دياب يكثف اتصالاته... وتأليف الحكومة مستبعد قبل نهاية السنة

«حزب الله» و«أمل» يؤكدان تسهيل مهمته و«القوات» تجدد رفض المشاركة

TT

دياب يكثف اتصالاته... وتأليف الحكومة مستبعد قبل نهاية السنة

يواصل رئيس الحكومة المكلف حسان دياب، اتصالاته ولقاءاته لتشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن، فيما قالت مصادر مطلعة على الاتصالات لـ«الشرق الأوسط» إن من المستبعد أن يتمكن دياب من الإعلان عن أعضاء حكومته خلال اليومين المتبقيين من هذه السنة.
في هذا الوقت قام شبان أمس، بتنظيم مظاهرة أمام منزل دياب في بيروت، فيما سُجل انتشار مكثف للقوى الأمنية وكانت مشاركة من ناشطي الحراك الشعبي في طرابلس. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بانطلاق 11 حافلة باتجاه بيروت، للانضمام إلى المظاهرة أمام منزل رئيس الحكومة المكلف.
وأشارت قناة «إم تي في» إلى أن رئيس الجمهورية ميشال عون، يصرّ على أن تبصر الحكومة النور يوم غد (الاثنين)، أي قبيل عطلة رأس السنة، في حين يفضّل الثنائي الشيعي، خصوصاً «حزب الله»، القيام بالمزيد من المشاورات قبل إعلان التشكيلة الحكوميّة. من جهتها، قالت قناة «إم تي في» إن حركة دياب حققت بعض التقدم وإن الأخير قدم طرحاً وسطياً يقوم على أن يكون الوزراء من الحزبيين غير البارزين أو قريبين من الأحزاب. وعُلم أنه تم الاتفاق على دمج 4 وزارات، وأن دياب لا يريد وزراء من الحكومة السابقة، إلا أن هذا الأمر لم يتم حسمه بشكل نهائي.
وفي هذا الإطار، أكد النائب في كتلة «التحرير والتنمية» وعضو المكتب السياسي في حركة «أمل» علي بزي، أن الحركة تقدم كل التسهيلات لتشكيل حكومة إنقاذية.
وقال خلال لقاء سياسي في بلدة راميا قضاء بنت جبيل، قال بزي: «تمسكنا برئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري لأننا أدركنا أهمية تحمل الجميع المسؤولية لإنقاذ لبنان، بعدما واجهنا أزمة من أخطر الأزمات التي شهدها بلدنا تجلت بكل إبعادها السياسية والاقتصادية والمالية، وبعد تكليف الرئيس حسان دياب قدمنا ولا نزال كل التسهيلات لتشكيل حكومة إنقاذية، وكان كلام رئيس البرلمان نبيه بري، واضحاً في نصيحته للرئيس المكلف بضرورة الانفتاح على الجميع، بمن فيهم أولئك الذين لم يسمّوه خلال الاستشارات، لأن حجم التحدي يستوجب تكاتف الجميع».
وأضاف: «نتمنى تشكيل حكومة تكون على قدر رهان اللبنانيين وتطلعاتهم والصرخة المحقة للحراك، وتكتسب أيضاً ثقة المجتمع الدولي فتكون عيدية اللبنانيين في العام الجديد وتضع لبنان على طريق الخلاص».
من جهته، انتقد النائب في «حزب الله» حسن فضل الله، ما قال إنه استعجال في إطلاق الأحكام المسبقة على الحكومة ومحاولات التعطيل والعرقلة وإطلاق النار السياسي.
وقال في لقاء حواري في منطقة كفرمان في الجنوب: «كان سعينا لتكون هناك أرضية مشتركة مع بقية الكتل النيابية، وكنا نقول يجب أن تكون هناك حكومة خصوصاً أن حكومة تصريف الأعمال لا تقوم بدورها وعندما لم يحصل تفاهم مع رئيس الحكومة المستقيلة على صيغة مشتركة اختارت الأغلبية النيابية الدكتور حسان دياب وقلنا للجميع تعالوا إلى التعاون لتشكيل حكومة تنقذ البلد».
وسأل: «لماذا هناك استعجال في إطلاق الأحكام المسبقة على الحكومة التي لم تنجَز بعد، قبل أن نجلس معه بدأنا نرى محاولات التعطيل والعرقلة وإطلاق النار السياسي؟». وأضاف: «نحن في (حزب الله) نحاول بقدر الإمكان أن نساعد وأن يكون هناك مناخ معقول لتولد الحكومة وتبدأ العمل... لا نريد تحديد مواقيت، فعملية التشكيل منوطة بالرئيس المكلف ورئيس الجمهورية وتحتاج إلى توفير أغلبية نيابية، والرئيس المكلف هو من يُجري نقاشات مع الكتل للوصول إلى توافقات».
في المقابل، جدد حزب «القوات» على لسان النائب وهبي قاطيشا، رفض «القوات» المشاركة في الحكومة. وقال في حديث لـ«وكالة الأنباء المركزية»: «التشاور معنا غير وارد، لأننا نرفض قبل كل شيء المشاركة في الحكومة، وأعلنّا أننا نريد أن نترك المستقلين يشكلون الحكومة».
وعن الأسماء المسرّبة للتوزير قال: «هذا دليل إفلاسهم، يعيشون في زمن ما قبل 17 تشرين». وسأل: «ما الذي سيتغير في حال أعادوا نفس الأشخاص إلى الحكومة؟ الأرجح أنهم يعيشون على كوكب آخر أو متمسكون بالسلطة والمحاصصات التي أفلست البلد ويريدون إفلاسه أكثر».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.