ألكسندر أرنولد... صانع ألعاب «استثنائي» في الآلة الهجومية لليفربول

الظهير الأيمن قدم لمحات إبداعية ونجح في إعادة تعريف مهامه

ألكسندر أرنولد سجل تألقاً لافتاً هذا الموسم مع ليفربول (أ.ب)
ألكسندر أرنولد سجل تألقاً لافتاً هذا الموسم مع ليفربول (أ.ب)
TT

ألكسندر أرنولد... صانع ألعاب «استثنائي» في الآلة الهجومية لليفربول

ألكسندر أرنولد سجل تألقاً لافتاً هذا الموسم مع ليفربول (أ.ب)
ألكسندر أرنولد سجل تألقاً لافتاً هذا الموسم مع ليفربول (أ.ب)

كان ملعب «كينغ باور» متأهباً تماماً لاستقبال نادي ليفربول، العائد لخوض مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز بعد فوزه بلقب كأس العالم للأندية بقطر.
ورغم أن الملاعب الجديدة تبدو «خالية من الروح»، إن جاز التعبير، فإن ذلك الأمر لا ينطبق على ملعب «كينغ باور» الذي كان يشع بالروح والحيوية والنشاط للدرجة التي تجعلك تشعر وكأنك في دار للأوبرا، وليس في ملعب لكرة القدم، كما كان جمهور ليستر سيتي متحفزاً للغاية لمواجهة ليفربول، متصدر جدول الترتيب، خاصة أن ليستر سيتي لم يكن قد خسر أي مباراة على ملعبه في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم.
لكن ليفربول واصل تألقه، وقدم عرضاً استثنائياً قوياً، وسحق ليستر سيتي برباعية نظيفة في عقر داره. وقدم لاعبو ليفربول مستويات رائعة، وخاصة الظهير الأيمن الشاب للفريق ترينت ألكسندر أرنولد.
وفي كل أسبوع، وفي أثناء الإعلان عن تشكيل ليفربول، يتم ارتكاب الخطأ نفسه، حيث تتم الإشارة إلى أن اللاعب رقم 66، وهو ترينت ألكسندر أرنولد، يلعب في مركز الظهير الأيمن، لكن الحقيقة أن هذا اللاعب البالغ من العمر 21 عاماً قد أعاد تعريف مهام هذا المركز، للدرجة التي تجعله يلعب وكأنه صانع ألعاب، وليس ظهيراً.
وخلال مباراة ليفربول الأخيرة أمام ليستر سيتي، صنع ألكسندر أرنولد هدفين، وسجل هدفاً، وتسبب في ركلة جزاء، وهو ما يعني أنه كان العامل المشترك في الأهداف الأربعة التي سجلها الريدز في مرمى ليستر سيتي، وبدا الأمر وكأنه من المستحيل إيقاف هذا اللاعب الشاب عن مغامراته الهجومية الرائعة؛ إنه لاعب استثنائي في حقيقة الأمر، حيث يقدم لمحات إبداعية رائعة في الجوانب الهجومية، رغم أنه يلعب في الأساس كمدافع.
قد يقول البعض إن هذا الأداء الهجومي الرائع يأتي على حساب الواجبات الدفاعية للاعب، وهو الأمر الذي كان واضحاً في الدقائق الأولى لمباراة الفريق أمام ليستر سيتي، لكن حتى لو كان هذا الأمر صحيحاً، فإن هذا لا ينفي حقيقة أن هذا اللاعب الشاب هو لاعب من الطراز العالمي، ويقدم مستويات رائعة، ومن المؤكد أنه سيصبح أفضل مع مرور الوقت، لأنه لا يزال صغيراً في السن.
وهناك شعور سائد بأن جميع لاعبي ليفربول يتحركون كوحدة واحدة من أجل تغطية نقاط الضعف التي يعاني منها الفريق. ومن الملاحظ أن ليفربول لا يملك مهاجماً صريحاً قادراً على تسجيل الأهداف بشكل مستمر (رغم أن روبرتو فيرمينيو سجل هدفين في تلك المباراة)، وأن ليفربول يفتقد لخدمات أهم لاعب في خط وسطه، وهو البرازيلي فابينيو الذي يغيب بداعي الإصابة. كما أن ليفربول ليس لديه صانع ألعاب من الطراز العالمي، قادر على نقل اللعب من الحالة الدفاعية للحالة الهجومية بسلاسة. ورغم كل ذلك، فإن الفريق يلعب بجماعية، وقد نجح في التغلب على كل هذه المشكلات.
ويلعب ترينت ألكسندر أرنولد دوراً محورياً في التغلب على هذه الأمور، حيث ينطلق من الجهة اليمنى بسرعته الفائقة ومهاراته الفذة، ويقوم بدور صانع الألعاب، ويقدم الدعم الهجومي لزملائه في الخط الأمامي على النحو الأمثل.
ومن المؤكد أن ترينت ألكسندر أرنولد يتألق بهذا الشكل بفضل طريقة اللعب التي يعتمد عليها المدير الفني الألماني يورغن كلوب. وقد رأينا في كثير من الأحيان لاعبي ليستر سيتي وهم يبدون تائهين نتيجة قيام لاعبي ليفربول بالتمرير السريع والتحرك الدائم.
وعلاوة على ذلك، يحظى ليفربول بدعم منقطع النظير من جمهوره الذي ذهب خلف الفريق لمؤازرته في ملعب «كينغ باور»، وكان يغني «نحن أبطال العالم» بعد الفوز بلقب كأس العالم للأندية. وقد أثبت ليفربول خلال الموسم الحالي أنه فريق قادر على إرهاق منافسيه عن طريق اللعب السريع، والضغط المتواصل على حامل الكرة، والركض المتواصل في كل مباراة من دون أي تعب أو ملل، للدرجة التي تجعلك تشعر بأن هذا الفريق لا يتوقف أبداً ولا ينظر إلى الوراء على الإطلاق.
وفي مباراة ليفربول أمام ليستر سيتي، كان هناك شيء مميز لافت للأنظار في أداء الريدز بشوط المباراة الأول، وهو قدرة الفريق على استخلاص واستعادة الكرة في أسرع وقت ممكن، وحتى فشل ترينت ألكسندر أرنولد في تنفيذ الركلات الثابتة بشكل جيد في بداية المباراة بدا وكأنه مجرد محاولات مبدئية لضبط الآلة الهجومية الشرسة لليفربول، لتستعد للانطلاق وسحق الفريق المنافس. وبالفعل، دخل ترينت ألكسندر أرنولد في أجواء اللقاء، وبدأت خطورته تظهر بشكل كبير بعد مرور نصف ساعة من عمر المباراة.
وجاء الهدف الأول للريدز من تمريرة عرضية متقنة من ترينت ألكسندر أرنولد على رأس المهاجم البرازيلي روبرتو فيرمينيو الذي لم يتوانَ في إيداع الكرة داخل الشباك.
وقد أثبت ترينت ألكسندر أرنولد في تلك اللعبة أنه لاعب فريد من نوعه، لأنه لا يمكن لأي لاعب آخر أن يرسل الكرة العرضية بهذه الطريقة والدقة؛ إنه يرسل الكرات العرضية وكأنها تسديدات قوية، ويسدد الكرات وكأنه يمررها بكل دقة، وينفذ الركلات الركنية وكأنه يلعب ضربات ثابتة من أمام المرمى، فهو لاعب مذهل حقاً.
واستقبل فيرمينيو الكرة بكل سهولة ووضعها في المرمى، وجاء هذا الهدف من سادس محاولة لليفربول على مرمى ليستر سيتي، لتصبح النتيجة تقدم الريدز بهدف دون رد. ولم تتغير الأمور كثيراً في شوط المباراة الثاني، حيث تسبب ترينت ألكسندر أرنولد في ركلة جزاء لفريقه، بعدما لعب ركلة ركنية اصطدمت بيد المدافع التركي كاغلار سويونكو، ليضعها جيمس ميلنر في الشباك. وبعد ذلك بوقت قصير، نجح فيرمينيو في إحراز هدف آخر، بعد استقباله لكرة عرضية من الناحية اليمنى أيضاً، لتصبح النتيجة تقدم ليفربول بثلاثية نظيفة.
وكان هذا الهدف هو الهدف الثامن الذي يصنعه ترينت ألكسندر أرنولد في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، ليأتي في المركز الثاني، بعد نجم مانشستر سيتي كيفين دي بروين، كأكثر اللاعبين صناعة للأهداف في المسابقة.
وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن ترينت ألكسندر أرنولد قد صنع 20 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ بداية الموسم الماضي، ليأتي في المركز الأول بين جميع لاعبي المسابقة خلال هذه الفترة. ولا يوجد أدنى شك في أن كرة القدم الإنجليزية قد شهدت على مر العصور بعض اللاعبين المميزين والمبدعين في مركز الظهير الأيمن الذين قدموا مستويات مثل تلك التي يقدما ترينت ألكسندر أرنولد في الوقت الحالي، لكن الوقت لا يتسع للحديث عنهم الآن.
وقد بدأ ليستر سيتي هذه المباراة بشكل حذر للغاية، للدرجة التي جعلت المهاجم الخطير جيمي فاردي يبدو معزولاً بمفرده في الخط الأمامي، حيث كان الفريق يلعب بطريقة «4-5-1». وكانت الخطة التي يعتمد عليها ليستر سيتي واضحة تماماً: الدفاع بشكل جيد، والسماح لليفربول بالاستحواذ على الكرة، ثم شن هجمات مرتدة سريعة بمجرد قطع الكرة.
لكن المشكلة الوحيدة التي واجهت ليستر سيتي كانت تتمثل في أن هذه الخطة لم تنجح على الإطلاق في أي وقت من أوقات هذه المباراة، نظراً لأن ليفربول يدرك جيداً أن الفرق التي تواجهه تحاول الاعتماد على هذه الطريقة، وبالتالي فهو يضغط بشكل كبير على الفريق المنافس، ويحرمه من فرصة اللعب بالطريقة التي يريدها، ولهذا رأينا لاعبي ليستر سيتي عاجزين لمدة 40 دقيقة كاملة عن تسديد أي كرة على مرمى ليفربول.
ورغم أن ليفربول قد تعرض لبعض الضغط بعد ذلك، لكنه كان يبدو دائماً هو الأكثر خطورة والأكثر قدرة على إضافة مزيد من الأهداف. وبالفعل، أحرز ترينت ألكسندر أرنولد الهدف الرابع في الدقيقة 78، من تسديدة قوية في الزاوية البعيدة، لتنتهي المباراة بفوز الريدز برباعية نظيفة، ويحلق ليفربول في صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز، بفارق 13 نقطة كاملة عن أقرب منافسيه، ليصبح قريباً للغاية من حصد اللقب الغائب عنه منذ سنوات طويلة.


مقالات ذات صلة

كايل ووكر منزعج من كبوة مانشستر سيتي

رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

كايل ووكر منزعج من كبوة مانشستر سيتي

شدّد كايل ووكر، مدافع مانشستر سيتي، على ضرورة التخلص من هذه الهزيمة، والتركيز على الأساسيات بعد الخسارة صفر - 4 أمام توتنهام في الدوري الإنجليزي الممتاز، السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الحزن كان واضحاً على لاعبي السيتي (أ.ب)

كيف أذهل توتنهام مانشستر سيتي؟

في نهاية أسبوعين غريبين بالنسبة لتوتنهام هوتسبير، ستكون الصورة المميزة هي أنجي بوستيكوغلو، وهو يرفع قبضته منتصراً في الهواء على خط التماس في «ملعب الاتحاد».

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (إ.ب.أ)

غوارديولا: كرة القدم مزاج... علينا استعادة الثقة قبل مواجهة فينورد

تعهد الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي بأن يعمل ولاعبوه بجد لإنهاء سلسلة الهزائم المتتالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ف.ب)

أموريم مدرب يونايتد: سأكون صارماً عندما يتطلب الأمر

يُعرف روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد الجديد بقدرته على التواصل مع اللاعبين وهو أمر يقول كثيرون إن سلفه إريك تن هاغ كان يفتقده.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية  توماس بارتي لاعب أرسنال محتفلا بهدفه في مرمى نوتنغهام فورست (رويترز)

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

بعد تعثره بتعادلين أمام تشيلسي وليفربول وخسارتين أمام بورنموث ونيوكاسل يونايتد في الجولات الأربع الماضية، وضع فريق آرسنال حداً لنتائجه السلبية في الدوري

«الشرق الأوسط» (لندن)

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
TT

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)

استعاد باير ليفركوزن حامل اللقب نغمة الانتصارات بفوزه الكاسح على مضيفه هوفنهايم 4 - 1، السبت، ضمن المرحلة الثالثة للدوري الألماني لكرة القدم.

وكان «فيركسليف» تعرّض لخسارته الأولى هذا الموسم على يد لايبزيغ في المرحلة الثانية 2 - 3، وهي الأولى أيضاً في الدوري منذ 463 يوماً، وتحديداً منذ سقوطه أمام بوخوم 0 - 3 في مايو (أيار) 2023.

وسجّل لليفركوزن الفرنسي مارتين تيرييه (17) والنيجيري فيكتور بونيفاس (30 و75) وتيمو فيرتس (71 من ركلة جزاء)، فيما سجّل لهوفنهايم ميرغيم بيريشا (37).

ورفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس، فيما تجمّد رصيد هوفنهايم عند 3 نقاط في المركز الـ12.

وحصد شتوتغارت وصيف البطل الموسم الماضي فوزه الأول هذا الموسم بعد انطلاقة متعثرة بتخطيه مضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ 3 - 1.

وسجّل لشتوتغارت دينيز أونداف (21) والبوسني إرميدين ديميروفيتش (58 و61)، في حين سجّل لمونشنغلادباخ الفرنسي الحسن بليا (27).

واستهل شتوتغارت الموسم بشكل سيئ، فخسر مباراته الأولى أمام فرايبورغ 1 - 3، ثمّ تعادل أمام ماينتس 3 - 3.

وفشل لايبزيغ في تحقيق فوزه الثالث من 3 مباريات بعد أن اكتفى بالتعادل أمام أونيون برلين من دون أهداف.

وكانت الفرصة سانحة أمام لايبزيغ لاعتلاء الصدارة بالعلامة الكاملة، لكنه فشل في هزّ شباك فريق العاصمة.

وفي النتائج الأخرى، فاز فرايبورغ على بوخوم 2 - 1.

ويدين فرايبورغ بفوزه إلى النمساوي تشوكوبويكي أدامو (58 و61)، بعدما كان الهولندي ميرون بوادو منح بوخوم التقدم (45).

ورفع فرايبورغ رصيده إلى 6 نقاط من 3 مباريات، فيما بقي بوخوم من دون أي فوز وأي نقطة في المركز الأخير.

كما تغلب أينتراخت فرانكفورت على مضيفه فولفسبورغ 2 - 1.

وتألق المصري عمر مرموش بتسجيله هدفي الفوز لفرانكفورت (30 و82 من ركلة جزاء)، في حين سجّل ريدل باكو هدف فولفسبورغ الوحيد (76).

ويلتقي بايرن ميونيخ مع مضيفه هولشتاين كيل الصاعد حديثاً في وقت لاحق، حيث يسعى العملاق البافاري إلى مواصلة انطلاقته القوية وتحقيق فوزه الثالث بالعلامة الكاملة.

وتُستكمل المرحلة، الأحد، فيلتقي أوغسبورغ مع ضيفه سانت باولي، فيما يلعب ماينتس مع فيردر بريمن.