثي» بعرض مسرحية «عرائس البابيت».
وتضمن البرنامج افتتاح معرضين مؤقتين؛ أحدهما للآثار الإسلامية بعنوان «من ذاكرة المتحف»، وضم عدداً من أقدم وأهم مقتنيات المتحف من التحف الأثرية، فيما خُصص المعرض الثاني للفنون تحت عنوان «ملتقى فناني وزارة السياحة والآثار الثاني» بمشاركة 45 فناناً، وضم نحو 100 عمل فني بمجالات متنوعة منها الفن التشكيلي، وتضمن المعرض الذي افتتح بالتعاون مع إدارة التنمية الثقافية والتواصل المجتمعي بمكتب وزير السياحة والآثار عروضاً للمواهب الشابة في الغناء والموسيقى والشعر.
وافتتح المتحف في 28 ديسمبر (كانون الأول) عام 1903م، في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، وكان يعرف باسم «دار الآثار العربية»، وهو الاسم الذي تغير عام 1952 إلى متحف الفن الإسلامي، وبدأت فكرة إنشائه في عهد الخديوي إسماعيل عام 1869 ميلادية، ويضم مجموعات متنوعة من الآثار الإسلامية والمخطوطات من دول كثيرة منها الهند والصين ومصر والأندلس وشبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وشمال أفريقيا.
وتنوعت الفقرات الفنية في الاحتفالية حيث شهدت مسرحيات وعروضاً لعرائس الماريونت وخيال الظل، وصُممت العرائس والعروض لتعبر عن شخصيات من العصور الإسلامية وعرض تاريخ المتحف، كما شاركت في العروض فرقة النيل للآلات الشعبية والتنورة، واختتم الحفل بفقره فنية غنائية شارك فيها عدد من المواهب الشابة من وزارة الآثار والسياحة.
ويقول الدكتور ممدوح عثمان، مدير عام متحف الفن الإسلامي لـ«الشرق الأوسط»، إن «السنوات الماضية شهدت تطوراً وتوسعاً في الدور المجتمعي للمتحف بشكل عام، خصوصاً الدور الثقافي والفني، حيث نستهدف بالأنشطة كل فئات المجتمع سواء الأطفال أو النساء أو الفئات الخاصة مثل ذوي الاحتياجات الخاصة، ونحرص على عدم الاكتفاء بالأنشطة التي ننظمها داخل المتحف، بل نذهب إلى الفئات المستهدفة لتنظيم فعالياتنا في أماكن تجمعاتهم».
ويضيف عثمان: «يحمل المتحف على عاتقه مهمة مجتمعية كبيرة للتعريف بالتراث الإسلامي، خصوصاً الفنون والحرف اليدوية من خلال الورش والمعارض الفنية، وهو ما جعل الدور الثقافي والفني للمتحف يتنامى ويتداخل مع حياة الناس، متجاوزاً الدور التقليدي الخاص بعرض مقتنياته المتنوعة».
وواجه المتحف تحديات كثيرة منذ إنشائه، حيث خضع للترميم والتجديد مرات عدة، ففي يناير (كانون الثاني) 2017، أعاد الرئيس عبد الفتاح السيسي افتتاحه عقب عمليات ترميم وتجديد استمرت منذ عام 2014 بعدما تعرض جزء كبير منه للتدمير بسبب التفجير الإرهابي، الذي استهدف مديرية أمن القاهرة، التي تقع بجوار المتحف.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.