الفلسطينيون يتوقعون مفاوضات معقدة حول قطاع غزة في القاهرة

أجندة الاجتماع تتضمن إقامة ميناء بحري ومطار جوي في القطاع

الفلسطينيون يتوقعون مفاوضات معقدة حول قطاع غزة في القاهرة
TT

الفلسطينيون يتوقعون مفاوضات معقدة حول قطاع غزة في القاهرة

الفلسطينيون يتوقعون مفاوضات معقدة حول قطاع غزة في القاهرة

يتوقع المسؤولون الفلسطينيون مفاوضات صعبة ومعقدة وشاقة حول قطاع غزة، في الجولة التالية، التي يُفترض أن تُستأنف الأسبوع المقبل في القاهرة، وفق دعوة مصرية وُجهت للفلسطينيين والإسرائيليين هذا الأسبوع.
وقال عضو الوفد الفلسطيني المفاوض قيس عبد الكريم لـ«الشرق الأوسط»: «المفاوضات كانت صعبة، ونتوقع أن تكون أصعب وأكثر تعقيدا، لأننا أمام القضايا الأكثر تعقيدا». ويتضمن جدول أعمال المفاوضات التي لم يُحدَد يوم لإطلاقها، نقاشا حول الطلبات الفلسطينية بإقامة ميناء بحري ومطار جوي في غزة، وهما الطلبان اللذان يُتوقّع أن يفجرا المفاوضات. وكانت هذه القضايا محل خلاف واسع في المفاوضات السابقة، واضطرت مصر، الراعية، إلى تأجيل البحث فيها لجولات أخرى.
وقال أبو ليلى إن الفلسطينيين يصرون على جميع مطالبهم التي تلت وقف العدوان على القطاع، وسيطرحونها على الطاولة، لكنه قلل من فرص الاتفاق السريع على ذلك، موضحا: «نعرف أنهم (الإسرائيليين) سيغرقوننا في مناقشة تفاصيل التفاصيل.. سيناقشون مسائل تتعلق بمراقبة المعابر وآليات الإعمار، إضافة إلى أن تصريحاتهم حول القضايا الأخرى تكشف مواقفهم المسبقة والواضحة».
وكان أبو ليلى يشير إلى تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، الأسبوع الماضي، عندما وصف مطالب إقامة ميناء ومطار بغزة، بأنها أضغاث أحلام، مضيفا: «الترتيبات الجديدة ستمكن الغزيين من الحياة. لقد بدأ نقل الأموال والوسائل لإعادة الإعمار. ولكن الميناء والمطار، تلك أضغاث أحلام.. يمكننا أن نتناقش حول ذلك في القاهرة، ولكن حماس أيضا تفهم أن هذه الأمور ليست على جدول الأعمال اليومي لدينا، ولا للسلطة ولا لمصر».
ويريد الفلسطينيون، إلى جانب إقامة ميناء بحري ومطار، إعادة إعمار قطاع غزة من دون عقبات، وتوسيع منطقة الصيد البحري إلى 12 ميلا، وإلغاء المنطقة الأمنية العازلة عن حدود غزة، وإطلاق سراح أسرى اعتقلوا في الضفة الغربية قبل وأثناء العدوان على غزة، بمن فيهم أسرى صفقة «شاليط» الذين أُعيد اعتقالهم.
واتفق الفلسطينيون مع إسرائيل في 26 أغسطس (آب) الماضي على وقف إطلاق نار وفتح المزيد من المعابر والسماح بتدفق أيسر للبضائع، بما في ذلك المعونة الإنسانية ومعدات إعادة الإعمار إلى القطاع، على أن تتسلم السلطة المسؤولية عن إدارة حدود غزة، وتتولى قيادة تنسيق جهود إعادة الإعمار في غزة مع المانحين الدوليين، بما في ذلك الأمم المتحدة، إضافة إلى تضييق إسرائيل المنطقة الأمنية العازلة داخل حدود قطاع غزة من 300 متر إلى 100 متر، إذا صمدت الهدنة، وتوسيع نطاق الصيد البحري قبالة ساحل غزة إلى 6 أميال بدلا من 3 أميال، مع احتمال توسيعه تدريجيا، إذا صمدت الهدنة، إلى 12 ميلا، بينما جرى تأجيل بحث الإفراج عن مئات الفلسطينيين الذين اعتقلوا في الضفة الغربية عقب خطف وقتل 3 شبان إسرائيليين في يونيو (حزيران)، وهو عمل قاد إلى الحرب، والإفراج عن قدامى المعتقلين الفلسطينيين، الذين أسقطت فكرة الإفراج عنهم، بعد انهيار محادثات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وتسليم حماس وغيرها من الجماعات في غزة جميع أشلاء ومتعلقات جنود إسرائيليين قتلوا في الحرب، وبناء ميناء بحري في غزة ومطار ونزع سلاح الفصائل.
والشهر الماضي، وضع الطرفان طلباتهم استعدادا لمناقشتها هذا الشهر. وحتى الآن، لم يُطبَّق شيء من الاتفاق السابق سوى توسيع منطقة الصيد البحري من 3 أميال إلى 6، وبحسب الظروف، إضافة إلى وضع آلية لمراقبة عملية إعمار القطاع.
وأرسل الفلسطينيون اعتراضا لإسرائيل عن طريق مصر على التضييقات المتواصلة على الصيادين، وطالبوا بتوسيع منطقة الصيد البحري إلى 12 ميلا بحريا. كما اعترض الفلسطينيون على التقدم البطيء في فتح المعابر وبدء إعمار غزة، وتحكم إسرائيل في التفاصيل. ووضعت إسرائيل والسلطة والأمم المتحدة اتفاقا مبدئيا لإدخال مواد الإعمار على غزة يتضمن وجود آليات لمراقبة مواد البناء وعملية الإعمار.
وعقب عبد الكريم: «ثمة تقدم في بعض القضايا، لكن آليات كثيرة معقدة وبحاجة إلى مراجعة».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.