بنيت يعدّ خطة تسهّل سيطرة المستوطنين على أراضي الضفة الغربية

TT

بنيت يعدّ خطة تسهّل سيطرة المستوطنين على أراضي الضفة الغربية

في الوقت الذي يتبنى فيه وزير الدفاع الإسرائيلي، نفتالي بنيت، موقف الجيش لدفع التهدئة مع حماس في قطاع غزة، وتحسين الوضع الاقتصادي هناك، كشفت مصادر مقربة منه أنه يعد لمشروع كبير لتعزيز السيطرة الفعلية لإسرائيل في الضفة الغربية.
ويسمي بنيت هذا المشروع «خطة ثورة». ويدعي أنه بادر إليها ردا على خطة الحكومة الفلسطينية لإنقاذ الأراضي في مناطق «ج» في الضفة الغربية، الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي إداريا وأمنيا. وقد أصدر تعليماته لنقل تسجيل الأراضي من «الإدارة المدنية» التابعة للجيش الإسرائيلي، إلى وزارة القضاء في حكومته. وكشفت صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، أن بنيت أجرى في الأيام الأخيرة سلسلة مداولات مع جهات مختصة في وزارته كي ينفذ تغييرا بعيد الأثر في عمل الإدارة المدنية. وحسب تعليماته سيطرأ تغيير جوهري في عمل ضابط القيادة لشؤون الأراضي بحيث يتيح للمستوطنين اليهود في الضفة الغربية أن يسجلوا الأراضي في دائرة الطابو، في وزارة القضاء الإسرائيلية.
ووجه بنيت تعليماته لرجال مكتبه لفحص آلية قانونية تغير طريقة العمل العادية بحيث يتلقى سكان المستوطنات جوابا في مجال الأراضي مثل السكان الإسرائيليين داخل الخط الأخضر، وليس كما هو الحال اليوم عن طريق الإدارة المدنية، التي تعتبر هيئة عسكرية تتبع منسق أعمال الحكومة في المناطق وتحتاج دراسة الطلبات لديها عدة سنوات ولا مجال للاعتراض على قراراتها. كما أن الخطوة ستؤدي إلى تسهيل إجراءات أخذ قروض السكن للمستوطنين في الضفة بل وتخفيض كلفتها.
وبموجب الترتيب الجديد الذي يريده بنيت، يتم إلغاء طريقة العمل الحالية وتقصير أزمنة الانتظار في رفع مخططات البناء في المستوطنات وإعطاء جواب فوري مثلما هو الوضع في باقي مدن إسرائيل. وأضافت الصحيفة أن بنيت، وجه المكتب القانوني في وزارة الدفاع لفحص الموضوع بإيجابية وعرض آليات عمل لتنظيمه. ونقلت الصحيفة على لسان بنيت قوله إن «هذه الخطة تعني بسط سيادة إجرائية». وأضاف: «لا يوجد ما يدعو سكان يهودا والسامرة (يقصد المستوطنين) لأن يواصلوا الخضوع للتمييز بحقهم، يجب أن يتلقوا ذات الخدمات من الدولة».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.