بعد ستة أشهر توج خلالها بثلاثة ألقاب، من بينها كأس دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، يتطلع ليفربول إلى تحقيق نتيجة إيجابية في مباراة قد تلعب دورا بارزا في حسم لقب جديد، عندما يحل ضيفا على ليستر سيتي اليوم بملعب كينغ باور في قمة المرحلة التاسعة عشرة من الدوري الإنجليزي لكرة القدم.
وتقام منافسات المرحلة كاملة اليوم باستثناء مباراة واحدة، تزامنا مع احتفالات فتح صناديق هدايا الكريسماس (بوكسينغ داي)، حيث يتطلع ليفربول إلى الاحتفال بفوز جديد يعزز به موقعه في صدارة الدوري والتقدم خطوة كبيرة نحو لقب الدوري الإنجليزي الغائب عنه منذ عام 1990.
وغاب ليفربول عن المرحلة الثامنة عشرة بسبب مشاركته في كأس العالم للأندية في قطر، والتي توجها بإحرازه اللقب للمرة الأولى في تاريخه، ليضيفه إلى لقب دوري أبطال أوروبا الذي فاز به مطلع يونيو (حزيران) الماضي على حساب مواطنه توتنهام هوتسبير.
ورغم غيابه وتأجيل مباراته أمام وستهام يونايتد، حافظ ليفربول على فارق النقاط العشر التي تفصله عن مطارده المباشر ليستر سيتي، لأن البطل المفاجأة لموسم 2015 - 2016 خسر أمام مانشستر سيتي الثالث وحامل اللقب في العامين الأخيرين 1 - 3 في المرحلة الثامنة عشرة السبت الماضي.
ويدخل ليفربول مباراة اليوم منتشيا باللقب العالمي وعينه على مواصلة انطلاقته القوية في الدوري، وتوسيع الفارق بينه وبين ليستر سيتي لتعزيز حظوظه في الظفر بلقبه الذي لم يذق طعمه منذ 30 عاما وتحديدا موسم 1989 - 1990 عندما ظفر بلقبه الثامن عشر.
ويغرد ليفربول خارج السرب هذا الموسم، فهو الفريق الوحيد الذي لم يذق طعم الخسارة حتى الآن، وأهدر نقطتين فقط في 17 مباراة وكانتا خارج قواعده أمام مانشستر يونايتد 1 - 1 لكن تنتظره مجموعة من المباريات في فترة قصيرة ستكون حاسمة في سعيه إلى الظفر باللقب المحلي.
لكن الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول قال: «إذا أراد أي شخص أن يفكر في أن الأمور قد انتهت قبل أن تنتهي، فلا يمكننا إيقافه عن فعل ذلك، رغم أنه ليس من المهم بالنسبة لنا... كمجموعة نحن في وضع جيد لإغلاق الأبواب من حولنا لمنع الضوضاء من الخارج». وعن منافسه اليوم قال كلوب: «ليستر ومدربه رودجرز يقدمون عملا رائعا، إنه فريق من الطراز الأول».
وأضاف «جيمي فاردي يشكل تهديدا هائلا، إنه مهاجم استثنائي، يسجل دائما، ومن الصعب الدفاع أمامه، ويجيد التحركات. الشيء الوحيد الذي يمكن تفاديه هو وصول الكثير من التمريرات إليه. ولكن الخطورة لا تكمن فيه وحده». وهذه هي المرة الخامسة التي يلتقي فيها الفريقان في «البوكسينغ داي»، وحقق ليفربول الفوز في ثلاث من المرات الأربع الماضية، بينما حقق ليستر الفوز مرة وحيدة على ملعب أنفيلد عام 1984.
وأشار كلوب إلى أن ليفربول سيفتقد جهود أليكس أوكسليد تشامبرلين في مباراة ليستر سيتي وكذلك المباراة التالية أمام وولفرهامبتون يوم الأحد المقبل، بسبب إصابة في أربطة الكاحل، لكن جيورجينيو فينالدوم سيكون لائقا للمشاركة اليوم.
ويبتعد ليفربول بفارق 10 نقاط عن ليستر سيتي، و11 نقطة عن مانشستر سيتي، و17 نقطة عن تشيلسي الرابع و23 نقطة عن توتنهام السابع، وسيخوض مباراتين في المتناول نسبيا أمام ضيفيه وولفرهامبتون وشيفيلد يونايتد الأحد والخميس المقبلين على التوالي، قبل قمتين ناريتين أمام مضيفه توتنهام وضيفه مانشستر يونايتد في 11 و19 يناير (كانون الثاني) المقبل.
لكن مهمة ليفربول لن تكون سهلة في ضيافة ليستر سيتي ومدربه السابق الآيرلندي الشمالي براندن رودجرز، خصوصا أن الأخير يواجه ضغطا رهيبا من مانشستر سيتي، حيث الفارق بينهما بات نقطة واحدة، وبالتالي فإن وصافته مهددة في حال تعثره أمام ليفربول لأن رجال المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا يواجهون وولفرهامبتون السادس غدا في ختام المرحلة.
وكان ليفربول عانى الأمرين للتغلب على ليستر سيتي في أنفيلد رود في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، واحتاج إلى ركلة جزاء في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع لتسجيل هدف الانتصار (2-1) عبر جيمس ميلنر.
وحذر رودجرز الذي تعثر فريقه في مباراتيه الأخيرتين (تعادل مع ضيفه نوريتش سيتي 1 - 1 في المرحلة 17) فريقه السابق بقوله: «لدينا مرونة رائعة وأظهرنا ذلك في عدة أشهر، لكن عندما تخسر مباراة، يكون الأمر دائما صعبا»، مضيفا «وظيفتي كقائد للفريق هي ضمان ألا يشعر اللاعبون بالإحباط الشديد. نحن مجموعة متواضعة، نريد أن نكون أفضل ونفهم أن جزءا من هذا التطور هو أنك ستخسر مباريات».
وتابع: «سيحدث ذلك، لكننا ما زلنا نؤمن بحظوظنا، لكن عندما يكون هناك عثرة في الطريق، لا يمكننا أبدا الإسهاب فيها كثيرا. أعتقد أننا سنقوم بتحسين أدائنا بشكل يمكننا من كسب ثلاث نقاط».
وصب رودجرز جام غضبه على رابطة الدوري بسبب البرنامج «المضغوط» من المباريات في فترة «البوكسينغ داي» التقليدية التي تلي عطلتي عيدي الميلاد والسنة الجديدة، وهي سمة دائمة لكرة القدم الإنجليزية خلافا للبطولات الأربع الكبرى الأخرى التي تخلد إلى الراحة.
ويلعب ليستر سيتي مع مضيفيه وستهام ونيوكاسل السبت والأربعاء المقبلين في رابع مباراة في مدة عشرة أيام قبل استضافة ويغان في الدور الرابع من مسابقة كأس الاتحاد الإنجليزي في الرابع من الشهر المقبل. ويواجه رودجرز مشكلة حول عدد المرات التي يجب فيها مشاركة قائده وهدافه جيمي فاردي متصدر لائحة هدافي الدوري برصيد 17 هدفا حتى الآن، بالنظر إلى أن المهاجم يبلغ 32 عاما. وأضاف «الهدف الأساسي من المباريات الآن هو المال. لا يمكنك القول إنها تتعلق برفاهية اللاعبين». ويتربص مانشستر سيتي بالمركز الثاني عندما يحل ضيفا على وولفرهامبتون السادس غدا في ختام المرحلة ساعيا إلى الفوز الثالث على التوالي.
وينتظر غوارديولا تعثر ليفربول وليستر بالتعادل من أجل الانقضاض على المركز الثاني وتعزيز حظوظه في الدفاع عن اللقب. ويخوض غوارديولا المباراة للمرة الأولى منذ ثلاثة مواسم في غياب مساعده ومواطنه أرتيتا المنتقل للإشراف على تدريب آرسنال خلفا لمواطنهما أوناي إيمري المقال من منصبه.
ويبدأ أرتيتا مشواره مع النادي اللندني في ضيافة بورنموث الرابع عشر وعينه على إعادة المدفعجية إلى سكة الانتصارات التي حققوا واحدا منها في المباريات الـ13 الأخيرة في مختلف المسابقات.
وقلل إيدي هاو مدرب بورنموث من أهمية الخبرة التدريبية قبل مواجهة آرسنال بقيادة أرتيتا، 37 عاما، الذي يتولى منصب المدير الفني لأول مرة في مسيرته. وكان الفرنسي آرسين فينغر مدرب آرسنال السابق قد علق على تعيين أرتيتا بالقول: «لا يملك خبرة» كمدرب، وسيحتاج لمساعدة لكن هاو، الذي أصبح مدربا لبورنموث في 2009 عندما كان يبلغ 31 عاما، له رأي مختلف وقال: «الخبرة لا تعني أي شيء. المواجهة ليست بيني وبين أرتيتا بل تتعلق باللاعبين وكيفية تطبيق خطتنا أمام آرسنال».
وخاض هاو، الذي قضى فترة قصيرة في تدريب بيرنلي قبل العودة إلى بورنموث في 2012 أكثر من 500 مباراة في مسيرته التدريبية بالفعل. وأضاف «الخبرة جانب من اللعبة. في بداية مسيرتي أيضا واجهت مدربين خاضوا عددا كبيرا من المباريات... الهدف هو الفوز دائما بغض النظر عن عدد المباريات في رصيدك، أرتيتا يقود فريقا رائعا ويحظى بلاعبين متميزين ولديه أفكاره وفلسفته المبنية على عدد من السنوات في فترة اللعب».
ويمكن لبورنموث، الذي يحتل المركز 14 تقليص الفارق إلى نقطة واحدة مع آرسنال صاحب المركز 11 إذا فاز بملعبه، بينما يطمح فريق أرتيتا لأول انتصار في ثلاث مباريات.
وبدوره يبدأ الإيطالي كارلو أنشيلوتي مسيرته مع فريقه الجديد إيفرتون عندما يستضيف بيرنلي العاشر. وقال أنشيلوتي، الذي سبق له تدريب ميلان وتشيلسي ويوفنتوس وريال مدريد وبايرن ميونيخ ونابولي: «إيفرتون بحاجة إلى دفعة من أجل المنافسة على المراكز الأربعة الأولى والمشاركة في دوري أبطال أوروبا. الأهداف طويلة المدى تحمل تنافسية عالية، ويجب أن يكون هدف النادي هو التأهل لدوري أبطال أوروبا. نرغب في أن نكون طموحين».
وتابع: «أود تقديم كل ما لدي من أجل مساعدة الفريق على التنافس وإسعاد جماهيره. لقد قضى الفريق وقتا طويلا بعيدا عن الفوز، لذلك علينا التحلي بالطموح مع التركيز الشديد. إنني واثق من أننا سنتطور سريعا».
ويخوض تشيلسي الرابع اختبارا سهلا نسبيا أمام ضيفه ساوثهامبتون السابع عشر، منتشيا بفوزه الثمين 2 - صفر على جاره اللندني توتنهام الساعي إلى التعويض عندما يستضيف برايتون الرابع عشر، فيما يأمل مانشستر يونايتد في وقف نزيف النقاط وتحقيق فوزه الأول بعد تعادل وخسارة عندما يستضيف نيوكاسل شريكه في المركز الثامن. واعترف النرويجي أولي غونار سولسكاير مدرب يونايتد بأن فريقه لم يحرز التقدم الذي كان يأمله مع الاقتراب من منتصف الموسم، لكنه أكد على أن يونايتد سيصبح أكثر ثباتا في المستوى مع اكتساب المزيد من الخبرة.
وكانت الهزيمة 2 - صفر أمام واتفورد متذيل الترتيب يوم الأحد الماضي هي الخامسة ليونايتد هذا الموسم، وفشل الفريق في البناء على فوزه على توتنهام هوتسبير ومانشستر سيتي في وقت سابق من الشهر الحالي.
وقال سولسكاير: «في هذه اللحظة نحن متأخرون قليلا عما كنت أتمناه. كنا ندرك أن الموسم الحالي سيشهد لحظات صعود وهبوط».
وفشل يونايتد في الفوز بأكثر من مباراتين على التوالي في الدوري هذا الموسم لكن سولسكاير، 45 عاما، قال إن الفريق بحاجة لبعض الوقت من أجل الوصول لأفضل مستوياته، وهذا الموسم سنستخدمه للوصول إلى الفريق الأمثل للموسم المقبل وأوضح: «نريد أن نصبح فريقا يسيطر على المباريات ويخترق المنافسين. احتاج ليفربول إلى عدة سنوات ليصل إلى هذا المستوى، ونحن بحاجة لمواصلة البناء لأن هذا هو ما نريد الوصول إليه».
قمة ليستر وليفربول تحدد مسار اللقب الإنجليزي... وسيتي يترقب تعثر الفريقين
أنشيلوتي وأرتيتا يستهلان مشوارهما التدريبي مع إيفرتون وآرسنال بمواجهة بورنموث وبيرنلي اليوم
قمة ليستر وليفربول تحدد مسار اللقب الإنجليزي... وسيتي يترقب تعثر الفريقين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة