الأزهر: «الخداع الإعلامي»... حيلة تنظيمات الإرهاب لتحقيق مصالحها في أفريقيا

مرصده طالب بتفعيل قوانين مكافحة «الجرائم الإلكترونية» لـ«تجفيف منابع التطرف»

TT

الأزهر: «الخداع الإعلامي»... حيلة تنظيمات الإرهاب لتحقيق مصالحها في أفريقيا

قال «مرصد الأزهر لمكافحة التطرف» بالقاهرة، أمس، إن «التنظيمات الإرهابية عمدت إلى تبني استراتيجية (الخداع الإعلامي)، التي تقوم على تشويه المعلومة، وتقديمها للمتلقي بشكل غير صحيح، لخدمة مصالحها وأغراضها في قارة أفريقيا»، لافتاً إلى أن «هذا ظهر جلياً في بعض الإصدارات التي بثتها عبر منصاتها الإعلامية والمواقع التابعة لها»، مطالباً بضرورة «تفعيل قوانين مكافحة (الجريمة الإلكترونية) من أجل تجفيف منابع الفكر المتطرف».
وراهن تنظيم «داعش» الإرهابي، من جديد، على «مشاهد الذبح، والقتل الجماعي»، في محاولة منه لـ«التخويف، وتأكيد أنه (ما زال باقياً) على الرغم من الهزائم التي مُني بها خلال الفترة الماضية». وبث «داعش» مطلع ديسمبر (كانون الأول) الحالي، فيديو مصوراً لعملية ذبح مواطنين ليبيين، كما بث مشاهد لعمليات إعدام جماعية بالرصاص في جنوب ليبيا.
وأكد «المرصد»، في تقرير له، أمس، أنه «لا شك أن التنظيمات الإرهابية تحاول أن تستفيد من كل الفرص المتاحة، حتى تستقطب الأعضاء الجدد، ولمواجهة هذا الأمر لا بد للمجتمع الدولي، حكومات، ومنظمات مدنية، وهيئات دينية وسياسية، من تبني حزمة من الآليات، تمكن من تحصين الشباب والفتيات ضد الأفكار، التي وصفها بـ(الضالة)». وحدد «المرصد» هذه الآليات، عبر تشكيل فريق من المتخصصين يعملون باستمرار على رصد ومتابعة المواقع، التي تبث أفكاراً تكفيرية ومتطرفة، ثم التواصل مع الجهات المسؤولة لحجب هذه المواقع. و«التركيز على نشر رسائل مضادة على المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، لإظهار زيف الرسائل التي تروج لها هذه التنظيمات الإرهابية، وإطلاق حملات إلكترونية مشتركة بين المراكز التي تعنى بمكافحة الفكر المتطرف تحتوي صوراً، وفيديوهات، وهاشتاغات، واستطلاعات، ومناقشات حوارية في الفضاء الرقمي والإلكتروني، على أن تتضمن رسائل تفند (ضلال) مناهج الجماعات المتطرفة وأكاذيبها، فضلاً عن العمل على إنتاج أفلام سينمائية تروج لأفكار ثقافية وأنماط سلوكية صحيحة وسطية، تركز على مبادئ التعايش في سلام ومحبة الشعوب. وتشجيع المجتمع المدني على القيام بالأمر نفسه، حتى نتمكن من ملء المساحة الإلكترونية والإعلامية التي تستخدمها تلك الجماعات الإرهابية. وتكثيف البرامج الإعلامية التي تعزز القيم الدينية الإيجابية، وتنشر ثقافة التسامح وقبول الآخر. وتبني الحكومات برامج إصلاح وتأهيل للمدانين بقضايا الإرهاب».
وقال المرصد: «تكمن خطورة استخدام الإعلام الإلكتروني أداة لنشر الفكر المتطرف، في اعتماده على الموارد المعلوماتية والوسائل الإلكترونية في آن واحد، للتأثير على عقول المتلقين، حيث تعد الأنظمة الإلكترونية والبنية التحتية المعلوماتية إحدى الوسائل المهمة لـ(الإرهابيين)... فعندما استولى (داعش) على الموصل عام 2014، دشن حملة إعلامية على (تويتر)، وأطلق هاشتاغ (كل العيون على داعش)، ونشر صوراً وحشية تبث الرعب في القلوب بالعالم».
يُشار إلى أن «داعش» خلال عامه الأول من إعلان دولة الخلافة (المزعومة)، قطع ما يزيد على 3 آلاف رأس من المدنيين، ومن عناصره، بتهمة «الغلو والتجسس لصالح دول أجنبية عند محاولتهم العودة إلى بلدانهم».
وأكد «مرصد الأزهر» أن «دول العالم عانت، وما زالت تعاني من الاستخدام الممنهج للتنظيمات الإرهابية للشبكة العنكبوتية، حيث تمكن أصحاب الفكر المتطرف من خلالها من التأثير على مجموعات كبيرة من الشباب في جميع أنحاء العالم، عبر وسائل مختلفة»، لافتاً إلى أن «التنظيمات الإرهابية في أفريقيا، مثل (الشباب) الصومالية، و(بوكو حرام) في نيجيريا، و(نصرة الإسلام والمسلمين‏)‏ في مالي، وغيرها من التنظيمات، لجأت إلى استخدام وسائل الإعلام في تسويق أغراضها، وغاياتها، وتوظيفها في تضليل الأجهزة الأمنية، ونشر ‏أخبار العمليات الإرهابية التي يقومون بتنفيذها»، موضحاً أنه «عقب وقوع العديد من الحوادث الإرهابية على أيدي (داعش) خلال السنوات الماضية، قامت إدارة (فيسبوك) و(تويتر) و(يوتيوب) بمحو أي محتوى له علاقة بالتنظيم الإرهابي، وفرض المزيد من القيود على نشر المحتوى الخاص للتنظيم؛ لهذا لجأ لاستخدام تطبيق (تلغرام)، و(شور سبوت)، وأخيراً (تيك توك)، و(بي سي إم)، ويعني (لأن التواصل يهم)، كما لجأ التنظيم لاستخدام طريقة (الهاشتاغ)، التي تتيح لعناصره والمتعاطفين معه متابعة آخر أخبار التنظيم أولاً بأول باستخدام كلمات بحثية معينة، فضلاً عن استخدام ما يعرف بـ(الشبكة المظلمة) أو (ديب ويب)».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.