سلامة يتعهد التحقيق في التحويلات للخارج

جمعية المصارف تعد صغار المودعين بقرب انتهاء أزمتهم

متظاهرون أمام مقر جمعية المصارف في بيروت أمس (أ.ب)
متظاهرون أمام مقر جمعية المصارف في بيروت أمس (أ.ب)
TT

سلامة يتعهد التحقيق في التحويلات للخارج

متظاهرون أمام مقر جمعية المصارف في بيروت أمس (أ.ب)
متظاهرون أمام مقر جمعية المصارف في بيروت أمس (أ.ب)

تعهد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بالتحقيق في كل التحويلات للخارج خلال عام 2019، والعمل على استقرار سعر الصرف الرسمي لليرة مقابل الدولار، فيما طمأن رئيس جمعية المصارف سليم صفير صغار المودعين إلى أن مشكلتهم مع البنوك ستحل قريباً.
وأتى كلام سلام وصفير إثر الاجتماع الاستثنائي الذي عقدته لجنة المال والموازنة النيابية، أمس، برئاسة النائب إبراهيم كنعان وحضور وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس جمعية المصارف سليم صفير وعدد من النواب.
وكان لافتاً جواب سلامة على سؤال عن المستوى الذي قد يصل إليه سعر صرف الدولار بالقول: «لا أحد يعلم»، ليعود بعدها ويصدر بياناً توضيحياً بهذا الشأن قال فيه إن كلامه «لا يعني إطلاقاً أي تغيير في سعر صرف الليرة الرسمي والمحدد عند 1507.5 ليرة للدولار، وإنما جاء رداً على سؤال حول سعر الصرف لدى الصرافين تحديداً». وأكد أن «سياسة مصرف لبنان لا تزال قائمة على استقرار سعر الصرف بالتعامل مع المصارف».
وأكد سلامة بعد الاجتماع الاستثنائي أنه سيتم العمل على التحقيق في التحويلات إلى الخارج في 2019 وقال: «بالتأكيد الناس أحرار بأموالهم، أما إذا كانت هناك أموال مشبوهة فنستطيع أن نعرف ذلك. هم يسمونهم سياسيين وإداريين في القطاع العام وأصحاب المصالح، هناك كثير من الكلام في هذا الموضوع، لا نستطيع أن نعلّق قبل أن نتأكد، علينا أن نحقق أولاً إذا كانوا قد خرجوا من لبنان، وعندها كل شيء ممكن أن يلاحق قانونياً». وعما إذا كانت هناك إجراءات جديدة ممكن أن يتخذها المصرف المركزي في العام المقبل، أوضح سلامة «نعالج الأزمة تدريجياً. ونأمل أن يتحسن البلد بعد القرارات التي اتخذناها بزيادة رأسمال المصارف ليستطيع عندها أن يتحسن الاقتصاد أيضاً».
وعن الإجراءات التي يمكن القيام بها بعدما كان سلامة يؤكد أن وضع الليرة جيد في الوقت الذي تخطى فيه سعر صرف الدولار الألفي ليرة، قال حاكم مصرف لبنان: «عندما كنت أتكلم في الماضي لم يكن الدولار قد وصل إلى ألفي ليرة، وذلك قبل إقفال المصارف في 17 أكتوبر (تشرين الأول)، لكن بعد ذلك لم أتحدث عن الدولار».
ونفى سلامة في الوقت عينه أن يكون قد قصد أن التحركات الشعبية هي التي تسببت بارتفاع سعر الصرف، موضحاً أن «المصارف أقفلت أسبوعين بعد 17 أكتوبر (موعد الاحتجاجات)، وهذا الأمر خلق الاضطرابات في السوق».
في المقابل، قال النائب في «حزب الله» حسن فضل الله بعد جلسة لجنة المال والموازنة إن «حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لا يملك معطيات حول التحويلات الخارجية، وهيئة التحقيق يفترض أن تبدأ بجردة على كل العمليات التي لها علاقة بهذه التحويلات». وأضاف «حصلنا على التزام من حاكم مصرف لبنان بأن هيئة التحقيق ستقوم بجردة على كل العمليات التي لها علاقة بالتحويلات للخارج، وإذا كانت غير شرعية فسيتم استعادتها». واعتبر فضل الله أن «أزمة السيولة في البلد مرتبطة بالغلاء الفاحش الناجم عن ارتفاع سعر صرف الليرة وبأموال المودعين»، مشيراً إلى أن «نحو 11 مليار دولار من أموال المصارف موجودة في الخارج».
وفي إطار الأزمة المالية والنقدية نفسها، نقلت «وكالة الأنباء المركزية» عن مصادر مصرفية قولها إن سلامة «لا يزال متمسكاً بسياسة دعم المصارف بتدابير تقيها شرّ التعثّر وتنأى بودائعها عن أي خطر طارئ». وأكدت أن «ودائع اللبنانيين محفوظة ولو كان السحب بالقطارة، بما يصبّ في مصلحة المودِعين والنشاط المصرفي على السواء».
وأكدت المصادر أن مصرف لبنان «شديد الحرص على المحافظة على تثبيت سعر صرف الليرة، ضمن سياسة حمائية تتحرّك دفاعاً عن سوق القطع والقطاع المصرفي في كل الظروف على اختلافها، وهو أثبت نجاح تلك السياسة في أشد الأحداث وأحلك الظروف». واستشهدت بالتوضيح الصادر عن مكتب سلامة بعد الاجتماع فيما يخص سعر الصرف الرسمي لليرة. وشددت على «وجوب الإسراع بتشكيل حكومة إنقاذية تلبّي مطالب الشارع، بما يؤمّن نهوضاً اقتصاديا ومالياً للبلاد، درءاً لأي انهيار يتهدّدها... وبذلك تكون الطبقة السياسية تسعى في اتجاه الحل، بدل أن يبقى مصرف لبنان والقطاع المصرفي وحيدين في خطة الإنقاذ».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».