العراق: اختيار قضاة لمفوضية الانتخابات

بالاقتراع السري وبإشراف الأمم المتحدة

TT

العراق: اختيار قضاة لمفوضية الانتخابات

أعلن مجلس القضاء الأعلى في العراق أسماء القضاة الفائزين بعضوية مفوضية الانتخابات. وقال بيان للسلطة القضائية أمس إنه «وبعد إجراء القرعة من قبل مجلس القضاء الأعلى تم اختيار القضاة عباس فرحان حسن وجليل عدنان خلف وعامر موسى محمد وفياض حسين ياسين وعلي رشيد ومستشاري الدولة إنعام ياسين محمد وفتاح محمد ياسين أعضاء لمجلس مفوضية الانتخابات».
كما تمت مفاتحة القضاء في إقليم كردستان لاختيار اثنين من القضاة هناك لكي ينضموا إلى مجلس المفوضين الجدد المكون ولأول مرة منذ 16عاماً من قضاة مستقلين وليسوا تابعين لأحزاب السلطة.
ويتزامن إعلان أعضاء مفوضية الانتخابات العراقية الجديد مع بدء البرلمان العراقي استئناف جلساته أمس لمناقشة ما تبقى من فقرات قانون الانتخابات الجديد وبالذات الفقرات 15 و16 الخاصة بالدوائر المتعددة والتي كان البرلمان أخفق في التوصل إلى صيغة توافقية لها كون العديد من الكتل السياسية لا تفضل الدوائر المتعددة والتصويت الفردي كونها تخسر نفوذها الذي بنته على مدى الـ16 عاما الماضية.
إلى ذلك، أعلن رئيس تيار الحكمة الوطني، عمار الحكيم، ترحيبه بإعلان تشكيل مفوضية انتخابات جديدة. وقال الحكيم في بيان: «نتوسم خيراً بأن يكون مجلس المفوضين الجديد في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات الذي تم اختيار أعضائه وتفويضهم من قبل مجلس القضاء الأعلى فاتحة خير على فصل جديد نشهد فيه ترصين أسس الممارسة الديمقراطية في العراق وتحقيق تطلعات أبناء شعبنا من خلال نزاهتها واستقلاليتها ومهنيتها بعيداً عن المؤثرات والضغوط ليصل من يستحق عبر صناديق الاقتراع إلى مركز القرار».
في السياق نفسه، أكد عضو البرلمان العراقي عن تحالف سائرون سلام الشمري أن اختيار مجلس مفوضين جديد وبإشراف أممي خطوة مهمة للحفاظ على صوت الناخب. وقال الشمري في بيان إنه «بعد أن صوت مجلس النواب على قانون المفوضية العليا المستقلة للانتخابات واختيار مجلس جديد بعيداً عن التحزب والتخندق سنبدأ بممارسة حقنا الدستوري بمتابعة عمل هذا المجلس». وأضاف الشمري أن «ممارسة حقنا الدستوري لضمان حياديته واستقلاليته وضمان سير الإجراءات المتبعة في العملية الانتخابية القادمة للحفاظ على صوت الناخب والخروج بانتخابات حرة نزيهة تمثل إرادة الناخب العراقي وممارسة حقه الدستوري في التصويت بعيداً عن التزوير والتلاعب بالنتائج».
يذكر أن عملية إجراء القرعة تمت بحضور ممثل عن ممثلة الأمم المتحدة في العراق. ويأتي إقرار قانون جديد لمفوضية الانتخابات انتصاراً للحراك الشعبي الذي أجبر الأحزاب والقوى المتنفذة في العراق على إقرار قانون يقترب من هموم الناس بمن في ذلك اختيار قضاة للإشراف على الانتخابات وليس مفوضية يجري اختيارهم من قبل الأحزاب الحاكمة أو القوى التي تملك المال والسلاح.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.