لبنان: دياب يتجه لتشكيل حكومة اختصاصيين

«حزب الله» وحلفاؤه قد يتراجعون عن صيغة «التكنوسياسية»

مؤيد للحريري يقطع طريقاً في بيروت احتجاجاً على تكليف دياب المقرب من {حزب الله} (إ.ب.أ)
مؤيد للحريري يقطع طريقاً في بيروت احتجاجاً على تكليف دياب المقرب من {حزب الله} (إ.ب.أ)
TT

لبنان: دياب يتجه لتشكيل حكومة اختصاصيين

مؤيد للحريري يقطع طريقاً في بيروت احتجاجاً على تكليف دياب المقرب من {حزب الله} (إ.ب.أ)
مؤيد للحريري يقطع طريقاً في بيروت احتجاجاً على تكليف دياب المقرب من {حزب الله} (إ.ب.أ)

أعاد رئيس الحكومة اللبنانية المكلّف حسان دياب التأكيد، أمس، على أنه يسعى إلى تشكيل حكومة من اختصاصيين بامتياز، في الوقت الذي جدّد فيه «حزب الله» على لسان الوزير محمد فنيش موقفه الداعي إلى تشكيل حكومة تتمتع بغطاء سياسي.
وبين هذا الموقف وذاك، يبقى غير واضح مصير صيغة الحكومة «التكنوسياسية» التي لطالما تمسك بها «حزب الله» وحلفاؤه ورئاسة الجمهورية، والتي كانت أحد أبرز أسباب اعتذار رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري عن عدم قبول التكليف، مما يطرح السؤال حول الاختلاف بين مواقف دياب وبين داعميه للوصول إلى رئاسة الحكومة، وعما إذا كان قد يطرأ أي تغيّر أو تبدّل في طروحاتهم السابقة، وهو ما لا تستبعده مصادر مطلعة على موقف «حزب الله»، بينما برز موقف لعضو كتلة الحريري النائب سمير الجسر الذي استغرب كيف أنه «ما كان حراماً على الحريري بات حلالاً للرئيس المكلّف»، في إشارة إلى التسهيل المقدم لمهمته.
وفي تغريدة على «تويتر»، كتب دياب، أمس، أن «الحكومة الجديدة ستكون وجه لبنان ولن تكون حكومة فئة سياسية من هنا وهناك... وستكون حكومة اختصاصيين بامتياز».
وعلى خط رئاسة الجمهورية، ترفض مصادر وزارية مقربة من الرئيس عون الحسم في هذا الإطار وتوضيح ما إذا كان قد تراجع عن مطلبه بتشكيل حكومة تكنوسياسية، مشيرة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «سيتم البحث بهذا الأمر (اليوم) في الاجتماع الذي سيعقد بين عون ودياب ليطلعه الأخير على نتائج مشاوراته مع الكتل النيابية، وليحدد على ضوئها الصيغة النهائية التي ستشكل وفقها الحكومة». لكن «حتى الآن يمكن القول إن التوجه هو لاختيار أشخاص متخصصين على أن تقوم الكتل النيابية أو الأفرقاء السياسيون بتسميتهم، وإذا لم يكونوا من الحزبيين فهم بالتأكيد مقربون من هذا الفريق أو ذاك».
في المقابل، يبدو أن التبدل أو التعديل في الموقف حيال صيغة حكومة «تكنوسياسية» ليس بعيداً بالنسبة إلى «حزب الله»، بحسب ما تشير مصادر مطلعة على موقف الحزب، تجتمع مع مصادر رئيس البرلمان نبيه بري على التأكيد بأن هناك «رغبة من الجميع لتسهيل مهمة الرئيس المكلف».
وتؤكد المصادر المقربة من «حزب الله» أن «المهم هو تشكيل حكومة لإنقاذ البلد، ونحن وحلفاؤنا سنقدم كل تسهيل ممكن في سبيل ذلك». وعما إذا كان هناك استعداد لدى الحزب وحلفائه للقبول بوزراء مختصين غير سياسيين وغير حزبيين، تقول المصادر: «لغاية الآن لم تبدأ المشاورات معنا حول شكل الحكومة، لكن كل شيء محتمل». ورداً على سؤال عن سبب عدم تقديم هذا التسهيل للحريري الذي كان متمسكاً بحكومة اختصاصيين من غير السياسيين، تجيب المصادر بأن «الحريري شخصية سياسية وبالتالي معه كان لا بد من حكومة سياسية أو تكنوسياسية، أما دياب فهو شخصية مستقلة أكاديمية وبالتالي النقاش مختلف من هذه الزاوية».
وفي انتقاد منه لهذا التبدل في المواقف، جدد النائب في كتلة «المستقبل» سمير الجسر تأكيده أن تسمية دياب لم تكن بموافقة الحريري. وقال لـ«وكالة الأنباء المركزية»: «لو كانت تسمية حسان دياب جاءت بعد موافقة من الرئيس الحريري لكانت (كتلة المستقبل) سمّته في الاستشارات النيابية المُلزمة».
وعدّ أن «إعلان معظم القوى السياسية نيتها تسهيل مهمة الرئيس المكلف لتشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين ستتبين جديته في التركيبة الحكومية المُنتظرة، ونحن كتيار مصرون على موقفنا بعدم المشاركة في الحكومة لا بشكل مباشر أو غير مباشر».
ولفت الجسر إلى أن «تشكيل حكومة اختصاصيين بات ضرورة واستجابة لمطالب كل اللبنانيين، لأن حكومة بهذه المواصفات من شأنها إعادة ترميم جسور الثقة بين السلطة والشعب». وفي تعليق منه على إعلان كل الكتل استعدادها تسهيل مهمة التأليف، أشار الجسر إلى أنه «من اللافت أن ما كان حراماً على الحريري بات حلالاً للرئيس المكلف».
وكان ممثل الحزب في الحكومة المستقيلة الوزير محمد فنيش قال في احتفال في الجنوب إن «الحكومة المقبلة بحاجة إلى غطاء سياسي، وعليه، فإننا ندعو إلى مشاركة واسعة من قبل الجميع، وأن يكون هناك مد يد العون للرئيس المكلف، لأنه لا بديل عن تشكيل حكومة، وبالتالي فإن أي مطلب مهما كان محقاً، لا يمكن أن يحقق أو يعالج إن لم تكن هناك سلطة ومؤسسات تعمل». ورأى أن «أولى الخطوات على طريق المعالجة تكون بتكوين السلطة من خلال تشكيل حكومة تحظى بالتعاون، ويكون لها برنامجها الإنمائي والاقتصادي والمالي والنقدي والاجتماعي».
وتحدث كذلك نائب رئيس الحكومة المستقيلة غسان حاصباني عن شكل الحكومة المقبلة، مشيراً في حديث إذاعي إلى أنه «حتى اليوم، موضوع الاستقلالية والاختصاصية هو السائد، وسيتضح الأمر بعد الكلام عن الأسماء». وأضاف أن «الرئيس المكلف حسان دياب يقوم بعمله بجوجلة أفكار وأسماء وحلول للحكومة ويستمع للجميع كما يجب لبلورة مسودة وطرحها»، لافتاً إلى «رغبة من بعض الفرقاء في التأثير بالحكومة».
وشدد على أن «المرحلة دقيقة وتتطلب قرارات صعبة، وإذا كانت الأحزاب السياسية موجودة في الحكومة، فلن تستطيع القيام بالإصلاحات المطلوبة والسريعة». وقال: «المطلوب أن تكون الثقة بالنهج والممارسة وليس بالأشخاص. استعادة الثقة تبدأ بالعمل الشفاف وبتصرف جديد وتطبيق الإجراءات».



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.