بوادر خلافات في صفوف «8 آذار» حول تأليف الحكومة

فرنجية: الطبخة ظاهرها مستقل وباطنها مرتبط بباسيل

TT

بوادر خلافات في صفوف «8 آذار» حول تأليف الحكومة

قال رئيس الحكومة المكلف حسان دياب، إن الأمور تسير كما يجب، مكتفياً بالقول بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، لإطلاعه على نتائج المشاورات التي قام بها لتأليف الحكومة: «تحدثنا في الإطار العام وكان هناك تجاوب كامل، وما يسعني قوله هو إن شاء الله خير والأمور تسير كما يجب».
وأتى كلام دياب في الوقت الذي بدأت تظهر فيه بوادر خلافات في صفوف «فريق 8 آذار» أو الأطراف التي دعمته لتكليفه بتشكيل الحكومة، وهي التي لطالما أكدت أنها ستقدم كل التسهيلات اللازمة للتأليف. وظهر هذا الخلاف مع انتقاد رئيس «تيار المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، لطريقة تشكيل الحكومة باتهامه وزير الخارجية جبران باسيل، بتأليفها، هو ما من شأنّه أن يعقّد مسار المباحثات أكثر.
ووصف فرنجية عملية تشكيل الحكومة بـ«الطبخة»، مشككاً باستقلالية الشخصيات التي يتم البحث بأسمائها لتولي الوزارات، وكتب على حسابه على «تويتر» قائلاً: «حتى الآن طبخة الحكومة تُظهر أنها حكومة ظاهرها مستقلّ وباطنها مرتبط بباسيل، حكومة تضمّ مستقلّين تاريخهم تسويات مع أصحاب النفوذ والسلطة وسياسيين مشهود لهم بالتقلّب. إلا إذا الله ألهم الرئيس المكلّف».
وفيما رأت مصادر وزارية في مواقف فرنجية «كلاماً استباقياً تحسباً لعدم استبعاده من الحكومة»، قالت مصادر باسيل لـ«الشرق الأوسط»: «فليقدم فرنجية دليلاً على ما يقوله»، مؤكدةً أنه «لم يحصل أي لقاء بين باسيل ودياب بعد الاستشارات النيابية، حيث كان واضحاً أن التيار الوطني الحر سيسهّل مهمته إلى أبعد الحدود ولا مشكلة لديه في المشاركة في الحكومة أو عدمها». وأضافت: «بقدر ما كان كلام فرنجية موجهاً إلى باسيل هو إهانة للرئيس المكلف الذي يعمل على تأليف الحكومة لتقديمها إلى رئيس الجمهورية، وبالتالي لم يعد هنا أي دور لباسيل، الموضوع بات بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف».
في المقابل، رفضت مصادر فرنجية التعليق أو الحديث أكثر عن كلام «رئيس المردة»، مكتفية بالقول لـ«الشرق الأوسط»: «التغريدة واضحة وفرنجية مصدر ثقة عند الخصم والحليف ولا يرمي اتهامات ومعلومات عشوائية». ومع عدم وضوح الصورة التي ستنتهي عليها صيغة الحكومة المقبلة التي يؤكد دياب أنها ستكون من الاختصاصيين المستقلين بينما يقول «حزب الله» وحلفاؤه إنه لا بد أن تحظى بغطاء سياسي، قال، أمس، النائب في «كتلة الوفاء للمقاومة» إيهاب حمادة، في لقاء سياسي في البقاع الشمالي، إن «موافقة (حزب الله) على تسمية رئيس الحكومة المكلف حسان دياب، جاءت بناءً على مجموعة من المواصفات الأكاديمية والأخلاقية والتجربة السياسية من خلال تسلمه وزارة التربية في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي».
وأوضح أن الرئيس دياب «لا ينتمي إلى (حزب الله)، ويحمل عنوان الاختصاصي والمستقل وغير المستفز، وبالتالي فإن حكومته ليست حكومة مواجهة مع أحد، خصوصاً أفرقاء الداخل». وأضاف: «مددنا أيدينا من خلال الموافقة على هذا الطرح ليتم تشكيل حكومة جامعة همّها ووظيفتها الأولى إنقاذ لبنان على مختلف المستويات في هذه المرحلة».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.