الرئيس العراقي يعرض استقالته على البرلمان

الرئيس العراقي يعرض استقالته على البرلمان
TT

الرئيس العراقي يعرض استقالته على البرلمان

الرئيس العراقي يعرض استقالته على البرلمان

وضع الرئيس العراقي برهم صالح اليوم (الخميس) استعداده للاستقالة من منصبه تحت تصرف مجلس النواب، كما اعتذر عن تكليف مرشح «كتلة البناء» بالمجلس أسعد العيداني لتشكيل الحكومة القادمة.
ووفقا لبيان الاستقالة الذي حصلت عليه «الشرق الأوسط»، قال صالح: «أضع استعدادي للاستقالة من منصب رئيس الجمهورية أمام أعضاء مجلس النواب، ليقرروا في ضوء مسؤوليتهم كممثلين عن الشعب ما يرونه مناسبا. فيقيناً لا خير يرتجى في موقع أو منصب لا يكون في خدمة الناس ولا يكون ضامنا لحقوقهم».
وقال صالح في نص خطابه إنه بسبب المادة 76 من الدستور التي تلزم رئيس الجمهورية بتكليف مرشح الكتلة النيابية الأكبر لرئاسة الوزراء، من دون أن يكون له حق الاعتراض، والمادة 67 التي تجعل من واجبات الرئيس الحفاظ على سلامة البلاد ووحدتها وسيادتها واستقلالها، فإن الالتزام بمرشح الكتلة الأكبر قد يكون مخلاً بالالتزام الأخير في المادة 67 بما يدفعه لتقديم الاستقالة لتجنب الوقوع في خرق للدستور.
وأضاف صالح «وإنني بذلك أؤكد على أن الحراك السياسي والبرلماني يجب أن يكون معبرا دائما عن الإرادة الشعبية العامة، وعن مقتضيات الأمن والسلم الاجتماعيين، وعن الاستحقاق لتوفير حكم رشيد يوفر الأمن ويرتقي إلى مستوى تطلعات الشعب وتضحياته».
ووجه صالح 4 نسخ من خطابه لكل من رئيس مجلس الوزراء وإلى رئيس مجلس القضاء وللنائبين الأول والثاني لرئيس مجلس النواب.
ويأتي هذا في الوقت الذي أفيد أمس في بغداد بأن كتلة «تحالف البناء» التي تضم «دولة القانون» بزعامة نوري المالكي و«الفتح» بزعامة هادي العامري وتطرح نفسها كـ«أكبر كتلة» في البرلمان العراقي، رشحت محافظ البصرة أسعد العيداني لرئاسة الحكومة، وذلك بعد اعتذار قصي السهيل، المرفوض من قبل الحراك الشعبي.
وحول الترشح قال صالح في البيان: «وصلني كتابكم حول تحديد الكتلة الأكثر عددا، وبما يؤكد تشخيص (كتلة البناء) كالكتلة الأكثر عددا، كما وصلني كتاب من (كتلة البناء) يتضمن ترشيح الأستاذ أسعد عبد الأمير العيداني لرئاسة مجلس الوزراء».
وقال موضحا: «مع كل الاحترام والتقدير للأستاذ أسعد العيداني، تم الاعتذار عن تكليفه مرشحا عن (كتلة البناء)».
ويذكر أن مجلس النواب العراقي، قد أكمل أول من أمس، التصويت على ما تبقى من المواد التشريعية في قانون الانتخابات الجديد، وشملت المواد المصوت عليها تلك المتعلقة بطريقة الانتخاب الفردي بالنسبة للمرشحين واعتماد نظام الدوائر المتعددة على مستوى القضاء في كل محافظة، إلى جانب صعود المرشحين الحاصلين على أعلى الأصوات في الدائرة الواحدة.
ويعد التشريع الجديد ثاني أهم المكاسب التي حصلت عليها جماعات الحراك بعد إرغام رئيس الوزراء عادل عبد المهدي على الاستقالة مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وينظر كثيرون إلى إقرار القانون بصيغته الجديد على أنه تراجع كبير للأحزاب السياسية التي احتكرت عبر ممثليها البرلمان في الدورات الانتخابية السابقة، حيث كانت القوانين الانتخابية المستندة إلى نظام «سانت ليغو» الانتخابي ونسبه المئوية تضمن صعود مرشحي الكتل والأحزاب السياسية حتى مع حصولها على أصوات متواضعة من الناخبين، في مقابل عدم سماحها بصعود الشخصيات المستقلة التي ترشح بشكل فردي إلى البرلمان حتى مع حصولها على نسبة عالية من الأصوات، نظراً لعدم تمكنها من اجتياز ما تسمى «العتبة الانتخابية».
وكان القانون بصيغته الجديدة أحد أبرز مطالب المتظاهرين الذين نجحوا في إرغام الأحزاب والقوى السياسية على تمريره في البرلمان.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.