غياب الوزراء يثير جدلاً في البرلمان المغربي بين النواب والحكومة

TT

غياب الوزراء يثير جدلاً في البرلمان المغربي بين النواب والحكومة

عاش مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى في البرلمان) شداً وجذباً في جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية أمس، بين البرلمانيين والحكومة، بسبب الانتقادات التي وجهوها لغياب الوزراء عن جلسات البرلمان، معتبرين ذلك نوعاً من «التعالي وتبخيس دور البرلمان».
واستدعى الخلاف الذي نشب بين النواب ووزير الدولة المكلف حقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان مصطفى الرميد، بسبب هذه المسألة، رفع الجلسة لدقائق من أجل التداول في الإشكال القانوني الذي طرحه إصرار الرميد على الرد على البرلمانيين، ضداً على النظام الداخلي لمجلس النواب.
واستغرب نور الدين مضيان، رئيس الفريق النيابي لحزب الاستقلال المعارض، برمجة «4 قطاعات من أصل 20 قطاعاً في هذه الجلسة»، معتبراً أن هذا الأمر «يؤثر سلباً على التعاون بين المؤسستين التشريعية والتنفيذية الذي ينص عليه الدستور».
وفي انتقاد واضح لغياب الوزراء عن الجلسة الأسبوعية، أضاف مضيان: «ليست هذه هي المرة الأولى التي لا تتفاعل فيها الحكومة مع المادة (152)، ومع الأسئلة الشفوية»، مطالباً إياها باحترام النظام الداخلي للمجلس.
وكشف نواب بأن الرميد هدّد بتقديم استقالته، وعدم الحضور لمجلس النواب مرة أخرى، إذا لم تمنح له الكلمة، وأكدوا أنه بعد مفاوضات بين رؤساء الفرق البرلمانية والوزير المكلف العلاقات مع البرلمان قرروا منحه الكلمة من أجل «إرضائه لأنه أدى اليمين».
ومن جهته، قال النائب عدي بوعرفة، المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، إن البرلمان «هو من يراقب عمل الحكومة، وليس العكس»، مؤكداً أن الفرق البرلمانية «قدمت نقط نظام تتحدث عن غياب الوزراء عن الحضور في الجلسات، والرميد أراد أن يجيب، وأصر على الإجابة، رغم أن القانون الداخلي لا يمنحه ذلك».
ودفع قبول الفرق النيابية ورئاسة مجلس النواب منح الرميد الكلمة، ضداً على النظام الداخلي لمجلس النواب، إلى مقاطعة النائب رشيد حموني، المنتمي للمجموعة النيابية لحزب التقدم والاشتراكية، ومغادرة الجلسة تعبيراً عن رفضه المشاركة فيما وصفه بـ«المجزرة».
وقال النائب حموني، في تصريح صحافي عقب خروجه من الجلسة احتجاجاً على غياب الوزراء عن جلسات مجلس النواب، إن الوزير المكلف العلاقات مع البرلمان «يجهل النظام الداخلي لمجلس النواب، وما زال يمارس مهامه في إطار النظام الداخلي السابق للمجلس، وهذا أمر خطير جداً لأن الوزير المكلف العلاقات مع البرلمان والدفوعات التي قدمها في الفصل (52) تتحدث عن الإحاطات، وليس عن نقط نظام، وعليه أن يراجع النظام الداخلي للمجلس».
وانتقد حموني موافقة رؤساء الفرق النيابية، بقوله: «لقد أصروا على خرق النظام الداخلي، على أساس أن الوزير أدى اليمين من أجل تقديم استقالته من مهامه إذا لم يأخذ الكلمة، وهذا ابتزاز خطير من الحكومة للمجلس».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.