ألميرون: هدفي الأول مع نيوكاسل أزال عني الكثير من الضغوط

صانع اللعب الباراغواياني يروي كيف تغلب على ضعف جسده بالمهارة وطموحه في الدوري الإنجليزي

ألميرون يتلقى التهاني من مدربه ستيف بروس (رويترز)
ألميرون يتلقى التهاني من مدربه ستيف بروس (رويترز)
TT

ألميرون: هدفي الأول مع نيوكاسل أزال عني الكثير من الضغوط

ألميرون يتلقى التهاني من مدربه ستيف بروس (رويترز)
ألميرون يتلقى التهاني من مدربه ستيف بروس (رويترز)

ترتكز حياة صانع الألعاب الباراغواياني ميغيل ألميرون على شيئين رئيسيين: كرة القدم والإيمان، ويتجلى هذا الإيمان في حقيقة أن ذراعه اليمنى مكتوب عليها كلمات باللغة الإسبانية تقول: «الطريق والحق والحياة»، أما الذراع اليسرى فتحمل صورة لكرة القدم محاطة بكلمات باللغة الإسبانية معناها «توقيت الله مثالي».
ويؤمن ألميرون بهذه الكلمات تماما ويرى أن التوقيت الذي يختاره الله لكل شيء يكون هو التوقيت المثالي، وأن هذا الأمر ينطبق على ما حدث معه عندما كان صغيرا في السن وقيل له إنه ضعيف للغاية ولا يمكنه لعب كرة القدم على المستوى الاحترافي، كما ينطبق في الآونة الأخيرة أيضا على رحلته مع نيوكاسل يونايتد، الذي انضم إليه مقابل 21 مليون جنيه إسترليني وظل يلعب لفترة طويلة دون أن يحرز أي هدف.
يقول لاعب الباراغواي البالغ من العمر 25 عاما أثناء هذا الحوار الذي أجري معه - في ظل وجود مترجم - في ملعب التدريب بنادي نيوكاسل يونايتد: «أنا مؤمن بالله بالتأكيد».
وسجل ألميرون الكثير من الأهداف مع ناديه السابق، أتلانتا يونايتد الأميركي، ومع منتخب بلاده، لكنه عجز عن تسجيل أي هدف مع نادي نيوكاسل يونايتد لفترة طويلة، وهو ما يعد أمرا مثيرا للإحباط لأي لاعب بالتأكيد.
لكن من الظلم النظر إلى الأمر من هذه الزاوية الضيقة ومن حيث عدم تسجيل الأهداف فقط. فقبل وصول ألميرون في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، كان نادي نيوكاسل يونايتد، بقيادة الإسباني رافائيل بينيتيز، مرشحا للهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن قدومه مكّن بينيتيز من تغيير طريقة اللعب إلى 3 - 4 - 3 التي ساعدته على تحقيق الفوز في أكثر من مباراة.
وبمجرد مشاركة ألميرون إلى جانب أيوزي بيريز وسالومون روندون، تغير شكل الفريق تماما بفضل السرعة الهائلة لألميرون وقدرته على المراوغة وتحركاته المذهلة في كثير من الأحيان ومجهوده الوفير داخل المستطيل الأخضر. وفي نهاية المطاف، ساعد ألميرون نادي نيوكاسل يونايتد على الابتعاد عن منطقة الهبوط واحتلال مركز جيد في منتصف جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز.
ولو كان المدير الفني السابق لنيوكاسل يونايتد، رافائيل بينيتيز، يثق تماما في قدرات ألميرون ولا يشعر بأي انزعاج بسبب إهدار اللاعب للكثير من الفرص السهلة داخل منطقة الجزاء، فإن نفس الأمر ينطبق على المدير الفني الحالي للفريق ستيف بروس، الذي يثق كثيرا في قدرات وإمكانيات اللاعب صاحب القدم اليسرى الرائعة ولا يزال يعتمد عليه في مركز صانع الألعاب.
وبعد رحيل كل من روندون وبيريز، وانخفاض مستوى المهاجم البرازيلي جويلينتون الذي ضمه النادي مقابل 40 مليون جنيه إسترليني، وإصابة الجناح الخطير ألان سان ماكسيمين، أصبحت هناك مسؤولية أكبر على كاهل ألميرون لقيادة الفريق، ويثق بروس تماما في قدرة اللاعب الباراغواياني على قيادة نيوكاسل في هذه المرحلة الصعبة.
يقول بروس: «ميغيل لاعب رائع للغاية بكل تأكيد. وعلى مدار 20 عاماً من العمل في مجال التدريب، لم أر أي لاعب يغطي كل هذه المساحات داخل الملعب ويلعب بكل هذه القوة مثله. إنه لاعب متعدد المواهب، وبمجرد أن يسجل هدفاً واحداً، فسيسجل الكثير من الأهداف بعد ذلك».
وحصل ألميرون على إشادة الكثيرين، من بينهم جامع الكرات من خلف المرمى، لوكاس روتشفورد، البالغ من العمر عشر سنوات، والذي واسى ألميرون بعد إضاعته لفرصة سهلة أمام وولفرهامبتون واندررز، وأشار له بإصبع الإبهام كدليل لتشجيعه له على مجهوده. وطالب ألميرون النادي بأن يتواصل مع هذا الطفل ويدعوه لقضاء يوم مع الفريق في ملعب التدريب.
وقال ألميرون، قبل أن يتمكن بالفعل من إحراز أول هدف له مع نيوكاسل يونايتد في المباراة التي فاز فيها الفريق على كريستال بالاس 1 - صفر الأسبوع الماضي: «دائما ما يكون إحراز الأهداف لحظة جميلة وخاصة. كنت مشتاقا لإحراز أول هدف لي مع الفريق، ولا أستطيع الانتظار لتلك اللحظة. لكن الشيء الأكثر أهمية هو أنني أساعد الفريق على خلق الفرص، وأصبحت النتائج جيدة بشكل عام، فنحن نحتل المركز الحادي عشر في جدول الترتيب في الوقت الحالي، وهو ما يعني أننا نسير على الطريق الصحيح، وهناك تعاون كبير بين جميع لاعبي الفريق من أجل تحقيق نتائج جيدة».
ويضيف «هذا يعني أنني لست قلقاً للغاية، ولا ألوم نفسي كثيرا بسبب عدم تسجيلي للأهداف. أنا أشعر براحة كبيرة في هذا النادي وفي هذه المدينة بشكل عام، وأعلم أنه إذا واصلت اللعب بكل هدوء وأريحية فإن الأهداف سوف تأتي في نهاية المطاف. لكنني أعتقد أنني سأكون سعيدا للغاية عندما سأسجل أول هدف لي مع الفريق».
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي طالب فيها ألميرون الجميع بالصبر، فعندما كان تلميذاً في أسونسيون كان يستيقظ يوميا في الساعة الخامسة صباحا من أجل قطع رحلة طويلة لمدة ثلاث ساعات عبر عاصمة الباراغواي للتدريب على كرة القدم قبل بداية اليوم الدراسي.
وعلى الرغم من أن ألميرون كان يمتلك مهارة فائقة وذكاء كرويا حادا، فإنه كان ضعيف البنية الجسدية ونحيفا للغاية عندما كان في الخامسة عشرة من عمره، وهو الأمر الذي دعا النادي الذي كان يلعب له آنذاك، سيرو بورتينو، للإعلان عن أنه لن ينجح أبدا في لعب كرة القدم على المستوى الاحترافي.
وفي ظل حصول والدته ووالده على أجور منخفضة نتيجة عملهما لساعات طويلة كعاملة في سوبر ماركت وحارس أمن، وفي ظل إقامة العائلة في منزل متواضع للغاية، شعر ألميرون بأنه بات يتعين عليه المساهمة في نفقات الأسرة.
وكان ألميرون على وشك التوقف عن ممارسة كرة القدم وقبول وظيفة جمع العربات في أحد المتاجر، لكنّ والديه رفضا السماح له بالتوقف عن العمل على تحقيق حلمه. يقول ألميرون: «لقد شعرت بالإحباط والغضب. لم أكن أفكر في الأمور بشكل صحيح، لكن بعد ذلك جلست وأجريت محادثة مع أمي وأبي، وأخبرتهما بأنني أحب كرة القدم كثيراً وما زلت أعتقد بأنني قادر على مواصلة اللعب وأن تكون هذه هي المهنة التي أحصل من خلالها على لقمة العيش؛ ومن حسن حظي أنهما قدما لي كل الدعم اللازم في هذا الأمر».
وقدم له نادي سيرو بورتينو فرصة أخيرة، من خلال الدفع به في صفوف الفريق الأول. وبعد ذلك، انتقل ألميرون إلى نادي لانوس الأرجنتيني وقدم معه مستويات رائعة جذبت إليه أنظار بينيتيز خلال وجود الأخير في نادي أتلانتا الإيطالي، قبل أن يصبح أغلى لاعب في تاريخ نيوكاسل يونايتد منذ مايكل أوين.
يقول ألميرون، الذي اشترى لوالديه منزلا واسعا: «لا توجد اختلافات كبيرة بين رفائيل بينيتيز وستيف بروس، رغم أن كلا منهما يتعامل مع المباريات بطرق مختلفة ونظريات مختلفة. قد يبدو بينيتيز أكثر هدوءا قليلا وشعورا بالراحة، لكن ستيف رائع في الحديث معك وجها لوجه. لكن رسالتهما الأساسية واحدة، فكلاهما يريد من اللاعبين أن يبذلوا قصارى جهدهم وأن يلعبوا بأريحية ويستمتعوا بما يقدمونه داخل الملعب. إذا لم تلعب بأريحية فإنك لن تلعب بشكل جيد أبدا».
ويقول ألميرون عن برودة الطقس في إنجلترا: «إنني أحب البرد كثيرا، ولا أشعر بالقلق عند سقوط الثلوج». وبينما تقوم زوجته، أليكسيا، وهي مدربة سابقة للزومبا، بإعداد جولة إرشادية في المنطقة لضيوفها، يقول ألميرون: «إنها تحب السفر ومشاهدة المعالم السياحية، فهي سائحة حقيقية، وقد ذهبنا سويا إلى الكثير من الأماكن». ويقضي ألميرون الكثير من وقته في دروس تعلم اللغة الإنجليزية التي بدأها في الولايات المتحدة.
ويقول: «إنني أبذل قصارى جهدي في هذا الأمر، وأستطيع أن أفهم الكثير باللغة الإنجليزية الآن. أعلم أن التحدث باللغة الإنجليزية سوف يفيدني بشكل كبير، لكن من الصعب أن تكون لديك الثقة في بدء محادثة بلغة جديدة».


مقالات ذات صلة

كومباني: لم أفهم النظام الجديد لدوري الأبطال

رياضة عالمية فينسن كومباني (د.ب.أ)

كومباني: لم أفهم النظام الجديد لدوري الأبطال

قال فينسن كومباني، مدرب بايرن ميونيخ الألماني، إنه لم يفهم بعدُ النظام الجديد لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بعدما حقق فريقه فوزاً بشِق الأنفس 1-0.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية جيان بييرو غاسبريني (أ.ف.ب)

غاسبريني مدرب أتلانتا: الثقة سبب الأداء المذهل

أرجع جيان بييرو غاسبريني مدرب أتلانتا الإيطالي الأداء المذهل الذي يقدمه فريقه في الآونة الأخيرة إلى مزيج من الثقة بالنفس والتطور المستمر.

«الشرق الأوسط» (بيرن (سويسرا))
رياضة عالمية سيموني إنزاغي

إنزاغي: راضون عن المستوى أمام لايبزيغ

أثنى سيموني إنزاغي، مدرب إنتر ميلان الإيطالي، على فريقه بعدما صمد ليفوز 1-0 على ضيفه رازن بال شبورت لايبزيغ، الثلاثاء، ليتصدر ترتيب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية تشابي ألونسو وفلوريان فيرتز (أ.ب)

ألونسو: نأمل في إعادة مستوانا... وفيرتز رائع

أشاد تشابي ألونسو، مدرب باير ليفركوزن، بلاعبه فلوريان فيرتز، بعدما سجّل الدولي الألماني هدفين في فوز فريقه 5-صفر على رد بول سالزبورغ في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية أرتيتا يحتفل مع اللاعبين عقب الفوز على سبورتينغ لشبونة (أ.ف.ب)

أرتيتا: آرسنال لعب بشجاعة أمام سبورتينغ لشبونة

أشاد ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال الإنجليزي، بأفضل أداء للفريق خارج أرضه في المسابقات الأوروبية منذ توليه تدريب الفريق، وذلك عقب الفوز 5-1.

«الشرق الأوسط» (لندن)

خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
TT

خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)

أشار البرتغالي جورجي خيسوس، المدير الفني لفريق الهلال، إلى إمكانية مشاركة البرازيلي مالكوم أمام النصر، في المباراة التي تجمعهما، اليوم السبت في كأس السوبر السعودي.

وقال خيسوس، في المؤتمر الصحافي الخاص بالمباراة: «مجدداً الهلال طرف في نهائي آخر ضد منافس قوي، ستكون مباراة قوية. ستظهر صورة الكرة السعودية التي وصلت إلى المستوى العالي، والعالم يشاهد».

وأضاف: «الفريقان يملكان لاعبين كثراً على مستوى عالٍ من الجودة، وبالطبع نبحث عن أن نظهر الوجه القوي للكرة السعودية».

وتابع: «المباراة ستكون منقولة على مستوى العالم ودول أوروبا والبرازيل، نرغب في أن نظهر أفضل صورة للكرة السعودية، نرغب في أن نظهر ما أظهرناه في الموسم الماضي».

وواصل: «في كل مكان بالعالم النهائيات والديربيات يكون فيها شد ذهني لا يمكن السيطرة عليه بالكامل، المستوى هذا من الصعب أن نتحكم خلاله في ردة الفعل. هناك بعض اللحظات التي يكون فيها شحن وهي طبيعية».

وبسؤاله عن موقف البرازيلي مالكوم من المباراة، أوضح خيسوس: «لقد تدرب مع الفريق اليوم، وبناءً على ذلك سنتخذ القرار الأنسب، كل شيء سيعتمد على التمرين الأخير».

وأردف: «مالكوم من أفضل اللاعبين الموجودين على مستوى الهلال والدوري، وبالنسبة لي بصفتي مدرباً معرفة مالكوم التكتيكية مهمة، وهو حل مهم لنا، يجعل الأمور أسهل».

ورفض خيسوس الحديث عن لاعبه سعود عبد الحميد الذي ارتبط بالانتقال إلى صفوف روما الإيطالي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.

وأكد: «الهلال يملك قائمة قوية من اللاعبين، وفترة الإعداد كانت من أجل العمل على استعداد اللاعبين، خصوصاً مثل الموجودين خارج الفريق الموسم الماضي؛ مثل حمد اليامي الذي كان بالشباب، ويملك إمكانات جيدة».

وواصل: «نحن معتادون على حب الجماهير الذي يتحرك معنا، لامسنا هذا الأمر العام الفائت، نحاول أن نمنحهم بطولة أخرى، وقفوا معنا، ودعمونا، ونحن موجودون لأجل إرضاء الجماهير».

وأتم خيسوس حديثه بالإشادة بمهاجمه ميتروفيتش، قائلاً: «إنه محترف على مستوى عالٍ داخل وخارج الملعب، بداية الإعداد كانت رائعة؛ إذ خسر بعض الوزن، ميتروفيتش مثال لنوعية المحترف المثالي».

من جانبه، يأمل الصربي ألكسندر ميتروفيتش، مهاجم الهلال في الفوز بكأس السوبر على حساب النصر.

وقال ميتروفيتش في المؤتمر الصحافي: «ستكون مباراة قوية ضد منافس قوي، لعبنا أمامهم في الموسم الماضي، ونتمنى أن نكون الطرف المنتصر».

وأفاد: «لا يوجد شيء اختلف في الإعداد لمواجهة النصر. إنها مثل أي مباراة أخرى، نركز على أنفسنا وتنفيذ تعليمات المدرب أفراداً ومجموعة».

وأكمل: «ستكون مباراة كبيرة حافلة بالحضور الجماهيري، نحن محظوظون بوجود الجماهير داخل أرضنا وخارجها».

واختتم: «السعادة ستكون أكبر إن انتصرنا مع تسجيلي للأهداف، ولكن الهدف الرئيسي إسعاد الجماهير والفوز باللقب».