فضل المهاجم السويدي المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش كتابة السطر الأخير لمسيرته الكروية الرائعة بالعودة لناديه السابق ميلان الإيطالي، بعد توقيعه عقداً لمدة 6 أشهر قابلة للتجديد مع النادي الإيطالي، لكن القرار ربما يسفر عن تحول هائل في مشوار فريقه بدوري الدرجة الأولى الإيطالي، رغم الابتعاد تماماً عن المنافسة.
ويحتل ميلان، ثاني أكثر الأندية نجاحاً في إيطاليا من حيث عدد ألقاب الدوري خلف يوفنتوس، المركز العاشر الذي لا يليق به، بالتزامن مع إعلان التعاقد مع الهداف السويدي الجمعة الماضي، حيث يتطلع ويتطلع جمهور ميلان للاستفادة مجدداً من قدرات المهاجم البارز الذي سجل 42 هدفاً في 61 مباراة مع الفريق، وفاز بلقبي الدوري وكأس السوبر المحليين قبل الرحيل في 2012 إلى باريس سان جيرمان.
لكنه عاد بعد أن أصبح أكبر سناً بـ7 سنوات. وبعد أن سجل 31 هدفاً في 31 مباراة في الموسم الماضي، مع لوس أنجليس غالاكسي في الدوري الأميركي يمكن الاعتقاد بأنه لا يزال يحتفظ بقوته وفاعليته حتى إذا انخفضت سرعته.
ووعد إبراهيموفيتش أنصار النادي الذي دافع عن ألوانه سابقاً بين عامي 2010 و2012 بأنه سيبذل قصارى جهده لمساعدته في الخروج من الأزمة التي يمر بها حالياً بطل أوروبا 7 مرات باحتلاله المركز الحادي عشر في الدوري الإيطالي.
وصرح إبراهيموفيتش لموقع النادي الرسمي: «أعود إلى النادي الذي أكن له احتراماً كبيراً وإلى المدينة التي أحب». وأضاف: «سأكافح أنا وزملائي لتغيير الأمور هذا الموسم، وسأبذل قصارى جهدي لتحقيق أهدافنا».
وسيلتحق إبراهيموفيتش بصفوف فريقه (الجديد - القديم) في 2 يناير (كانون الثاني)، لإجراء الفحوصات الطبية قبل أن يبدأ التدريب مع زملائه الجدد.
وكان إبراهيموفيتش أعلن رحيله عن نادي لوس أنجليس غالاكسي الأميركي الشهر الماضي، بعد أن أمضى في صفوفه موسمين ونصف الموسم، وسجل 52 هدفاً في 56 مباراة.
ويعرف إبراهيموفيتش الدوري الإيطالي جيداً، بعد أن دافع عن ألوان 3 أندية؛ هي يوفنتوس وإنتر ميلان وميلان. انضم إلى يوفنتوس عام 2004 قبل أن ينتقل إلى إنتر ميلان عام 2006 بعد إسقاط يوفنتوس إلى مصاف الدرجة الثانية لاتهامه بالتلاعب بنتائج المباريات في الدوري المحلي، قبل أن ينتقل إلى ميلان عام 2010 على سبيل الإعارة من برشلونة لموسم واحد قبل أن يوقع رسمياً معه. وعلى مدى موسمين في صفوف ميلان، سجل إبراهيموفيتش 56 هدفاً في 85 مباراة. ويعاني ميلان من عقم في خط الهجوم، إذ سجل 16 هدفاً فقط في 17 مباراة حتى الآن هذا الموسم، ويأمل أن يسهم وجود «إبرا» في صفوفه في رفع معنويات زملائه على أرضية الملعب. ويأتي التعاقد مع إبراهيموفيش في إطار سعي إدارة نادي ميلان لوقف النتائج السلبية للفريق الذي حقق فوزين فقط في مبارياته السبع الأخيرة، إذ يحتل المركز الحادي عشر، ومني الأحد الماضي بأسوأ خسارة له في الدوري منذ 21 عاماً، عندما سقط بخماسية نظيفة أمام مضيفه أتالانتا.
ويملك إبراهيموفيتش خبرة واسعة في الملاعب الأوروبية جناها من خلال دفاعه عن ألوان أبرز أندية القارة العجوز، بدءاً بأياكس أمستردام الهولندي وتجربته الإيطالية، ثم باريس سان جيرمان الفرنسي، حيث بات أفضل هداف في صفوفه مع 156 هدفاً في 180 مباراة، قبل أن يحطم رقمه زميله السابق الأوروغوياني أدينسون كافاني.
توج هدافاً للدوري الإيطالي مرتين عام 2009 في صفوف إنتر ميلان، ثم في عام 2012 مع ميلان، كما أنه يملك الرقم القياسي في عدد الأهداف التي سجلها في صفوف منتخب بلاده مع 62 هدفاً في 116 مباراة دولية.
ولطالما تميز إبراهيموفيتش بتصريحات نارية تتعلق به، ومما قاله إثر تركه غالاكسي في تغريدة على حسابه الشخصي على «تويتر»: «لقد جئت، لقد رأيت، لقد فزت، شكراً لك غالاكسي على إعادتي إلى الحياة، بالنسبة لعشاق الفريق، أردتم زلاتان، أعطيتكم زلاتان، على الرحب، تستمر القصة... الآن، عودوا إلى مشاهدة البيسبول». وعندما سئل ما إذا كان سيبقى مع باريس سان جيرمان بعد انتهاء عقده، أم لا، كان جوابه: «سأفعل ذلك إذا أزاحوا برج إيفل ووضعوا تمثالي بدلاً منه». وعن تجربته الباريسية، قال أيضاً: «لقد أتيت إلى هنا ملكاً وسأغادر أسطورة».
وتحمل السيرة الذاتية لإبراهيموفيتش عنواناً يمجد نفسه فيه وهو «كرة القدم هي أنا». وتعرض إبراهيموفيتش لإصابة خطيرة في ركبته في صفوف مانشستر يونايتد، لكنه تعافى في وقت قياسي. ولدى سؤاله عن هذا الأمر، قال: «الأسود لا تتعافى مثل الكائنات البشرية العادية». بيد أن قوة إبراهيموفيتش تكمن في أن موهبته تتكلم عنه على أرضية المستطيل الأخضر.
وأشاد المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي في كتابه بعنوان «أسراري التدريبية» بإبراهيموفيتش بقوله: «يملك شخصية رائعة ويتميز باستقرار كبير في المستوى، ولطالما كان قدوة لزملائه».
وسيسير إبراهيموفيتش على خطى لاعبين كبار سبقوه بالعودة من الولايات المتحدة إلى القارة الأوروبية في خريف عمرهم، أمثال الفرنسي تييري هنري والإنجليزي ديفيد بيكهام من دون أن يصيبا نجاحات بارزة، وبالتالي فإن التحدي كبير أمام السويدي المخضرم.
وربما يمكن التفكير في أن تعاون المهاجم البالغ عمره 38 عاماً مع لاعبين يربحون أقل بكثير من راتبه في أميركا جعله على قدر التطلعات وبات يتحمل مسؤولية فريقه بشكل أكبر. واعتقد البعض أن مرحلة إبراهيموفيتش في الدوري الأميركي، وهي بطولة ناشئة لكنها لا تزال بعيدة عن مستوى المسابقات القوية عالمياً، ستكون الأخيرة بمسيرته العامرة بالأهداف المذهلة والأمجاد وإثارة الجدل.
ويملك إبراهيموفيتش قدرة استثنائية على استفزاز أي شخص؛ بداية من جماهير الفرق المنافسة وحتى مدربه السابق في برشلونة بيب جوارديولا، كما أن تمثاله في بلدته مالمو تعرض للتشويه مؤخراً بعد أن استحوذ على حصة من نادي هاماربي المنافس في استوكهولم.
ويمتد العقد مع ميلان حتى نهاية الموسم مع إمكانية التجديد لعام إضافي، ورغم أنه لا يمكن استبعاد قبوله لعرض مربح من الصين أو لبلد بالشرق الأوسط لاحقاً، فإن خطوته الحالية ستكون الأخيرة على الأرجح في مسابقات الدوري الكبرى.
هل ينقذ إبراهيموفيتش ميلان من أزمته؟
النجم السويدي عاد لناديه القديم متسلحاً بخبرة كروية لا يستهان بها
هل ينقذ إبراهيموفيتش ميلان من أزمته؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة